أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن، مساء الثلاثاء، بـ224 صوتا في المجمع الانتخابي، مقابل 213 صوتا بالمجمع للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، حسب أسوشيتدس برس.
وفي أول تعليق له على نتائج الانتخابات؛ أعلن المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أنه "على الطريق الصحيح للفوز" في الانتخابات في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب فيما يسود ترقب شديد لنتيجة الاقتراع.
وقال بايدن أمام مناصريه الذين تجمعوا على طريقة درايف-إن في معقله ويلمينغتون في ديلاوير "حافظوا على إيمانكم، سنفوز!". وأضاف "نعتقد أننا على الطريق الصحيح للفوز بهذه الانتخابات"، مؤكدا "نحن واثقون بالفوز في أريزونا" الولاية الحاسمة.
وأضاف نشعر بالتفاؤل إزاء وضعنا الانتخابي في ويسكونسن وميشيغن وسنفوز بأصوات بنسيلفانيا، وما زلنا في حلبة المنافسة في جورجيا.
وبعد دقائق من تصريح بايدن، غرد الرئيس ترامب عبر تويتر، بالقول: "أبلينا بلاء حسنا جدا لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات ولن ندعهم يفعلون ذلك أبدا".
وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيلقي كلمة مصورة في وقت لاحق.
وقد وضع تويتر إشارة تحذير على تغريدة ترامب التي تتهم الديموقراطيين بمحاولة "سرقة" الانتخابات.
وتظهر النتائج الأولية فوز ترامب بولايات تكساس (38 صوتا في المجمع الانتخابي) فلوريد (29 صوتا في المجمع الانتخابي)، أوهايو (18 صوتا في المجمع الانتخابي)، وولاية أيوا (6 صوتا في المجمع الانتخابي)، كما تظهر النتائج الأولية فوز بايدن بأصوات ولاية هاواي (4 صوتا في المجمع الانتخابي).
جاء ذلك إثر فوز بايدن بولايات هي فيرمونت وفرجينيا وكناتيكت وديلاوير وإلينوي وماريلاند وماساتشوستس ونيوجيرسي ورود آيلاند ونيو ميكسيكو ونيويورك ومقاطعة كولومبيا وكولورادو ونيو هامبشاير وكاليفورنيا وأوريجون وواشنطن وهاواي ومينسوتا.
مقابل فوز ترامب بولايات أخرى هي فلوريدا كنتاكي وويست فرجينيا وساويث كارولاينا وألاباما وميسيسيبي وأوكلاهوما وتينيسي وأركنساس وإنديانا ونورث داكوتا وساوث داكوتا ووايومنغ ولويزيانا ونبراسكا وكنساس وميسوري وإيداهو وأوتاه.
والنتائج حتى الآن ليست مفاجأة؛ إذ يعد بايدن قويا جدا في الولايات التي سارت لصالحه، كما أن ترامب قوي في الولايات التي فاز بها.
وبذلك، ضمن بايدن 213 صوتا في المجمع الانتخابي هي حصة ولايات: فيرمونت (3) وفرجينيا (13) وكناتيكت (7) وديلاوير (3) وإلينوي (20) وماريلاند (10) وماساتشوستس (11) ونيوجيرسي (14) ورود آيلاند (4) ونيو ميكسيكو (5) ونيويورك (29) ومقاطعة كولومبيا (3) وكولورادو (9) ونيو هامبشاير (4) وكاليفورنيا (55) وأوريجون (7) وواشنطن (12).
بينما حصد ترامب 113 صوتا بالمجمع هي حصة ولايات: كنتاكي (8) وويست فرجينيا (5) ساويث كارولاينا (9) وألاباما (9) وميسيسيبي (6) وأوكلاهوما (7) وتينيسي (11) أركنساس (6) وإنديانا (11) ونورث داكوتا (3) وساوث داكوتا (3) ووايومنغ (3) ولويزيانا (8) ونبراسكا (4) وكنساس (6) وميسوري (10) وإيداهو (4).
