برز خبيران في العلوم السياسية عام 2016 بتمكنهما من توقع فوز دونالد ترامب "الصادم" على غريمته الديمقراطية آنذاك، هيلاري كلينتون، خلافا لجلّ التوقعات.
ووضع كل من الخبيرين معايير خاصة، تمكنا من خلالها بتوقع العديد من نتائج الانتخابات الرئاسية بدقة على مدار عقود، لكن تمكنهما من توقع فوز ترامب جذب اهتمام وسائل الإعلام.
وترصد "عربي21" ما يقوله الخبيران، "هيلموت نوربوت" و"ألان ليختمان" بشأن الجولة الرئاسية الحالية، التي بقي لموعدها الرسمي أربعة أيام فقط.
نوربوت: ترامب مجددا
ويتكرر مشهد استبعاد فوز المرشح الجمهوري المثير للجدل في هذه الجولة، إذ لا صوت يعلو على ترجيح فوز جو بايدن، الذي وصفته كلينتون في تصريح صحفي قبل أيام بـ"المؤكد"، لكن "نوربوت" يرجح مجددا فوز ترامب.
وصمم نوربوت نموذجا إحصائيا، اطلعت عليه "عربي21"، يتنبأ بالتصويت في الانتخابات العامة بناء على أداء المرشحين في الانتخابات التمهيدية وأنماط الدورة الانتخابية.
وعند تطبيقه في كل انتخابات رئاسية منذ عام 1912، ورد أن نموذج نوربوت اختار الفائز بشكل صحيح في كل مرة، باستثناء انتخابات 1960.
ولكن نموذج البروفيسور الأمريكي لم يكن دقيقا تماما عام 2016، فقد توقع أن يفوز ترامب في التصويت الشعبي بفارق تسع نقاط مئوية، إلا أن الحقيقة أن كلينتون هي من تفوقت عليه، إلا أن حسابات المجمع الانتخابي أطاحت بها.
وفي هذه الجولة، يتوقع نوربوت فوز ترامب بفارق كبير، وأن يحصد 362 مقعدا بالمجمع الانتخابي مقابل 176 لبايدن، مؤكدا، عبر موقعه الإلكتروني، أن هذا التوقع "نهائي" ولا يرتبط بتغير الظروف.
ليختمان: 13 معيارا تحدد مصير الحزب الحاكم
وعلى النقيض من "نوربوت"، رجح البروفيسور "ألان ليختمان"، الذي برز هو الآخر عام 2016 بتوقعه فوز ترامب، أن يفوز المرشح الديمقراطي هذه المرة.
وتنبأ ليختمان بشكل صحيح بنتيجة كل انتخابات رئاسية منذ عام 1984، استنادا إلى 13 معيارا تتعلق بقدرة الحزب الحاكم على البقاء في السلطة من عدمه.
والمعايير الـ13 هي:
1. تفويض الحزب: بعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس النواب، يحقق الحزب الحاكم نتائج أفضل مقارنة بالجولة السابقة.
2. المسابقة: غياب منافسة جادة للمرشح الرئيسي للحزب.
3. المنصب: مرشح الحزب الحالي هو الرئيس الحالي.
4. الطرف الثالث: غياب طرف ثالث مهم أو حملة مستقلة.
5. الاقتصاد قصير المدى: ألا يكون الاقتصاد في حالة ركود خلال الحملة الانتخابية.
6. الاقتصاد طويل الأجل: النمو الاقتصادي خلال الفترة الرئاسية يساوي أو يتجاوز متوسط النمو خلال الفترتين السابقتين.
7. تغيير السياسة: إدخال الإدارة الحالية تغييرات كبيرة في السياسة الوطنية.
8. الاضطرابات الاجتماعية: عدم وجود اضطرابات اجتماعية مستمرة خلال الفترة.
9. فضيحة: عدم تلوث الإدارة الحالية بفضيحة كبرى.
10. فشل خارجي/ عسكري: ألا تعاني الإدارة الحالية من فشل كبير في الشؤون الخارجية أو العسكرية.
11. نجاح خارجي/ عسكري: أن تحقق الإدارة الحالية نجاحا كبيرا في الشؤون الخارجية أو العسكرية.
