قاومن الظلم والتعذيب والقهر.. قصص أبرز 4 مناضلات ضد العبودية
- الجزيرة نت الاربعاء, 26 أغسطس, 2020 - 11:32 مساءً
قاومن الظلم والتعذيب والقهر.. قصص أبرز 4 مناضلات ضد العبودية

[ للنساء نصيب من النضال والتاريخ المشرف في مناهضة العبودية (مواقع التواصل) ]

بدأت أول حركة لمناهضة العبودية في عام 1791، ورغم أنه في ذلك الزمن البعيد كانت الأفضلية والتركيز موجهين دائما إلى الرجال، إلا أن هناك نساء ناضلن من أجل نيل الحرية.

 

وسواء كن من العبيد سابقا أم لا، فإن أفعالهن أثرت في حركة تحرير العبيد، وما يزال العالم يذكرهن حتى يومنا هذا؛ لبطولتهن ودعمهن للحرية دائما.

 

ماريا ستيوارت

 

ولدت ماريا ستيوارت "Maria W. Stewart" عام 1803 لأسرة حرة سوداء؛ لكنها فقدت كلا والديها بعمر الـ5، وأجبرت على العمل في خدمة أسرة بيضاء البشرة لمدة 10 سنوات، ولأنها لم تكن من العبيد فقد تركت الأسرة بعمر الـ15، واستقلت بعملها وعلمت نفسها القراءة والكتابة.

 

تزوجت "ماريا" عام 1826، وعاشت مع زوجها في راحة مادية حتى وفاته عام 1829، وفقدت في ذاك الوقت كل الامتيازات المادية مما أعادها مجددا للعمل في المنازل لإعالة نفسها.

 

لكن بمرور الوقت أصبحت "ماريا" أكثر وعيا بالدين المسيحي، ومنه قررت الاهتمام بتحرير العبيد لكونه أمرا غير إنساني، وبحلول عام 1831 وتكوين جماعات تدعو إلى إنهاء العبودية، انضمت إليهم "ماريا" لتصبح بقدرتها على الكتابة والصياغة واحدة من أهم الأعضاء.

 

وكانت أول امرأة أميركية تلقي خطبا حماسية على الملأ، في الوقت الذي كان دور المرأة بالكامل مهمشا، سواء كانت بيضاء أو سوداء البشرة، ولذا قوبلت بالهجوم الشديد على تجرأها بهذا الشكل، حتى من الذين كانوا مساندين للقضية.

 

تركت "ماريا" مدينتها، وعملت بالتدريس لفترة من الوقت، مع استمرار عملها في الاحتجاج على أوضاع أصحاب الأصول الأفريقية، وفي عام 1861 أسست مدرسة للأطفال الهاربين من الاستعباد خلال الحرب، واستمرت في نضالها من أجل أن ينال الجميع حريتهم، وأن يتساووا في الحقوق. ألقت "ماريا" العديد من المحاضرات ونشرت بعض الكتب، وتوفيت عام 1879 بعد أيام قليلة من نشر كتابها الأخير.

 

فرانسيس إيلين واتكينز هاربر

 

ولدت  فرانسيس إيلين واتكينز هاربر "Frances Ellen Watkins Harper" عام 1825 لعائلة سوداء حرة؛ لكن ببلوغها 3 أعوام توفي والداها، فتولى أقاربها تربيتها، وقد كان عمها ناشطا في حركة مناهضة العبودية، فتعلمت على يده القراءة والكتابة، ودرست في مدرسته التي أنشأها لأصحاب الأصول الأفريقية.

 

بعمر 13 توجب عليها البحث عن عمل، فعملت مساعدة لأسرة بيضاء تملك متجرا لبيع الكتب، وهناك استغلت "فرانسيس" كل وقت فراغها في قراءة الكتب، حيث سمحت لها العائلة مالكة المتجر بذلك، وبعمر 21 عاما كتبت أول قصيدة شعرية. بعد ذلك تركت العمل في المتجر، وانتقلت إلى مدينة أخرى حيث عملت كمعلمة؛ لكن أثناء وجودها هناك تغيرت قوانين المدن، وأصبحت فجأة مهددة بالقبض عليها، وبيعها لتجار الرقيق.

