كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ»السياسة» أن الولايات المتحدة وروسيا تحاولان التوصل الى اتفاق بينهما يسمح بالضغط على رئيس النظام بشار الأسد ويؤدي بصورة عاجلة الى إنهاء تواجد مقاتلي «الحرس الثوري» الإيراني و»حزب الله» اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية التي تساند قوات النظام السوري في القتال ضد المعارضة.
وتحدث عن مفاوضات جارية بين واشنطن وموسكو لصياغة موقف موحد لإجبار الأسد على إخراج المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين من جبهات القتال لأن ذلك من شأن أن يدعم العملية السياسية، مشيراً الى أن الاميركيين تحدثوا مع حكومة بغداد عن ضرورة الطلب من الميليشيات العراقية التي لديها مقاتلين في سورية أن تسحب عناصرها من هذا البلد.
وبحسب معلومات القيادي، فإن نحو 12 ألف مقاتل من الميليشيات العراقية التحقوا بسورية في السنوات السابقة وربما انخفض هذا العدد الى أقل من 8 آلاف حالياً بعدما اشتد القتال ضد تنظيم «داعش» في المدن العراقية وتطلب ذلك من قوات «الحشد» الشيعية سحب بعض مقاتليها من سورية وإعادتهم الى العراق.
وأكد أن التدخل العسكري الروسي ساهم في إقناع الميليشيات العراقية بالعودة الى العراق، وهذا ما أدى الى المزيد من خفض أعداد مقاتلي هذه الميليشيات، غير أن العدد لا يقل حالياً عن ستة آلاف أو سبعة آلاف مقاتل شيعي عراقي.
وذكر القيادي انه بخلاف الميليشيات العراقية، فإن مقاتلي «الحرس الثوري» الإيراني و»حزب الله» اللبناني عززوا من مواقعهم وأعدادهم في سورية بعد التدخل الروسي وفق خطة هدفها تحقيق إنجازات ميدانية لصالح نظام الأسد بدعم من الغارات الروسية.
ورجح أن يتمسك الأسد بتواجد المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين لأنه يخشى صفقة روسية – أميركية تفضي إلى رحيله عن السلطة في إطار حل سياسي دائم، مشيراً إلى أن موقف موسكو من قضية بقاء الأسد في الحكم أو من صيغة الحل السياسي التي ستمنح هيئة الحكم الانتقالي صلاحيات واسعة، أكثر مرونة من موقف طهران التي تعتبر أن الأسد يمكنه أن يبقى في السلطة عن طريق انتخابات رئاسية جديدة تكون جزءاً من الحل السياسي عن طريق المفاوضات.
وخلص القيادي إلى ان قضية بقاء الأسد ودوره السياسي في مستقبل سورية ستبقى مفتوحة على كل الخيارات الصعبة، من بينها مواجهة سياسية روسية – ايرانية، محذراً من أن الأسد ينتحر إذا راهن على ايران وقرر الخروج عن الموقف الروسي المؤيد للحل السياسي، لأنه قد يفتح المجال أمام حل عسكري دولي للإطاحة به.