من المقرر أن يستأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملته الانتخابية اليوم الاثنين، وسط مطالبات من الديمقراطيين بإثبات خلو المقربين منه في هذه الحملات الانتخابية من فيروس كورونا، في حين يبدأ مجلس الشيوخ الاستماع لمرشحة الرئيس لعضوية المحكمة العليا.
وقال الرئيس، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إنه لم يعد مصابا بفيروس كورونا وإنه لا يمثل أي خطر فيما يتعلق بنقل العدوى.
وأضاف ترامب، الذي يستعد لاستئناف حملته الانتخابية اليوم، أنه يَعتقد أن لديه مناعة من الفيروس، وأنه خضع لفحوص أظهرت أن باستطاعته العودة إلى الحملة الانتخابية دون تشكيل خطورة على الآخرين.
من جهتها، طالبت حملة المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن حملة الرئيس ترامب بتقديم أدلة على خضوع جميع أفرادها لاختبارات فحص كورونا، وعلى أن النتائج جاءت سلبية، قبل المناظرة الرئاسية المقبلة التي من المرتقب أن تجري يوم 22 من الشهر الجاري.
وقالت حملة بايدن إنها تطالب مصحة كليفلاند ولجنة المناظرات بوضع بروتوكولات لضمان سلامة كل من يشارك في هذه المناظرة. وأضافت "لا نريد نشر الفيروس أكثر، لا يتعلق الأمر فقط بصحة من سيحضرون المناظرة ولكن أيضا أي شخص آخر نتواصل معه".
الشيوخ يستمعون لمرشحة ترامب للمحكمة العليا
من جهة أخرى، يبدأ مجلس الشيوخ اليوم جلسة الاستماع إلى القاضية آمي كوني باريت التي اختارها ترامب لعضوية المحكمة العليا رغم معارضة الديمقراطيين الذين لا يملكون أصواتا كافية لعرقلة تثبيتها بالمنصب قبل الاقتراع الرئاسي يوم 3 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وكانت القاضية البالغة من العمر 48 عاما اختيرت يوم 26 سبتمبر/أيلول من جانب الرئيس الجمهوري، لتخلف القاضية التقدمية روث بادر غينسبورغ التي تشكل رمزا للدفاع عن حقوق المرأة، والتي توفيت جراء معاناة مع مرض السرطان.
ووفقا للدستور، يجب أن تحصل باريت الآن على موافقة مجلس الشيوخ كي تدخل المحكمة العليا.
ويريد الديمقراطيون ومرشحهم الرئاسي بايدن عدم البت في تعيين باريت بالمحكمة العليا قبل الاستحقاق الرئاسي، لكن ترامب يريد المضي قدما في أسرع وقت ممكن لإرضاء الناخبين اليمينيين المتدينين.
وكونت الأوساط المسيحية التقليدية صورة جيدة جدا عن القاضية باريت التي تشاركها قيمها، بدءا من معارضة معلنة للإجهاض وغيره من القضايا التي تثير الجدل في الولايات المتحدة.
وفي حال تم ذلك، سيهيمن النهج المحافظ على أعلى هيئة قضائية في البلاد لعقود على الأرجح، مما قد يؤثر كثيرا على القضايا الرئيسية المتعلقة بالمجتمع (الأسلحة، الضمان الصحي.. إلخ).
فاوتشي وحملة ترامب
وفي سياق الحملات الانتخابية، أبدى الطبيب أنطوني فاوتشي، مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية وعضو خلية مكافحة فيروس كورونا، استياءه يوم الأحد من فيديو دعائي لحملة ترامب الانتخابية يجتزئ تصريحا له للإيحاء بأنه يثني على طريقة إدارة المرشّح الجمهوري لجائحة كوفيد-19.
وجاء في بيان لفاوتشي "أنا في الخدمة العامة منذ نحو 5 عقود، لم أؤيد علنا على الإطلاق أي مرشّح سياسي".
ويتناول فيديو حملة ترامب، ومدته 30 ثانية، تجربته الشخصية مع الفيروس، ويَرِد فيه أن "الرئيس ترامب يتعافى من فيروس كورونا وكذلك أميركا" ويتضمن مقتطفا قصيرا يظهر فيه فاوتشي يثني على طريقة تصدي ترامب للجائحة.
ويقول فاوتشي في المقتطف "لا يمكنني أن أتخيّل أحدا يقدر على بذل مزيد من الجهد" مما يوحي بأنه يتحدث عن ترامب.
لكن الفيديو الكامل لتصريحات فاوتشي -التي أدلى بها في مارس/آذار، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"- يبيّن قوله "أنا أكرّس كل وقتي تقريبا لهذا الأمر. أنا موجود بشكل شبه يومي في البيت الأبيض مع الخلية (خلية مكافحة كورونا). والأمر على هذا النحو كل يوم، لذا، لا يمكنني أن أتخيّل أحدا قادرا على بذل مزيد من الجهد تحت أي ظرف".
وأوضح فاوتشي في بيانه أن "التصريحات المنسوبة إليّ من دون إذني في الفيديو الدعائي لحملة الحزب الجمهوري أُخِذت خارج سياقها من تصريح عام أدليتُ به قبل أشهر حول الجهود التي تبذلها سلطات الصحة العامة الفدرالية".
ولاحقا، دافع ترامب عن المقطع الدعائي لحملته، مشيدا مرة جديدة بعمله ضد الوباء، ورد أيضا على انتقادات فاوتشي. وقال الرئيس على تويتر "إنها فعلا كلماتُ الدكتور فاوتشي" التي ترد في المقتطف. وأضاف "لقد قمنا بعمل استثنائي حسب بعض الحكّام".
وغالبا ما اضطر فاوتشي (79 عاما) المسؤول الأول في خلية مكافحة فيروس كورونا، إلى توضيح أو حتى تصحيح ما يقوله الرئيس حول الفيروس وعلاجاته ولقاحاته.
وأثار فاوتشي مرارا غضب ترامب الذي عمد في أبريل/نيسان إلى إعادة تغريد رسالة تتضمن وسم #اطردوا فاوتشي، ليعود ويؤكد في تصريح علني أن الأخير يؤدي عملا رائعا.