[ الرئيس الفرنسي ماكرون ]
نقلت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية عن مسؤول فرنسي قوله إن القوات التشادية المشاركة بتحالف عسكري في دول أفريقية قد تعود إلى بلادها، وذلك بسبب الظروف الأمنية التي خلفها مقتل الرئيس الراحل إدريس ديبي، الذي تولى السلطة في البلاد نحو 30 عاما.
وأوضح المسؤول ذاته للصحيفة إن القوات التشادية قد تعود إلى بلادها من أجل حماية العاصمة بعد مقتل ديبي.
ومعلوم أن المتمردين التشاديين يهددون بالزحف للعاصمة والإطاحة بالسلطة الجديدة التي أُعلنت عقب مقتل ديبي.
ويخشى بعض المسؤولين الأفارقة من أن تصبح عملية "برخان" العسكرية -التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل والصحراء- أكثر صعوبة إذا تراجعت مشاركة تشاد فيها عسكريا، لا سيما أن نجامينا كانت أول من أرسل جنودا إلى دولة مالي بعد فرنسا عام 2014.
وحكم ديبي تشاد أكثر من 30 عاما، ونجح في الإمساك بزمام السلطة رغم حركات التمرد التي وصلت حتى بوابات قصره.
لن نسمح بتهديد تشاد
وفي السياق ذاته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إنه لن يسمح لأحد بتهديد تشاد، وذلك أثناء مشاركته في جنازة رئيس البلاد إدريس ديبي، الذي قُتل على جبهة القتال أثناء التصدي لمتمردين هذا الأسبوع.
وذكر ماكرون -في كلمة خلال جنازة ديبي- "لن نسمح لأحد بتهديد استقرار تشاد ووحدة أراضيها.. لا اليوم ولا غدا".
وقال مصدر بالرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة لرويترز إن فرنسا والدول الخمس الكبرى الأخرى أبدت بوجه عام دعمها لانتقال مدني-عسكري للسلطة في تشاد لصالح الاستقرار الإقليمي، وذلك بعد اجتماع مع المجلس العسكري المؤقت في تشاد.
وبعد مقتل ديبي أعربت فرنسا في عدة مناسبات عن قلقها بشأن "استقرار تشاد ووحدة أراضيها".
وتساءل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس: "هل سيضمن المجلس العسكري الانتقالي استقرار تشاد ووحدة وسلامة أراضيها؟" كما تساءل عن قدرته على "تطبيق عملية ديمقراطية" مع احترام التزاماته العسكرية في المنطقة.
وأبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الملاحظات نفسها، وقال -خلال زيارة لموريتانيا الخميس قبل التوجه إلى تشاد لحضور مراسم تشييع جنازة إدريس ديبي- "يجب أن نساعد تشاد، يجب أن نتجاهل الاعتبارات السياسية".
وحضر مراسم التشييع الرسمية لإدريس ديبي (68 عاما) عدد من رؤساء الدول المجاورة لتشاد وبعض الوفود الأجنبية، ومن أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 12 رئيس دولة شاركوا في الجنازة، ومن بينهم قادة الدول الأعضاء في مجموعة الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا)، إضافة إلى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وأكد الرؤساء في كلماتهم خلال الجنازة -بمن فيهم الرئيس ماكرون- دعمهم لتشاد، وأنهم يقدرون دورها في منطقة الساحل بمشاركة جيشها في جهود المنظمات المسلحة التي توصف بالإرهابية.