بايدن حصل حتى الآن على 306 أصوات في المجمع الانتخابي الذي سيختار الشهر المقبل الرئيس الأميركي الجديد (الفرنسية)
عزز الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تفوّقه في الانتخابات الرئاسية بعد إعلان وسائل إعلام فوزه بولاية جورجيا، واعترف خصمه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب بخسارة ولاية أريزونا، وقال إن الوقت وحده كفيل بتحديد هوية الإدارة المقبلة، وذلك بعدما كان يصرّ على فوزه بالانتخابات.
فقد أعلنت وسائل إعلام أميركية فوز بايدن بولاية جورجيا التي لها 11 صوتا في المجمع الانتخابي، وفوز ترامب بكارولينا الشمالية في الانتخابات الرئاسية. وأظهرت النتائج النهائية حصول بايدن على 306 أصوات من المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتا لترامب.
وقال الفريق القانوني للرئيس المنتخب بايدن بولاية جورجيا -أمس الجمعة- إنه لا يتوقع أن تؤدي إعادة فرز الأصوات بشكل يدوي في الولاية إلى تغيير في نتائج الانتخابات، وكانت سلطات الولاية قررت إعادة الفرز جراء تقارب النتائج بين بايدن وترامب.
وفي سياق متصل، ذكرت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية أن قاضيا في ولاية ميشيغان رفض طلبا لوقف التصديق على فوز بايدن بالولاية.
ولاية أريزونا
من ناحية أخرى، اعترف الرئيس ترامب بخسارته ولاية أريزونا، بعد أيام من رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات في الولاية. وقال ترامب في تغريدة على تويتر "يُستخدم الآن نظام التصويت البشع دومينيون (Dominion Voting System) في ولاية أريزونا ونيفادا"، وأضاف أنه لا عجب من خسارته بنسبة متقاربة.
وكانت مراسلة الجزيرة أفادت بأن حملة ترامب أسقطت الدعوى القضائية في ولاية أريزونا بشأن حدوث مخالفات في عملية التصويت، بعد أن تأكدت من استحالة تقليص الفارق بين ترامب ومنافسه الديمقراطي.
وسبقت ذلك تصريحات لمحامي حملة ترامب في قضية مرفوعة ضد مسؤولي الانتخابات في ولاية أريزونا، قال فيها إنهم لا يسعون للادعاء بأن هناك سرقة للانتخابات، بل للتعامل مع مخالفات محددة جرت خلال التصويت وأدت إلى إلغاء بطاقات اقتراع.
ورفع محامو حملة ترامب هذه الدعوى يوم السبت الماضي، بذريعة أن بعض الناخبين كانوا حائرين يوم الانتخابات ويخشون عدم احتساب أصواتهم. وكانت حملة ترامب تسعى إلى مراجعةٍ يدوية لأي بطاقاتِ اقتراعٍ تم الإبلاغ عنها من طرف أجهزة فرز الأصوات على أنها أصواتٌ زائدة.
ويعتبر الصوت زائدا عند قيام ناخب بالتصويت لأكثر من مرشح، سواء في الانتخابات المحلية أو الرئاسية، ولا يتم احتساب هذا الصوت.
مؤتمر ترامب
وقال الرئيس الأميركي -أمس الجمعة، في أول مؤتمر صحفي له عقب الانتخابات- إن "الوقت سيكشف" ما إذا كانت إدارة أخرى ستتولى السلطة قريبا، وذلك في إقرار على ما يبدو بأن بايدن قد يخلفه في المنصب.
وقال جيرالدو ريفيرا مراسل شبكة "فوكس نيوز" (Fox News) وأحد المقربين من ترامب، إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس أمس الجمعة، وإنه يستنتج من كلامه أنه سيلتزم بالدستور الأميركي وسيسلم السلطة بعد فرز جميع الأصوات، وأضاف ريفيرا "أبلغني أنه واقعي. أبلغني أنه سيقوم بالأمر الصائب".
غير أن بيتر نافارو المستشار الاقتصادي لإدارة ترامب، قال في حديث لمحطة "فوكس بيزنيس" (Fox Business) "في البيت الأبيض نواصل العمل كما لو أننا بصدد ولاية ثانية لترامب"، مضيفا "من المهم جدا إدراك أننا نريد بطاقات اقتراع يمكن التحقق منها، وعملية اقتراعية قانونية، وتحقيقا حول العدد المتزايد من شكاوى التزوير التي تقدم بها شهود وقعوا إفادات خطية بعد أداء القسم".
ولاية بنسلفانيا
وفي ولاية بنسلفانيا، قالت شبكة فوكس نيوز إن محكمة الاستئناف بمدينة فيلادلفيا -كبرى مدن ومقاطعات الولاية- رفضت الدعاوى القضائية الخمس التي رفعتها حملة ترامب للمطالبة بعدم احتساب أكثر من 8 آلاف صوت بسبب عيوب في بطاقات الاقتراع.
وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على تويتر إنه لم يُسمح بفحص 700 ألف بطاقة اقتراع في فيلادلفيا وبيتسبرغ، مما يعني أنه فاز بولاية بنسلفانيا بحسب الدستور الأميركي الذي وصفه بالعظيم. وقد وضع تويتر إشارة تحذيرية على تغريدة ترامب تفيد بأن مصادر رسمية تنظر إلى الأمر بشكل مختلف عن الرئيس.
وأمام الولايات الأميركية حتى 8 ديسمبر/كانون الأول المقبل للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، واختيار أعضاء المجمع الانتخابي الذي سيختار الرئيس الجديد رسميا في 14 من الشهر نفسه.
أنصار المرشحين
من ناحية أخرى، نظم العشرات من أنصار الرئيس الأميركي الحالي تجمعين أمام البيت الأبيض، للتعبير عن مواقفهم من الانتخابات. وأعرب مؤيدو ترامب عن دعمهم له، وأعلنوا رفضهم لما قالوا إنها عمليات تزوير شابت الانتخابات في عدد من الولايات، كما رفعوا رايات تحمل اسم ترامب، ولافتات تنتقد الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
في المقابل، رفع معارضو ترامب لافتات تدعوه ونائبَه مايك بنس إلى مغادرة البيت الأبيض، وأخرى كتب عليها كلمة "أنت مطرود". ولم يشهد التجمعان أي اشتباكات بينهما، وإن سُجل تراشق كلامي بين المؤيدين والمعارضين.