[ واشنطن اتهمت موسكو بشن قرصنة إلكترونية للتأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 ودعم ترامب (غيتي إيميجز) ]
كشف عميل سابق في الاستخبارات الروسية عن أن موسكو استثمرت في الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على مدى 40 عاما، وقد أثبت استعداده لترديد الدعاية الروسية المعادية للغرب.
وقال يوري شفيتس (67 عاما) العميل السابق في الاستخبارات الروسية "كي جي بي"، في مقابلة مع صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية، "هذا مثال على الحالات التي يتم فيها تجنيد الأشخاص عندما يكونون مجرد طلاب، ثم يرتقون إلى مناصب مهمة. شيء من هذا القبيل كان يحدث مع ترامب".
ووفقا للصحيفة فإن شفيتس الذي أرسله الاتحاد السوفياتي للعمل في واشنطن في الثمانينيات، يقارن الرئيس الأميركي السابق بـ"كامبردج فايف" (the Cambridge five)، وهي مجموعة التجسس البريطانية التي كانت تنقل أسرار المملكة المتحدة إلى موسكو خلال الحرب العالمية الثانية وأوائل الحرب الباردة.
وعمل شفيتس لصالح المخابرات السوفياتية متخفيا كمراسل لوكالة الأنباء الروسية (تاس) في واشنطن خلال ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل نهائيا إلى الولايات المتحدة ويحصل على جنسيتها عام 1993.
ويعد شفيتس مصدرا رئيسيا لكتاب جديد سيصدره الصحفي الأميركي كريغ أنغر عن ترامب قريبا، عنوانه "كومبرومات الأميركي" (American Kompromat).
البداية
وتقول الصحيفة إن كتاب أنغر يشير إلى أن بداية اهتمام روسيا بدونالد ترامب كانت عام 1977، عندما تزوج عارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيشكوفا، حيث وضعته المخابرات التشيكية تحت مراقبتها بالتعاون مع الاستخبارات السوفياتية.
وبعد 3 سنوات، افتتح ترامب أول مشروع عقاري كبير له، وهو فندق غراند حياة نيويورك بمدينة نيويورك، واشترى 200 جهاز تلفزيون من شركة "جوي لود" للأجهزة الإلكترونية المملوك نصفها للمهاجر السوفياتي الأصل سيمون كيسلين، الذي تربطه علاقة بالاستخبارات السوفياتية، ونصح "كي جي بي" بالاستثمار في ترامب كونه رجل أعمال أميركيا صاعدا، وفقا للعميل السوفياتي السابق.
ويقول شفيتس إن ترامب وزوجته إيفانا زارا موسكو أول مرة عام 1987، حيث التقى بعملاء الاستخبارات الروسية الذين زودوه بوجهة نظر "كي جي بي"، وأطروا عليه وحثوه على دخول معترك السياسة.
ويضيف شفيتس أن المخابرات السوفياتية جمعت الكثير من المعلومات عن شخصية ترامب قبل تلك الزيارة، وخلصت إلى كونه شديد الضعف فكريا ونفسيا ويبهره الإطراء.
واستغل عملاء "كي جي بي" تلك النقاط لإقناع ترامب بإعجابهم الشديد بشخصيته، وبأنه يجب أن يكون رئيسا للولايات المتحدة يوما ما، وأن شخصا مثله يمكنه تغيير العالم.
موسكو مبتهجة
بعد فترة وجيزة من عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ ترامب في السعي لترشيحه من قبل الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسة، بل عقد تجمعات انتخابية في بعض المدن الأميركية، وفقا لتقرير الغارديان.
كما بدأ النشر في بعض وسائل الإعلام -ومن بينها نيويورك تايمز وواشنطن بوست- عن قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية، وقدّم بعض الآراء غير التقليدية حول الحرب الباردة، واتهم اليابان باستغلال الولايات المتحدة، كما شكك في جدوى مشاركة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويقول شفيتس إن أنشطة ترامب الغريبة تلك كانت مثارا للدهشة والبهجة في روسيا، و إن المخابرات الروسية اعتبرت توجهات ترامب الجديدة تلك "إجراءً نشطا" ناجحا تم تنفيذه بواسطة أحد عملائها الجدد. وقد ورحبت روسيا بفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة فيما بعد، عام 2016.
ويشير تقرير الغارديان إلى أنه بالرغم من عدم توصل المستشار الأميركي الخاص روبرت مولر إلى ما يثبت وجود مؤامرة بين روسيا وأعضاء حملة ترامب الانتخابية، فإن "مشروع موسكو" -وهو مبادرة لمركز العمل الأميركي التقدمي- كشف عن أن حملة ترامب والفريق الانتقالي التابع له كان لديه ما لا يقل عن 272 جهة اتصال معروفة مع الروس، كما عقد حوالي 38 اجتماعا مع عملاء مرتبطين بموسكو.