اعتبرت نيويورك تايمز (The New York Times) أن الفترة التي قضاها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض كانت "كابوسا" بات الآن على وشك الانتهاء، مع ظهور مؤشرات واضحة على أن المرشح الديمقراطي جو بايدن متقدم في ولايات مفصلية وسيكون الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة -في مقال لروجر كوهين تحت عنوان "الشعب مقابل دونالد ترامب"- إن ولاية الرئيس الحالي كانت فترة ماتت فيها الحقيقة، وديست فيها الأخلاق وأهين فيها العِلم وتفاقمت فيها الانقسامات ودنس فيها النموذج الأميركي، حيث شق الرئيس ترامب طريقه إلى أذهان ملايين الأميركيين من خلال مواقف موغلة في الأنانية، وعبر الأكاذيب والتلاعب.
وأكدت أن الديمقراطية، وهي فكرة جميلة بذلت في سبيلها الكثير من الأرواح على مر القرون، ترتكز على مبادئ من أهمها أن كل صوت مهم ويجب احتسابه خلال أي استشارات انتخابية، وهو ما حدث خلال انتخابات 2016 التي فاز بها الرئيس الحالي بولايات ميشيغان بفارق 0.2% وبنسلفانيا بـ0.7% وويسكونسن بـ 0.8%.
لكن الفرق في انتخابات 2020 -تضيف الصحيفة- أن هذا "الرجل الدجال" و"الطفل" الجالس في البيت الأبيض لا يمكنه قبول أن تنتزع منه "لعبته" ولا يستطيع الامتثال لقواعد اللعبة واحترام قدسية القانون والعملية الانتخابية.
وترى الصحيفة أنه قد تجري فعلا عمليات لإعادة فرز الأصوات، وقد تكون هناك تحديات قانونية في هذا الإطار، لكن محاولة ترامب "الانقلابية" على الديمقراطية ستُقاوم، وستبقى الولايات المتحدة أكبر بأشواط من هذا "الرجل الصغير".
وتؤكد "نيويورك تايمز" أن تحريض ترامب الأخير لـ "قبيلته الواسعة" المؤلفة من عشرات الملايين من الأميركيين سيلقي بظلاله لا محالة على فترة رئاسية محتملة لبايدن، وأن المعارك التي يجب خوضها في هذا المضمار لن تنحسر بسرعة، لكن استعادة "السلامة العقلية" في أعلى منصب بالبلاد شرط أساسي لعملية إعادة البناء التي يجب أن تبدأ الآن.
وتختم بأن الديمقراطية فوضوية لكنها ثابتة وعصية على التغيير، وهي النظام السياسي الذي تتمثل فيه بشكل أفضل رغبة الإنسان في أن يكون حرا، وقد تجسدت في التصويت القياسي خلال الانتخابات الحالية أمور عدة، من بينها القبح والمرارة، لكن الأهم قبل كل شيء أن التصويت شكل تعبيرا جميلا على قوة كل صوت فردي في أقدم ديمقراطية بالعالم.