[ رئيس وزراء أرمينيا ]
قالت الرئاسة الأرمينية إن الرئيس لم يوقع بعد على طلب تقدم به رئيس الوزراء نيكول باشينيان لإقالة قائد الأركان، فيما قال باشينيان إن علاقة الرئيس بما يجري من اضطرابات ومحاولة انقلاب ستحددها طريقة تعامله مع طلب الإقالة.
والتحق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بمظاهرات ينظمها مؤيدوه في العاصمة يريفان، بالتوازي مع احتجاجات اتسعت لتشمل عدة مدن أرمينية على وقع أزمة متصاعدة بين باشينيان وقادة كبار في الجيش.
وفي خطاب أدلى به أمام مؤيديه وسط العاصمة يريفان وصف باشينيان الاضطرابات والاحتجاجات المنتشرة في البلاد ودعوة قائد الأركان له إلى التنحي بأنها محاولة انقلابية.
ودعا باشينيان أنصاره إلى مواجهة محاولة الإطاحة به في انقلاب عسكري، وطالب الجيش بالقيام بواجبه في الدفاع عن حدود أرمينيا، وعدم الانخراط في السياسة، كما دعا المعارضة اليوم الخميس إلى الكف عن الاحتجاج، وبدء محادثات للبحث عن حل للأزمة السياسية.
وأضاف أن تغيير السلطة لا يمكن أن يحدث إلا عبر انتخابات مبكرة أو عادية.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن قرابة 20 ألف شخص تدفقوا على ساحة في وسط المدينة التي تبعد مسافة كيلومتر واحد عن موقع مظاهرة أخرى للمعارضة دعا فيها نحو 10 آلاف شخص باشينيان للاستقالة.
تدابير رئاسية عاجلة
من جهته، أعلن الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان اليوم الخميس أنه بصدد اتخاذ تدابير عاجلة لوضع حد لأزمة سياسية في أعقاب اتهام رئيس الوزراء نيكول باشينيان الجيش بالقيام بمحاولة انقلاب.
وقال سركيسيان "أدعو الجميع، من هيئات رسمية ووكالات تطبيق القانون وقوى سياسية وجميع المواطنين إلى ممارسة ضبط النفس وتحكيم المنطق، كل كلمة أو فعل غير مدروس يفاقم التوترات ويعمق الأزمة".
وأضاف سركيسيان -الذي يضطلع بدور رمزي إلى حد كبير- "مع تأكيدي على دور الرئاسة كهيئة لتحقيق التوازن أقوم باتخاذ تدابير عاجلة لنزع فتيل التوترات وإيجاد السبل لتسوية الوضع سلميا".
موقف الجيش
وجاء تحرك رئيس الوزراء بعدما أصدر رئيس هيئة الأركان الأرمينية أونيك غاسباريان وقادة كبار في الجيش بيانا يطالبونه فيه بالاستقالة.
وقال في بيان "طريقة إدارة الحكومة الحالية غير الفعالة والأخطاء الجسيمة على صعيد السياسة الخارجية جعلت البلاد على حافة الانهيار".
ولم يتضح ما إذا كان الجيش مستعدا لاستخدام القوة لدعم البيان الذي طالب فيه باستقالة رئيس الوزراء، أم أن المطالبة كانت مجرد دعوة شفوية.
لكن وزارة الدفاع الأرمينية قالت إن أي محاولات للزج بالجيش في السياسة غير مقبولة.
ورد باشينيان بعزل رئيس هيئة الأركان أونيك غاسباريان من منصبه، قبل أن تتصاعد الأمور سياسيا وميدانيا، في حين تقضي الإجراءات بأن يوقع الرئيس على قرار الإقالة.
وفي كلمة أمام أنصاره، انتقد باشينيان قادة الجيش، قائلا إن الجيش تابع للشعب ورئاسة الحكومة، مضيفا أن "الوضع صعب في أرمينيا، لكن علينا أن نتفق بشأن عدم نشوب مواجهات".
وأعرب عن استعداده للحوار مع كافة الأطراف، واصفا قادة الجيش الذين عزلهم في وقت سابق اليوم بأنهم إخوة، مضيفا أنه لا يخطط لمغادرة البلاد.
كما عبر عن بالغ شكره لأنصاره المحتشدين، مطالبا إياهم بمواصلة الدعم في مواجهة ما وصفها بمحاولة انقلاب عسكري.
وجاءت إقالة غاسباريان من طرف باشينيان لأنه سخر في الصحافة من تصريحاته التي تشكك في مصداقية نظام الأسلحة الروسي "قاذفات صواريخ إسكندر" خلال نزاع ناغورني قره باغ.
ورأت هيئة الأركان أن هذا القرار استند فقط إلى "مشاعر وطموحات شخصية" لباشينيان.
موقف المعارضة
من جهتها، طالبت أحزاب المعارضة في أرمينيا رئيس الوزراء نيكول باشينيان بالاستقالة.
ودعا حزب المعارضة الرئيسي في البلاد رئيس الوزراء إلى اغتنام ما سماها الفرصة الأخيرة للخروج من السلطة دون عنف أو اضطرابات، كما حثه على عدم قيادة البلاد إلى حرب أهلية وإراقة دماء.
وتعليقا على دعوة باشينيان لها لبدء محادثات سياسية، أعلنت المعارضة استعدادها للاجتماع معه فقط في حال كان هدف الاجتماع بحث مسألة تنحيه عن السلطة.
وباشينيان صحفي سابق ومعارض تاريخي وصل إلى السلطة في ربيع 2018 مدفوعا بثورة واعدة بإخراج هذا البلد القوقازي من الفقر واجتثاث النخبة الفاسدة.
حرب قره باغ.. بداية الأزمة
ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعدما تحدث معارضوه عن إدارة كارثية للصراع الدامي الذي استمر 6 أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني في إقليم ناغورني قره باغ والمناطق المحيطة به.
وخسرت القوات الأرمينية مساحات كبيرة لصالح قوات أذربيجان في صراع العام الماضي الذي أودى بحياة الآلاف.
وتنتشر قوة حفظ سلام روسية حاليا في الجيب الذي يعترف به المجتمع الدولي جزءا من أذربيجان لكن سكانه ينحدرون من أصل أرميني.
وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.