 

مع عدم قدرتها على العودة لعائلتها، قررت "فرانسيس" تكريس كل جهودها لمحاربة العبودية، وبمساعدة أصدقاء عمها بدأت الكتابة لصالح الصحف المناهضة للعبودية، وبعدها أصبحت "فرانسيس" واحدة من أهم الكاتبات في الولايات المتحدة، ومتحدثة مدافعة عن حقوق الإنسان وتحديدا ذوي البشرة السوداء والنساء، وذلك حتى وفاتها عام 1911.

 

هارييت توبمان

 

ولدت هارييت توبمان "Harriet Tubman" في حياة العبودية، لذا فإن تاريخ ولادتها الدقيق غير معروف بالضبط، لكنه على الأرجح بين عامي 1820 و1825. عانت "هارييت" منذ طفولتها من التعذيب بمختلف أنواعه، تسبب هذا التعذيب في علامات دائمة في جسدها، كما عانت بسببه من نوبات صرع وصداع نصفي حاد؛ لكن كل ذلك لم يوقفها عن محاولاتها الدائمة لمساندة العبيد الذين تلقاهم في طريقها ويحتاجون للمساعدة.

 

قررت "هارييت" في عام 1849 الهرب من العبودية برفقة أخويها اللذين قررا العودة طوعا عندما أعلن الملاك عن جائزة مالية لمن يعيدهم؛ لكن هذا الأمر لم يثنِ "هارييت" التي أكملت طريقها للحرية، وفور وصولها إلى مدينة آمنة بلا عبيد، قررت العودة مجددا لمالكيها السابقين؛ لكن لإنقاذ أسرتها وأصدقائها، وبالفعل عبر ما يقارب من 20 رحلة، استطاعت "هارييت" تحرير ما يزيد عن 300 عبد وإرشادهم إلى الحرية.

 

آمنت "هارييت" بالكفاح المسلح، لذلك عندما قامت الحرب الأهلية الأميركية، شاركت فيها كجندي حامل للسلاح، لتصبح أول قائدة لمجموعة مسلحة، وشاركت في تحرير أكثر من 700 شخص من العبودية.

 

استمر كفاح "هارييت" حتى بعد إلغاء العبودية بموجب الدستور الأميركي، لتشترك في المطالبات بإعطاء حق التصويت في الانتخابات للمرأة، وبعد وفاتها في عام 1913، أصبحت "هارييت توبمان" رمزا للحرية.

 

سوجورنر تروث

 

ولدت سوجورنر تروث "Sojourner Truth" في ظل العبودية عام 1797 تقريبا. وخدمت لدى أكثر من عائلة، وتنقلت 4 مرات، حيث تعرضت لمختلف أنواع القمع والتعذيب. تزوجت من أحد العبيد وأنجبت 5 أبناء.

 

بحلول عام 1827 هربت من الاستعباد مع طفلتها الصغيرة كلاجئة لإحدى العائلات الداعية لتحرير العبيد، وبالفعل اشتروا للطفلة حريتها من العائلة المالكة لها، كما استطاعوا إنقاذ ابنها البالغ 5 سنوات من الاستعباد.

 

تركت "سوجورنر" المدينة وانتقلت إلى مدينة نيويورك، وهناك حولت ديانتها إلى المسيحية وأصبحت متحدثة دينية، وفي ذاك الوقت قابلها بعض ممثلي منظمات مناهضة العبودية، الذين أقنعوها باستغلال شعبيتها الدينية في الحث على إنهاء العبودية في البلاد.

 

قررت "سوجورنر" توكيل أحد الأشخاص لكتابة قصة حياتها؛ لأنها كانت أمية، وبفضل هذا الكتاب نالت بعض الشهرة، التي قررت ممثلات عن منظمات حقوق المرأة استغلالها، وبالفعل بدأت "سوجورنر" التوعية بحقوق المرأة أيضا.

 

ظلت "سوجورنر" تلقي خطبها مع مساعدتها الدائمة على تحرير العبيد الذين تستطيع تحريرهم، وكان لها دور بارز في الحرب الأهلية، حيث كانت تحث الرجال على الانضمام للجيش الاتحادي، وبعد الحرب ساعدت العبيد الذين نالوا حريتهم أخيرا على إيجاد عمل وبناء حياة جديدة حرة. وظلت حتى آخر أيامها تحاول نيل المزيد من الحقوق للعبيد السابقين وتغيير الدستور الأميركي لصالحهم.

 

 


التعليقات