ذكر مقال نشره موقع "فورين بوليسي" (Foreign Policy) أن الجميع توقعوا أن تكون مقابلة المذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري مع دوقة ودوق ساسكس سيئة وضارة، لكن لا أحد توقع أن تكون سيئة وضارة إلى هذا الحد.
وأوضح نيلس آبي الكاتب البريطاني من أصول نيجيرية -في هذا المقال- أن ميغان ماركل أول أميرة "سوداء" في البلاد قدمت فرصة لمعالجة علاقة بريطانيا الوحشية والمعقدة مع العرق، لكن تم تدمير هذه الفرصة بقوة بسبب عنصرية المؤسسة الملكية نفسها.
وعرض بعض التصريحات لميغان خلال مقابلة حكت فيها عن مخاوف القصر من لون بشرة ابنها أرتشي، قبل ولادته، ومنعها هي وهاري من تلقي معلومات أمنية، وعدم تقديم العائلة المالكة الدعم لزوجها، حتى عندما طالبت بحمايتها وزوجها وابنها من الحملة العنصرية ضدهم في الصحافة البريطانية، وكذلك عدم تقديم المساعدة لها عندما كانت تفكر في الانتحار، حسب ما قالت.
عنصرية قاتلة
وعلق الكاتب بمقاله في "فورين بوليسي" بأن هذه عنصرية خطيرة وربما قاتلة، في قمة بريطانيا ودول الكومنولث.
وقال: كان زواج ميغان وهاري بمثابة اللحظة التي لم يعد من الممكن فيها إنكار وجود السود في المملكة المتحدة، وإن هؤلاء المواطنين (السود) الذين، إلى جانب أسلافهم، تحملوا ثقل الإمبراطورية البريطانية لقرون. وأضاف أن (هذا) الزواج أشار إلى أنهم قد اقتحموا أخيرا كل ممر من المجتمع البريطاني "وفي ذلك كانت هناك إمكانيات لا نهاية لها".
ومن بين هذه الإمكانيات -كما يقول الكاتب- تعزيز قوة الملكية نفسها حتى على المسرح الدولي وعبر الشتات الأفريقي.
كانت لحظة عظيمة
وتحدث الكاتب عن وصول ميغان إلى قصر باكنغهام ووصفه بأنه كان لحظة عظيمة حقا، مشيرا إلى أن النساء السود في عائلته وفي مكتبه تساءلن قبيل الزواج بصوت عال: هل ستهبط مروحية في أحياء باكنغهام أو سيفين سيسترز في لندن حتى تتمكن ميغان من شراء منتجات العناية بالشعر والبشرة؟ هل سيسمح لها بأن تصبح طبيعية أم أن البروتوكول الملكي سيطلب منها تقويم شعرها؟ هل سيُسمح لها بالتحدث عن قضايا السود؟ وعندما يحدث شيء ما في المجتمع، هل ستكون قادرة على أن تكون صوتا للسود؟
وقال كذلك إن بعضا من هذا كان مزاحا، لكن التفكير كان واضحا: هل يُسمح لها بأن تكون هي نفسها امرأة ملونة؟ مؤكدا أنه بعد مقابلة أوبرا، فإن لدى السود الآن إجابة مدوية عن (مثل) تلك الأسئلة.
وأضاف أنه كان ينبغي لاتحاد ميغان وهاري تقريب أفراد ومكونات الأمة من بعضهم البعض، ومنح القوة البريطانية الناعمة دفعة هائلة، وهو ما سلط الضوء على بلد واثق بما يكفي في حد ذاته لاحتضان امرأة أميركية سوداء في قلب قوتها الخاصة، ولتقييم ما تمثله، لكن وبدلا من ذلك، حدث العكس.
وختم بالقول إن المؤسسة الملكية، كما تشير إليها ميغان، انتقلت باتباع قيادة الأمير فيليب، من العمل للدفاع عن ميغان من عداء الصحافة والأكاذيب والتطفل، إلى منعها من الدفاع عن نفسها من الهجمات، إلى إحاطة الصحافة ضدها، و(ما هو) أسوأ من ذلك بكثير.