نواجه مشكلة غير متوقعة، تحقق وحاول مرة أخرى بعد قليل
أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات طالبان الأخيرة على المدن الأفغانية ووصفتها بالعنيفة، في حين واصلت الحركة تقدمها الميداني وسيطرت على عاصمة ولاية جديدة شمال غربي البلاد.
وقالت السفارة الأميركية في بيان إن طالبان حاولت الاستيلاء بشكل غير مشروع على عاصمتي ولايتي نيمروز وجوزجان، وأكدت أن تصرفات الحركة لفرض حكمها بالقوة تتعارض مع زعمها بدعم تسوية تفاوضية.
ودعت السفارة طالبان إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، والانخراط في مفاوضات السلام.
من جهته، قال قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيك كارتر إنه لم يكن ممكنا أبدا الدفاع عن كل أفغانستان أمام تقدم طالبان خاصة في المناطق الريفية.
وأضاف كارتر أن المهم هو الحفاظ على المناطق الحضرية وعواصم الولايات ومحيطها، داعيا الأفغان إلى الوحدة في مواجهة طالبان.
وقال أيضا إن المجتمع الدولي عليه أن يلعب دورا محوريا لإظهار الثقة في الشعب الأفغاني، ومساعدته على البقاء ثابتا، حسب وصفه.
ودعا الجنرال البريطاني إلى كشف ممارسات قيادة طالبان، وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، وعدم منحها شرعية "زائفة".
تقدم ميداني
وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلنت طالبان السيطرة على عاصمة ولاية جوزجان المحاذية لتركمانستان، مواصلة بذلك تقدمها الميداني السريع، في وقت دعت واشنطن ولندن رعاياهما لمغادرة أفغانستان على الفور.
وقد أكدت طالبان السيطرة على مدينة شربرغان (عاصمة ولاية جوزجان) الحدودية مع تركمانستان.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن العاصمة الإستراتيجية لجوزجان (مدينة شبرغان) تم تحريرها "من قبل المجاهدين في إطار عمليات الفتح".
وأضاف -في تغريدة على تويتر- أن المعلومات تشير إلى أن مكتب حاكم الولاية ومقر جهاز الاستخبارات وجميع المباني ذات الصلة وقعت تماما "تحت سيطرة المجاهدين".
بالقرب من إيران
وأمس أعلنت طالبان سيطرتها على مركز ولاية تقع غربي البلاد. وقال متحدث باسم الشرطة، في ولاية نمروز الحدودية مع إيران وباكستان، إن العاصمة "زرنج" سقطت في أيدي طالبان بسبب نقص التعزيزات من الحكومة.
وأفاد مصدر محلي أن طالبان سيطرت على مكتب حاكم الولاية في المدينة ومقر الشرطة، ومعسكر بالقرب من الحدود مع إيران.
وقد أعلن المتحدث الرسمي باسم طالبان في تغريدة أنه "خلال عملية الفتح الجهادية" أصبحت نمروز أول ولاية يسيطر عليها "المجاهدون".
وأضاف "تم اليوم إبراء ذمة المسؤول الإقليمي وقائد الشرطة ودائرة المخابرات وكافة منتسبيها من العدو المرتزق" مؤكدا خضوعها للسيطرة الكاملة للحركة.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الحكومية مقتل نحو 385 من مسلحي طالبان في غارات وقصف استهدف مواقع الحركة في أكثر من ولاية خلال الساعات 24 الماضية.
وقال المتحدث باسم الوزارة فؤاد أمان إن طالبان تعرضت لخسائر فادحة في مدينة قندوز بفعل الغارات الجوية.
نداء واشنطن ولندن
وأمام استمرار المعارك وتقدم طالبان في العديد من الجبهات، طالبت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياهما بمغادرة أفغانستان فورا.
وقالت السفارة الأميركية في كابل إنها تحث رعاياها على مغادرة هذا البلد باستخدام الرحلات الجوية التجارية المتاحة.
وكتبت -على تويتر- أنه نظرا للظروف الأمنية وانخفاض عدد الموظفين، فإن قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأميركيين في أفغانستان محدودة للغاية حتى داخل كابل.
ومن جهتها، نصحت الخارجية البريطانية رعاياها بمغادرة أفغانستان بسبب تدهور الوضع الأمني.
وقالت الوزارة -في منشور على موقع الحكومة- إنها تنصح بـ "عدم السفر إلى أفغانستان، وتدعو كل مواطنيها هناك إلى "مغادرة البلاد فورا".
تحذير دولي
سياسيا، عقد مجلس الأمن الدولي -أمس الجمعة- جلسة حول أفغانستان، حذر فيها من كارثة خطيرة تترصد البلاد.
وقد حذرت تصريحات المتحدثين بالجلسة من المواجهة الأسوأ في ظل تصاعد العمليات والهجمات في أفغانستان.
ومن جانبه جيفري ديلورينتيس، نائب المندوبة الأميركية بمجلس الأمن، طالبان على وقف هجومها بصفة فورية، والسعي إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة.
وقال ديلورينتيس إن طالبان ستكون معزولة ومنبوذة دوليا إذا اختارت مسار الاستيلاء العسكري.
وأضاف "يجب أن تسمع طالبان من المجتمع الدولي أننا لن نقبل استيلاء عسكريا على أفغانستان أو عودة إمارتها الإسلامية، وستكون الحركة معزولة ومنبوذة دوليا إذا اختارت هذا المسار الذي من شأنه بالتأكيد دفع البلاد لمزيد من العنف والدمار".
من جهته، قال المندوب الروسي بمجلس الأمن فاسيلي نيبنزيا "عدم إحراز تقدم على مسار المفاوضات بشأن أفغانستان يزيد احتمالات انزلاق البلاد لحرب أهلية كاملة وطويلة الأمد".