12. الكاريزما الحالية: مرشح الحزب الحالي ذو شخصية كاريزمية أو بطل قومي.
13. كاريزما الآخر: مرشح الحزب المنافس ليس كاريزميا أو بطلا قوميا.
وبناء على تلك المعايير، التي يلبي ترامب 6 منها، بحسب ليختمان، فإن حظوظ بايدن تبدو أكثر قوة.
Since people are still asking, for anyone who may have missed my prediction on "The Keys to the White House," or just...
Posted by Allan J. Lichtman on Sunday, October 18, 2020
وعلى بعد أربعة أيام فقط من الانتخابات، تظهر جلّ الاستطلاعات المعتبرة ترجيح غالبية الأمريكيين لبايدن (53 بالمئة)، كما يحكم القبضة، بحسب الاستطلاعات، على 183 مقعدا بالمجمع الانتخابي، على الأقل، مقابل 77 مقعدا فقط تمكن ترامب من إحكام السيطرة عليها حتى الآن.
معركة "حشود"
جمع كل من ترامب وبايدن أنصارهما الخميس في ولاية فلوريدا الحاسمة، حيث عرضا نهجهما المختلف في معالجة جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي بلغ انتشاره مستويات جديدة في البلاد.
وتظهر استطلاعات الرأي أن بايدن متقدم بفارق كبير على ترامب على مستوى البلاد، لكن الفارق أقل في الولايات المتأرجحة التي تلعب دورا حاسما في النتيجة النهائية.
واحتشد الآلاف، كثيرون منهم دون كمامات، في لقاء جماهيري في الهواء الطلق بمدينة تامبا، واستمعوا إلى ترامب وهو يسخر من منافسه.
وقال ترامب: "هل تتخيلون الخسارة أمام هذا الرجل؟ هل تتخيلون؟"، مؤكدا أنه واثق من الفوز بولاية ثانية.
أما بايدن فعقد لقاء مفتوحا في نفس الوقت في برووارد كاونتي شمالي ميامي، ظل المشاركون فيه في سياراتهم تجنبا لاحتمال انتشار عدوى "كوفيد-19".
وقال بايدن: "دونالد ترامب استسلم" في معركة كوفيد-19، موجها انتقادات حادة لترامب إزاء دفعه ضرائب اتحادية قليلة للغاية.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت الشهر الماضي أن ترامب دفع 750 دولارا فقط ضرائب اتحادية في عامي 2016 و2017، ولم يدفع أي ضرائب دخل في عشرة من بين الخمسة عشر عاما السابقة. وبعث ترامب رسائل متباينة بشأن التقرير، حيث لم ينكر ما ورد فيه بشكل مباشر لكنه قال في بعض المناسبات إن الأرقام "خطأ".
بيانات اقتصادية تبتسم لترامب
من ناحية أخرى، أشاد ترامب ببيانات نشرت الخميس أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي سجل نموا هائلا بمعدل 33 بالمئة في الربع الثالث على أساس سنوي، وذلك بدعم برنامج اتحادي هائل للتعافي من الجائحة.
وليس مؤكدا ما إذا كانت هذه البيانات ستنقذ حظوظ المرشح الجمهوري، كما يمكن لبايدن أن يشير إلى أن الناتج المحلي الأمريكي لا يزال أقل من مستواه في الربع الأخير من 2019، قبل بدء الجائحة.
وقالت حملة ترامب إنه تم تأجيل تجمع انتخابي في فيتفيل في نورث كارولاينا، كان مقررا مساء الخميس، بسبب تحذير متعلق بالإعصار "زيتا".
ويعتزم الرئيس العودة إلى الغرب الأوسط اليوم الجمعة حيث سيعقد لقاءات في ميشيغان وويسكونسن ومينيسوتا، كما يخطط لزيارة عشر ولايات إجمالا في الأيام الأخيرة من الحملة.
ومن المتوقع أن يزور بايدن ولايات ويسكونسن ومينيسوتا وأيوا الجمعة.
وأوضحت بيانات مشروع الانتخابات الأمريكية بجامعة فلوريدا أن أكثر من 80 مليونا من الناخبين أدلوا بأصواتهم إما شخصيا أو بالبريد، فيما يمهد لتحقيق أعلى معدل للمشاركة منذ أكثر من قرن من الزمان.