وتظهر استطلاعات الرأي، سواء تلك التي أجريت على الصعيد الوطني، أو تلك التي أجريت على صعيد الولايات الحاسمة (الولايات المتأرجحة) أن بايدن، يملك حظوظا واسعة.
إلا أن المفاجآت تبقى منتظرة، خاصة أن استطلاعات الرأي عام 2016 كانت تميل نوعا ما للديمقراطية هيلاري كلينتون، لكن الجمهوري دونالد ترامب هو من فاز في النهاية.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنه من المبكر حسم الأمر بالنسبة لأصوات الناخبين لأن الكثير من الأصوات لم تفرز بعد في عدد من الولايات، ولكنها أكدت أن حزبها يمكنه القول إنه حافظ على أغلبية في مجلس النواب
وأكدت أنه لم يتم احتساب مليوني صوت في ولاية فرجينيا حتى الآن.
التصويت عبر البريد
وكان الرئيس ترامب وحملته انتقدا قرار المحكمة العليا السماح بتلقي الأصوات عبر البريد حتى بعد 3 أيام من يوم الاقتراع، وهو "ما سيفتح الباب أمام الفوضى"، وقال إن أشياء سيئة ستحصل هناك.
ونقلت شبكة "إن بي سي" (NBC) عن مصدر مطلع في حملة ترامب أن هذه التصريحات للرئيس قوضت جهود الجمهوريين في الولاية، وأوردت أن هناك مخاوف لدى مساعدي ترامب بشأن فرص الفوز في ولاية بنسلفانيا.
والملفت في هذه الانتخابات أن المرشحين (ترامب وبايدن) حرصا حتى اللحظة الأخيرة قبل انتهاء التصويت على حث الناخبين على التصويت والإدلاء بتصريحات تعبوية.
فخلال زيارته لمقر للحزب الجمهوري بولاية فرجينيا، قال ترامب إن لديه شعورا جيدا تجاه نتائج الانتخابات، وطالب الجميع بالوحدة، مضيفا أنه لا يفكر الآن بشأن خطاب الفوز أو الخسارة
بدوره، دعا المرشح الديمقراطي جو بايدن الأميركيين للتصويت بكثافة، وقال -وسط جمع من أنصاره في ولاية بنسلفانيا- إنه يتوقع تصويت 150 مليون أميركي، مضيفا أن الشعب هو من سيقرر الرئيس، وأن أمام الأميركيين فرصة كبيرة في هذه الانتخابات.
وتعهد بايدن -في كلمته أمام حشد محدود في مدينة فيلادلفيا باستخدامه مكبر صوت- بالسيطرة بشكل أفضل على جائحة كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 232 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وأضاف أن الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية يلعبون دورا مهما جدا في المجتمع الأميركي.
وفي هذا السياق، قالت كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس إن تصويت النساء سيكون حاسما في تحديد نتيجة الانتخابات ورسم مستقبل الولايات المتحدة.
وقد انحرفت بوصلة ثلاثة حكام جمهوريين عن ترامب، فبينما أعلن حاكم ولاية فيرمونت فيل سكوت تصويته لبايدن، قال حاكم ولاية ماساشوستس تشارلي بيكر إنه ترك بطاقة الاقتراع فارغة، في حين أعلن حاكم ولاية ميريلاند لاري هوغان أنه صوّت لصالح الرئيس الراحل رونالد ريغان.
وأظهرت بيانات التصويت المبكر في الولايات المتحدة أن أكثر من 100 مليون أميركي شاركوا في التصويت المبكر قبل يوم الانتخابات، وفق وكالة أسوشيتد برس، وهو رقم قياسي يشكل أكثر من 72% من إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016.شروط الفوز
ومن أجل الفوز، يجب أن يحصل المرشح على أغلب أصوات كبار الناخبين، والبالغة 270 من أصل 538، والتي تمنح بشكل نسبي على مستوى الولايات.
