[ بايدن حصل في ويسكونسن على 49.5% من الأصوات مقابل 48.8% لترامب (رويترز) ]
طلبت حملة إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب الأربعاء إعادة الفرز جزئيا لنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية ويسكونسن، وذلك في إطار محاولات تبدو شبه مستحيلة لقلب النتيجة التي جاءت لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وقال مسؤولو الانتخابات في ويسكونسن وكذلك في جورجيا إنه من غير المحتمل أن تؤدي إعادة فرز الأصوات في هاتين الولايتين إلى تعويض خسارة ترامب.
وقالت لجنة الانتخابات في ويسكونسن إنها ستعيد فرز الأصوات في مقاطعتي ميلووكي ودان، وهما منطقتان يهيمن عليهما الديمقراطيون، بعد أن سددت حملة ترامب 3 ملايين دولار، وهو مبلغ يقل عن 7.9 ملايين دولار تكلفة إعادة الفرز بالولاية بأكملها.
وفاز بايدن في ويسكونسن بفارق أكثر من 20 ألف صوت، وحصل على 49.5% من الأصوات مقابل 48.8% لصالح ترامب.
وفي ولاية جورجيا قال مسؤول كبير إن مسؤولي الانتخابات في الولاية بصدد الانتهاء من إعادة فرز الأصوات بحلول نهاية يوم الأربعاء (بالتوقيت المحلي). كما قال مسؤول الانتخابات في الولاية إن الرئيس ترامب ضُلّل بادعاءات عن وقوع عمليات احتيال خلال الاقتراع.
وكشف المدير التنفيذي لنظام التصويت في جورجيا غابرييل ستيرلينغ -في اتصال عبر الفيديو مع الصحفيين- أن الولاية ستعلن نتائج إعادة الفرز اليوم الخميس.
كما صرح سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري لقناة "سي إن إن" (CNN) بأنه لا يعتقد أن إعادة فرز الأصوات ستغير النتيجة وهي فوز بايدن بأصوات الولاية.
وصدق مجلس مقاطعة واين في ولاية ميشيغان على نتائج الانتخابات بشكل رسمي بعد تراجع عضوين جمهوريين في المجلس عن موقفيهما الرافض للتصديق على الأصوات، وطالب المجلس سكرتيرة الولاية جوسلين بينسون بإجراء تدقيق شامل لجميع الدوائر المتنازع عليها في المقاطعة.
وتعتبر واين كبرى مقاطعات ولاية ميشيغان، حيث تضم مدينة ديترويت، كما أن نحو 80% من سكانها من الأميركيين الأفارقة.
وكان ترامب قد جدد ادعاءه بأن عدد الأصوات في المقاطعة فاق مجموع الناخبين فيها، مؤكدا فوزه بميشيغان.
وترفض المحاكم دعاوى قضائية يزعم فيها ترامب دون سند حدوث تزوير بالانتخابات، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن هذه المزاعم تلقى صدى على المستوى السياسي، إذ يعتقد بصحتها نحو نصف الجمهوريين، بحسب استطلاع رويترز/إبسوس.
ويعرقل رفض ترامب الاعتراف بنتائج انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري الانتقال السلس لإدارة جديدة، ويعقّد تعامل بايدن مع جائحة فيروس كورونا عند توليه المنصب يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وقد حذر بايدن من أن استمرار تأخر الاعتراف به فائزا قد يعني تأخر استعدادات الولايات المتحدة "لأسابيع وأشهر" في توزيع لقاح فيروس كورونا.
وحصل بادين على 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 لصالح ترامب. وفاز في الاقتراع الشعبي المباشر بفارق أكثر من 5.8 ملايين صوت.
وللبقاء في منصبه، يحتاج ترامب إلى تغيير النتائج في 3 ولايات على الأقل، وهو أمر غير مسبوق، للوصول إلى النصاب المطلوب في المجمع الانتخابي وهو 270 صوتا.
ويتشبث الرئيس أيضا بالأمل في أن تؤدي إعادة الفرز اليدوي، الذي أمرت به ولاية جورجيا، إلى محو تقدم بايدن البالغ 14 ألف صوت هناك، كما يشكك في النتائج بولاية ميشيغان.
موعد نهائي في ديسمبر
وتواجه الولايات موعدا نهائيا يوم 8 ديسمبر/كانون الأول المقبل للتصديق على نتائج الانتخابات قبل التصويت الرسمي للمجمع الانتخابي يوم 14 من الشهر ذاته.
ومن المقرر أن يحصي الكونغرس أصوات المجمع الانتخابي يوم 6 يناير/كانون الثاني المقبل، وهو إجراء شكلي في العادة. لكن أنصار ترامب في مجلسي الشيوخ والنواب يمكن أن يعترضوا على النتائج، في محاولة أخيرة لحرمان بايدن من 270 صوتا وتحويل القرار النهائي إلى مجلس النواب.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس ونُشر الأربعاء، أن حوالي نصف الجمهوريين يعتقدون أن ترامب "فاز عن حق" لكن الانتخابات سُرقت منه.
ووافق 73% من المشاركين في الاستطلاع على أن بايدن قد فاز، في حين اعتقد 5% أن ترامب فاز. لكن عندما سئلوا على وجه التحديد إن كان بايدن "فاز عن حق"، قال 52% من الجمهوريين إن ترامب فاز عن حق، بينما قال 29% فقط إن بايدن فاز عن حق.
وقال مسؤولو انتخابات من كلا الحزبين في أنحاء الولايات المتحدة إنه ليس هناك دليل على عبث بالأصوات، وخلصت مراجعة اتحادية إلى النتيجة ذاتها.
وقالت المحكمة العليا في بنسلفانيا الأربعاء إنها ستنظر في طلب قدمته حملة ترامب لإبطال آلاف الأصوات التي أدلى بها الناخبون عبر البريد في فيلادلفيا ولا تحمل بيانات المرسل على الظرف الخارجي.
وفي جلسة استماع عقدتها المحكمة الثلاثاء، بدا القاضي ماثيو بران متشككا في طلب ترامب منع المسؤولين من التصديق على فوز بايدن في تلك الولاية بأكثر من 80 ألف صوت.
وفي سياق آخر، دافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني عن قرار الرئيس ترامب إقالة مدير وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي كريس كريبس. وقالت ماكيناني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز (Fox News) إن كريبس أدلى بتصريحات وصفتها بغير الدقيقة بشأن الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن ذلك يبدو كمحاولة حزبية للرد على الرئيس الذي يخوض معارك قضائية في ولايات عدة.
كما دافع رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن القرار ذاته، لكنه أكد أن الانتخابات كانت آمنة من التدخلات الأجنبية.