أفادت وسائل إعلام أميركية بأن حملة الرئيس دونالد ترامب ألغت الأحد جزءا كبيرا من الدعاوى القضائية التي رفعتها للطعن في نتائج الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، بالتزامن مع اعتراف أسماء بارزة في الحزب الجمهوري بفوز جو بايدن.
وقدم محامو ترامب نسخة منقحة من الدعوى بعد أن حذفوا مزاعم بأن مسؤولي الانتخابات في الولاية انتهكوا الحقوق الدستورية لحملة الرئيس عبر الحد من قدرة مراقبيها على مراقبة فرز الأصوات.
وواصل ترامب الإصرار على رفض نتائج الانتخابات الرئاسية، وجدد اتهاماته للديمقراطيين بتزويرها.
وقال على تويتر إن العديد من القضايا المرفوعة بشأن الانتخابات الرئاسية في جميع أنحاء البلاد رفعها أشخاص كانوا شاهدين على انتهاكات مروعة.
وأضاف أنه سيتم قريبا رفع ما وصفها بالقضايا الكبرى التي تظهر عدم دستورية الانتخابات، وما حدث من فضائح لتغيير النتيجة، على حد تعبيره.
في السياق ذاته قال المحامي الشخصي لترامب رودي جولياني إن بحوزتهم مزيدا من الأدلة على التزوير المزعوم.
تغريدة "اعتراف"
وفي تغريدة تلقفتها وسائل الإعلام، قال الرئيس دونالد ترامب إن منافسه الديمقراطي جو بايدن فاز لأن الانتخابات تم تزويرها ولم يُسمح بدخول المراقبين، ولكنه عاد ليغرد بما يناقض ذلك.
وبعد أقل من ساعة عاد ترامب ليغرد بالقول إن بايدن فاز فقط في نظر وسائل الإعلام الكاذبة، وإنه لم يقر بأي هزيمة، بل جدد التأكيد مرة أخرى على أنه سيفوز وأن الانتخابات مزورة.
كما اتهم ترامب -في تغريدة عبر تويتر- شركة دومينيُون الخاصة بجدولة الأصوات بأنها ذات سمعة سيئة وتستخدم أجهزة رديئة.
وأضاف ترامب في تغريدة أخرى أن مشكلات "الخلل" الميكانيكي التي حصلت ليلة الاقتراع كانت بسبب الديمقراطيين حين كانوا يحاولون سرقة الأصوات، وأنهم نجحوا بشكل كبير لكن دون أن يتم ضبطهم. وجدد ترامب رفضه نظام التصويت عبر البريد، واصفا إياه بالنكتة السيئة.
وفي تغريدة أخرى، قال ترامب إن هناك أدلة كثيرة ودامغة على وقوع تزوير في الانتخابات الأميركية.
وذكر ترامب أن التزوير حال دون السماح لمراقبي الاقتراع والفرز الجمهوريين بالحضور في غرف فرز الأصوات. وأضاف أن الأمر حدث في ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا وغيرها، وهو ما وصفه بالأمر المخالف للدستور.
تبرعات
من جهتها دعت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الأميركيين إلى تقديم تبرعات لخوض المعركة القضائية بعد الانتخابات.
وقالت هاريس في تغريدة لها على تويتر إن ترامب والجمهوريين يحاولون تفكيك النصر الحاسم بدعاوى قضائية لا أساس لها.
وأشارت إلى الحاجة لتمويل الإجراءات القانونية لحماية جميع الأصوات.
وكشفت حملة بايدن الأحد أن إعادة إحصاء الأصوات في انتخابات الرئاسة بولاية جورجيا لم تغير مجمل الأصوات "على نحو يذكر تقريبا".
وأضافت أن العملية لم تقدم أي دليل على حدوث مخالفات واسعة النطاق في الولاية الحاسمة التي من المتوقع أن يفوز فيها الديمقراطي بايدن.
وقال رون كلين مدير هيئة موظفي البيت الأبيض المعين من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن، إن على القادة الجمهوريين الاعتراف بفوز بايدن في الانتخابات والعمل معا لوضع الحلول لما تواجهه البلاد من أزمات.
بالتزامن مع هذه التطورات، قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في حوار صحفي، إن حصول كل من المرشحيْن على أكثر من 70 مليون صوت في الانتخابات يظهر أن الأمة لا تزال منقسمة بشدة، وإن ذلك ليس علامة جيدة للديمقراطية.
اعتراف "جمهوري"
ومع إصرار ترامب على فوزه بالانتخابات، توقع آسا هاتشينسون الحاكم الجمهوري لولاية أركنسا أن الرئيس المنتخب جو بايدن سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
ودعا حاكم أركنسا في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" (NBC) إلى تسهيل عملية انتقال السلطة، مشددا على ضرورة هذه العملية لمواجهة الأعداء الخارجيين للولايات المتحدة، وكذا مواجهة جائحة كورونا، وفق قوله.
وقال إنه من الجيد في الواقع أن نرى الرئيس ترامب يغرد بأن بايدن فاز، فذلك بداية للاعتراف، مشيرا إلى أنه من المهم للغاية أن يتمكن جو بايدن من الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية للتأكد من أنه مستعد خلال فترة الانتقال.
أما الحاكم الجمهوري لولاية أوهايو مايك ديواين فقال إن جو بايدن هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، داعيا إلى ضرورة الشروع في عملية انتقال السلطة.
وأكد في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) أنه يؤيد الرئيس وسيستمر في ذلك، وللرئيس الحق الكامل في التوجه إلى المحكمة وإظهار جميع الحقائق التي في حوزته وليس من حق أي أحد أن يعترض على ذلك.
وأضاف أنه في المقابل "من الواضح أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب بناء على ما نعلمه الآن، وعملية انتقال السلطة مهمة للبلاد، ويجب أن تكون هذه العملية طبيعية، ويمكن أن يسلك الرئيس الطريق القانوني الآخر، يجب أن نحترم ذلك".
وفي لهجة أكثر تصعيدا داخل المعسكر الجمهوري، قال جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن الأخير قد يسبب ضررا كبيرا للأمن القومي، وأعرب عن تخوّفه من أن ترامب لن يرحل بهدوء بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن.
وأشار إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أو على الأقل يأملون أنه سيدرك أنه خسر وسيذهب بهدوء، ولكن "أشعر بالخوف من أن رد الفعل سيكون عكس ذلك تماما".
وأضاف "أعتقد، وأنا أتحدث بوصفي جمهوريا، أن طريقة احتواء الضرر لا على البلد فحسب، بل بالنسبة للحزب أيضا، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل البعض الآن، للاعتراف بالواقع وإدراك أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب".