يعلم أغلب الناس ما الذي يمكن أن يمارسه الرئيس فيما يتعلق بحكم البلاد وإدارتها. في المقابل، ماذا عن الأشياء العادية التي لا يستطيع القيام بها؟
في تقرير نشرته مجلة "ريدرز دايجست" (rd) الأميركية، نقلت الكاتبة سارة مادوس عن أستاذ الأمن الداخلي بجامعة فرجينيا كومنولث، مات بينسكر، أن الخدمة السرية تبذل قصارى جهدها لتخطيط وتنسيق وتأمين جميع أنشطة الرئيس. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكنه التحدث إلى صديق عبر الهاتف أو الدردشة عبر الفيديو سوى عبر خط آمن.
الذهاب إلى السينما
أشار بينسكر إلى أنه لا يمكن السماح للرئيس بالذهاب إلى السينما، ويتمثل كل ما ينبغي عليه فعله بكل بساطة إحضار فيلم إلى البيت الأبيض والاستمتاع بمشاهدته.
الخروج لتناول العشاء
يعد خروج الرئيس لتناول العشاء من بين الأنشطة المسموح بها إلى حد ما، على الرغم من ضرورة التنسيق مسبقا مع الخدمة السرية حتى يتمكنوا من تأمين المطعم.
علاوة على ذلك، قد لا يتمكن الرئيس من تناول الطعام خارج البيت الأبيض ما لم يكن "متذوق الطعام" الرسمي موجودا للتأكد من أن الطعام آمن ويمكن تناوله، وذلك وفقا لما ذكره بينسكر.
قيادة السيارة
أوضح بينسكر أن القيادة ليست من مهام الرئيس، وإنما توضع على ذمة الرئيس سيارة مؤمنة للغاية يقودها سائق خاضع لتدريب مكثف للاستعداد لحالة الطوارئ.
ولكن يشير الدكتور جيم رونان، مؤلف وأستاذ العلوم السياسية في جامعة فيلانوفا، إلى أنه كان يُسمح للرئيس بالتنزه وركوب الدراجة في مواقع مثل كامب ديفيد أو في الممتلكات الشخصية، الأمر الذي كان جورج بوش الابن يفضله.
وفي هذا الإطار، صرح رونان قائلا "تتمثل أحد أكبر القيود التي ذكرها الرؤساء السابقون في فقدان امتيازات القيادة، حتى بعد تركهم للمنصب".
ونتيجة لذلك، استمتع كل من الرئيسان ريغان وجورج بوش الابن بالقيادة حول مزارعهم أثناء وجودهم في هذا المنصب، حيث سمحت لهم الخدمة السرية بالقيادة حول الممتلكات المؤمنة".
حضور عروض أطفالهم أو الأحداث الرياضية
أورد رونان أن عدم القدرة على مشاهدة أطفالهم وهم يطورون مواهبهم ومساندتهم في هذه المناسبات، كانت من بين أسوأ القيود التي ذكرها بعض الرؤساء السابقين، والتي أثرت على أسرهم بشكل مباشر.
ويتطلب حضور حفلة رقص أو حدث رياضي لطفل أو حفيد الكثير من الإجراءات الأمنية المكثفة سواء للحاضرين أو للمشاركين الآخرين. في المقابل، كان بعض أطفال الرؤساء يدرسون في البيت الأبيض، تجنبا للتهديدات الأمنية التي قد يشكلها الالتحاق بمدرسة تقليدية.
استخدام التكنولوجيا والأجهزة الشخصية دون مراقبة
يتعين على الخدمة السرية أن تكون على دراية بجميع التهديدات الأمنية الجديدة في ظل استمرار التقدم التكنولوجي. وفي هذا السياق، أفاد رونان قائلا "هناك قيود جديدة وُضعت على التكنولوجيا الشخصية، وتحديدا حساب الرئيس أوباما على بلاك بيري وحساب الرئيس ترامب على تويتر".
"ونُصح كلاهما بالتوقف، أو على الأقل تقليص استخدامهما لحساباتهم بعد تولي المنصب". وفي عام 2018، ورد أن الرئيس لا يمكنه حظر الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي؛ نظرا لأن ذلك يتعارض مع التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الأميركية.
استخدام شركات الطيران التجارية
لا يستطيع الرئيس أن يسافر على متن رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية.
وأشارت الدكتورة كارلا ماستراشيو، ومدربة الأمن السيبراني في أكاديمية "سكيورسات"، إلى أن هذه العادة تعد من بين العادات الطبيعية القليلة التي لا يستطيع الرئيس فعلها مطلقا. كما أنه من غير المنطقي أن تتحمل عناء السفر مع شركات الطيران التجارية بينما تجد الأسطول الرئاسي في خدمتك.
فتح النوافذ
لا يستطيع رئيس الولايات المتحدة الأميركية حتى فتح نوافذ البيت الأبيض في يوم ربيعي جميل. وفي لقاء مع الإعلامي ستيفن كولبير، قالت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما "أريد أن أمارس أشياء بسيطة، على غرار فتح النافذة"، وذلك مع اقتراب نهاية ولاية زوجها. ولأسباب أمنية، لا يمكن فتح أية نافذة سواء في البيت الأبيض أو في السيارة.
تنظيف المكتب
أشارت الدكتورة ماستراشيو إلى أن الرئيس لا يُشجع على تنظيف مكتبه أو التخلص من الرسائل. فبموجب قانون السجلات الرئاسية، يُكلف الرئيس بالاحتفاظ بأشياء لا يحتفظ بها الشخص العادي، وهو ما يشمل رسائل البريد الإلكتروني. إضافة لذلك، ينبغي على موظفي البيت الأبيض فرز كل الوثائق قبل رميها وتنظيف المكتب بدقة.
متى تلبي الخدمة السرية رغبة الرئيس؟
قال رونان إنه على الرغم من أن الخدمة السرية يمكنها تقديم المشورة، وفي بعض الحالات، فرض أوامرها بشدة؛ إلا أنها تظل في نهاية المطاف مسؤولة أمام الرئيس.
وإذا أراد الرئيس أن يفعل شيئا من شأنه أن يثير قضايا أمنية، مثل الخروج من البيت الأبيض لتحية الناس أو زيارة موقع خطير، ستبذل الخدمة السرية قصارى جهدها للتكيف مع الظروف.
لذلك إذا حرص الرئيس على فعل شيء يمكن أن يشكل تهديدا لسلامته، فينبغي على جهاز الخدمة السرية تلبية ذلك. وفي الواقع، يمنع القانون الرئيس من رفض حماية الخدمة السرية.