[ الطفل بشار الأسد باش ]
جرائم بشار الأسد تلاحق السوريين أينما حلوا، سواء بالداخل أو حتى الذين حالفهم الحظ وفروا لخارج البلاد، هربا من جحيم القصف والتشرد.
ومن أبرز مَن تأثروا بجرائم النظام السوري ومؤيديه طفل صغير لا يتعدى عمرة 4 سنوات، يدفع ثمن تأييد والده المطلق للطاغية بشار الأسد، ويواجه مشكلة كبيرة للحصول على اللجوء في ألمانيا، بسبب الاسم الذي اختاره له والده وهو بشار الأسد باش.
وينتمي الطفل بشار الأسد إلى عائلة سورية متواضعة، وهو ابن لوالد أعلن تأييده الكامل للنظام منذ بداية الثورة السورية، وأم معارضة أجبرت على القبول باسم مولودها الأول تحت الضغط والتهديد من قبل زوجها، بحسب الجزيرة نت.
وقالت والدة الطفل، وتدعى منال: "قبل الثورة السورية بعامين، تزوجت بوالد بشار. لم أهتم لكوننا من طائفتين مختلفتين، فهو شيعي وأنا سنية، لكن بعد اندلاع الثورة تبيّن أنني كنت مخطئة تماما، ففي الوقت الذي كنت أعارض فيه القتل والقصف، كان زوجي منحازاً إلى السلطة، وبتنا نتجادل وعائلاتنا بسبب الآراء والمواقف".
ويشير التقرير إلى أنه بعد عام من اندلاع الثورة السورية (منتصف مارس 2011)، تطوع زوجي للقتال إلى جانب قوات النظام، وقرر تسمية ابنه الوحيد تيمناً برأس النظام، وحرصاً على أن يرتبط اسمه باسم الزوجة المعارضة مدى الحياة.
كل ذلك دفع منال (29 عاما) للتفكير ملياً في الفرار من جحيم زوجها، وقالت: "لم يكتف زوجي بذلك فحسب، بل تسبب أيضاً في اعتقال والدي (60 عاماً) الذي ما زال مجهول المصير حتى الآن، ولذلك قررت الهروب من سوريا، برفقة أمي كي أنقذ عائلتي وطفلي".
وكأي عائلة سورية خاطرت للنجاة وللجوء إلى أوروبا، سلكت عائلة بشار الأسد الضحية طريق التهريب البري من سوريا إلى تركيا عبر مدينة القامشلي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، أجبروا على خوضها بما أن الوالدة لا تمتلك إذناً لسفر طفلها، ومن مدينة أزمير التركية، تابعت العائلة رحلتها عبر قوارب الموت التي تقل المهاجرين باتجاه اليونان.
وأشارت منال إلى أن "الرحلة كانت مليئة بمشاهد رعب، أبَتْ إلا أن تستقر في ذاكرة بشار الطفولية، فاختار توثيقها على دفتر رسوماته الملونة بعد وصوله سالماً إلى ألمانيا، وتقديمه طلب اللجوء هناك منذ خمسة أشهر تقريباً"، إلا أن معاناة أخرى بدأ يواجهها الطفل حتى في المنفى، "فصغر سنه لم يمنعه من تمييز علامات التعجب والاستغراب على وجوه الناس كلما تجمعوا حوله أو سمعوا باسمه، ليصل الأمر بهم حد الإزعاج أحياناً".
وتقول جدة الصبي: "كثيراً ما نتعرض للمضايقات في المخيم، بسبب اسم حفيدي، فالناس ليس لها إلا الظاهر. البعض يصفه بالمجرم، وآخرون يتهموننا بالتشبيح، غير آخذين في الاعتبار أنه مجرد طفل ولا ذنب له أو لنا في اختيار اسمه".
وأضافت: "أذكر أنه في إحدى المرات أتى إليّ حفيدي باكياً بعد تعرضه للضرب على يد طفل، والسبب طبعاً هو اسمه".
وبفعل جرائم لم يرتكبها، لم يسعف الحظ بشار الأسد باش في الحصول على الموافقة على طلب اللجوء المقدم إلى السلطات الألمانية. ففي كل مقابلة أجراها هو ووالدته مع المعنيين بالأمر، كانوا يستفسرون عن حكاية اسمه ببعض من الاستهجان.
وأوضحت الجدة أنها حصلت على الإقامة المؤقتة منذ فترة بسبب كبر سنها، أما ابنتها وحفيدها فما زالا ينتظران حتى الآن.
وعلى الرغم من ذلك يصعب على الابن كتمان الحنين والشوق إلى أبيه الموجود حالياً في دمشق، فكثيراً ما يسأل عنه والدته دون أن يتلقى إجابة، فإدراكه الطفولي لا يسمح له بفَهْم واقع أليم لا ذنب له فيه.
وتقول منال بحسرة: "يصعب عليّ للغاية رؤية طفلي بهذا الحال. لم أرد له يوماً أن يُحرم من أبيه، لكني لا أريد أيضاً أن يكبر ويتربى في كنف شخص تلطخت يداه بدماء السوريين. أرجو الله أن يساعدني في ذلك، وأن يتفهم بشار عندما يكبر الأسباب التي دفعتني إلى ذلك".
وبشار الأسد باش ليس الطفل السوري الوحيد الذي دفع ثمن تأييد عائلته لرأس النظام في سوريا، إذ سبق أن أطلقت أهالي موالون للنظام في محافظة الرقة اسم بشار على أولادهم السبعة عام 2011.