[ حشود كبيرة عند بوابة مدخل مطار كابل الدولي (رويترز) ]
نقلت أسوشيتد برس عن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن 7 مدنيين أفغان قتلوا في التدافع خلال الفوضى بمحيط مطار كابل، فيما أظهرت صورة التقطتها وسيلة إعلام بريطانية جثث 3 أشخاص سقطوا نتيجة التدافع في مطار كابل الذي يشهد فوضى وإطلاق نار أثناء عملية الإجلاء التي وصفها الرئيس الأميركي بأنها الأصعب، فيما تستعين واشنطن بشركات طيران خاصة في الإجلاء.
وأظهرت الصور جنودا يغطون 3 جثث بقطع قماش أبيض، من دون أن يتضح كيف مات هؤلاء الأشخاص، كما يظهر في الصور العديد من الجرحى.
وقال مراسل قناة "سكاي نيوز" (Sky News) البريطانية إن الأشخاص الذين كانوا في مقدمة الحشد تعرضوا "للدعس"، مشيرا إلى أن المسعفين ينتقلون من مصاب إلى آخر.
وبدت القوات الدولية وهي تحاول صد الحشود الراغبة في دخول المطار مع إطلاق النار بصورة متقطعة، وأصيب عدد من الراغبين في دخول المطار بالإغماء نتيجة التدافع، ولا يزال آلاف الأفغان مرابطين في محيط المطار يتحينون فرصة الدخول على أمل مغادرة البلاد.
وكانت الولايات المتحدة حثت أمس السبت مواطنيها في أفغانستان على تجنب التوجه إلى مطار كابل في الوقت الحالي، مشيرة إلى وجود "تهديدات أمنية محتملة".
وجاء في التحذير الذي نشر على موقع وزارة الخارجية الأميركية "بسبب التهديدات الأمنية المحتملة خارج بوابات مطار كابل ننصح المواطنين الأميركيين بتجنب السفر إلى المطار، وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت ما لم يتلقوا تعليمات فردية من ممثلي الحكومة الأميركية للقيام بذلك".
ونقلت شبكة "إن بي سي" (NBC) الأميركية عن مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) تخوفهم من تهديدات محتملة للأميركيين في كابل والمطار، وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن البنتاغون يدرس تجميع الأميركيين في مواقع في العاصمة الأفغانية قبل نقلهم مباشرة إلى المطار.
من جهته، لم يستبعد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إمكانية خروج القوات الأميركية إلى ما وراء المحيط الأمني لمطار كابل من أجل المساعدة في عمليات الإجلاء الجارية.
ومنذ أسبوع تحشد عمليات الإجلاء الضخمة في كابل -والتي وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها "من الأصعب في التاريخ"- طائرات من كل أرجاء العالم لإجلاء دبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان يرغبون في الفرار من بلادهم.
وتؤكد الولايات المتحدة العازمة على إجلاء أكثر من 30 ألف أميركي ومدني أفغاني عبر قواعدها في الكويت وقطر أنها أجلت أكثر من 13 ألف شخص منذ 14 أغسطس/آب الجاري.
شركات طيران خاصة
ونقلت رويترز عن مسؤوليْن أميركييْن أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت شركات الطيران الأميركية أنها قد تصدر أوامر لها للمساعدة في نقل الأشخاص الذين يجري إجلاؤهم من أفغانستان.
وقال أحد المسؤولين لرويترز إنه لم يتم اتخاذ أي قرار في هذا الشأن بعد، مضيفا أن الطائرات المدنية لن تدخل أفغانستان، لكنها ستنقل بدلا من ذلك من تم إجلاؤهم من القواعد الجوية في مواقع تشمل الشرق الأوسط وألمانيا.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) قد أشارت إلى أن أفراد أطقم الخطوط الجوية التجارية سيساعدون في نقل آلاف الأفغان وغيرهم ممن تقطعت بهم السبل من القواعد الأميركية في قطر والبحرين وألمانيا.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تدرس زيادة عدد القواعد العسكرية الأميركية التي يمكن أن تؤوي الأفغان.
وأكد مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يفكر في تفعيل الأسطول الجوي الاحتياطي المدني لتوفير نحو 20 طائرة تجارية لدعم جهود الإجلاء.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول قطري أن الدوحة سهلت إجلاء رعايا للولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها، وأن الجهود ما زالت مستمرة.
وأضاف المسؤول القطري أن نحو 7 آلاف أفغاني وصلوا إلى قطر وسيتوجهون إلى دول أخرى.
وقد أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) أن عملية الإجلاء من مطار كابل تسير ببطء وأنها محفوفة بالمخاطر، مشيرا إلى أن الحلف لا يريد أي شكل من الصدام مع مسلحي حركة طالبان أو المدنيين خارج المطار.
وقال المسؤول لرويترز إنه تم إجلاء نحو 12 ألف أجنبي وأفغاني يعملون لدى السفارات وجماعات الإغاثة الدولية من أفغانستان منذ سيطرة طالبان على العاصمة كابل.
وكان مسؤولون في الناتو وحركة طالبان قد أعلنوا أن ما لا يقل عن 12 شخصا لقوا حتفهم في المطار والمنطقة المحيطة به منذ يوم الأحد الماضي.
من جهتها، أكدت حركة طالبان أنها تحمي القوات الأجنبية الموجودة في مطار كابل.
وأشار مسؤول في طالبان لوكالة رويترز إلى أن الحركة تهدف إلى تحسين الموقف في المطار وتأمين خروج سلس.
وأكد أن فتح ممر للمغادرين من أجل الخروج من كابل ضروري للقانون والنظام.