وستتجه كل الأنظار بعد التصويت مباشرة إلى فلوريدا بداية، وهي إحدى الولايات الحاسمة في الانتخابات، ومن دون الفوز بهذه الولاية -التي سبق أن كسبها عام 2016- ستكون المهمة شبه مستحيلة أمام دونالد ترامب للبقاء في البيت الأبيض.
في المقابل، في حال فاز ترامب في فلوريدا -حيث المنافسة محتدمة جدا مع بايدن في استطلاعات الرأي- سينصب الاهتمام على بنسلفانيا، مسقط رأس المرشح الديمقراطي.
وتظهر استطلاعات الرأي فيها تقدما لنائب الرئيس السابق، لكن الفارق قريب من هامش الخطأ.
وثمة ترقب كبير لنتائج المرشحين إلى الكونغرس؛ إذ إن هامش تحرك الرئيس المقبل رهن بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.
تراجع شعبية ترامب
وتظهر استطلاعات الرأي، سواء تلك التي أجريت على الصعيد الوطني، أو تلك التي أجريت على صعيد الولايات الحاسمة (الولايات المتأرجحة) أن بايدن، يملك حظوظا واسعة.
وكشفت استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجراها مركز إديسون للأبحاث يوم الثلاثاء أن الرئيس دونالد ترامب فقد فيما يبدو بعض التأييد وسط الرجال البيض وكبار السن في جورجيا وفرجينيا، وهما من المناطق الرئيسية لقاعدة ناخبيه.
وأظهرت الاستطلاعات أن ترامب يفوز بأصوات أغلبية هؤلاء الناخبين، لكن بعضهم تحول إلى دعم خصمه الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جو بايدن.
تسريع التسليم
وأمر قاض فدرالي دائرة البريد الأميركية بتسريع جهودها لتسليم بطاقات الاقتراع عبر البريد قبل انتهاء الموعد النهائي المحدد في العديد من الولايات بيوم الانتخابات، التي جرت الثلاثاء.
وأعطى إيميت سوليفان دائرة البريد مهلة حتى الساعة 3 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 ت.غ)، لضمان تسليم كل بطاقات الاقتراع في المناطق التي كانت فيها معالجة بطاقات الاقتراع بالبريد متأخرة.
وكان القاضي ذاته قد أمر الأحد الماضي بتعزيز التدابير الاستثنائية لاستخدام شبكة البريد السريع من أجل ضمان تسليم كل بطاقات الاقتراع قبل الموعد النهائي.
مشاكل فنية
وكانت بعض الولايات أبلغت عن مشكلات فنية تواجه الناخبين الذين يتدفقون على مراكز الاقتراع الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
ففي ولاية أوهايو -التي تعد من الولايات المتأرجحة بين ترامب ومنافسه بايدن- تجمع الناخبون في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، وسط قلق كبير من مخاطر تفشي وباء كورونا.
ومع ذلك، لجأ العاملون إلى الأسلوب القديم لتسجيل أصوات الناخبين بشكل ورقي، بعد أن أدركوا أن نظام التسجيل الإلكتروني الخاص بهم فشل بسبب نقص التحديثات.
وبسبب الصعوبات الفنية، بدأ العاملون استخدام بطاقات الاقتراع الورقية في مقاطعة فرانكلين، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أوهايو، وفقًا لتقارير إعلامية محلية.
وفي ولاية جورجيا -التي تعتبر ساحة معركة جديدة بين ترامب وبايدن- أجبرت بعض المشكلات الفنية العاملين على جعل الناخبين يستخدمون بطاقات الاقتراع الورقية في مقاطعتي مورغانو وسبالدينج بالقرب من مدينة أتلانتا.
كما أكد تقرير مبكر عن مواجهة مشاكل فنية في آلية التصويت في مقاطعة بروكلين التابعة لولاية نيويورك، لكن أحد المسؤولين غرد بأن المشاكل التقنية في بورو بارك تم حلها في تمام الساعة 8:11 صباحًا بالتوقيت المحلي.