حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في كلمته خلال اليوم الأول للمؤتمر العام للحزب الجمهوري- من أنه قد يواجه تزويرا في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وكرر ترامب مقولته بأن التصويت عن طريق البريد قد يؤدي إلى زيادة التلاعب بالانتخابات. ويعد التصويت البريدي عنصرا قديما في الانتخابات الأميركية، لكنه من المتوقع أن يكون أكثر شيوعا في ظل جائحة فيروس كورونا.
وقال الرئيس الجمهوري "السبيل الوحيد الذي يستطيعون به سرقة هذه الانتخابات منا هو تزويرها. سنفوز بهذه الانتخابات".
وقد بدأت فعاليات المؤتمر العام للحزب أمس الاثنين في مدينة تشارلوت بولاية كارولينا الشمالية، وقد تقرر تقليص الحضور وإجراء بعض الفعاليات عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا.
الترشيح الثاني
وكما كان منتظرا، أعلن الجمهوريون تسمية ترامب مرشحا رسميا للرئاسة لفترة ثانية، بعد أن قام نحو 330 مندوبا للحزب يمثلون 50 ولاية بالتصويت لتأييده في إجراءات تمت بحضور شخصي، خلافا لمؤتمر الحزب الديمقراطي الذي انعقد كاملا عبر الإنترنت قبل أيام.
وتستمر فعاليات مؤتمر الجمهوريين حتى الخميس حيث ينتظر أن يعلن ترامب قبول ترشيح الحزب في خطاب يلقيه في حديقة البيت الأبيض، وهي خطوة تلقى موجة انتقادات لكونها المرة الأولى لاستخدام ذلك المقر في إعلان قبول إعادة الترشيح.
وفي تشارلوت، لم تكن كلمة ترامب مدرجة في برنامج اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري، إذ فوجئ الحاضرون عقب إعلان ترشيحه بحضوره إلى مقر المؤتمر.
وأثنى ترامب في كلمته على سياساته الداخلية، ودعا إلى ترشيحه لولايتين إضافيتين لا واحدة فقط، على سبيل السخرية من الديمقراطيين.
وقال "إذا أردتم دفعهم حقا إلى الجنون، عليكم أن تقولوا 12 سنة إضافية، لأننا ضبطناهم يقومون بأشياء سيئة عام 2016. دعونا نرى ما سيحدث. علينا أن نكون حذرين للغاية لأنهم يحاولون القيام بأشياء سيئة مرة أخرى".
وتابع الرئيس "ما يقومون به هو استخدام (وباء) كوفيد-19 لسرقة الانتخابات، وللاحتيال على الشعب الأميركي، كل شعبنا، في انتخابات نزيهة وحرة".
ضد الفوضى
ورأى ترامب أن هذه أهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة، وشدد على حاجة البلاد إلى "القانون والنظام" في ضوء الاحتجاجات العارمة التي أعقبت مقتل المواطن الأسود جورج فلويد بمدينة مينيابوليس، وحث المدارس والشركات على إعادة فتح أبوابها رغم الوباء.
وتمثل الرسالتان محاولة من حملة ترامب لاستعادة ناخبي الضواحي، ولا سيما النساء، بعدما تخلوا عن الحزب الجمهوري بأعداد كبيرة في عهد الرئيس الحالي.
ورأى مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي أن رسائل الجمهوريين في اليوم الأول لمؤتمرهم جاءت سوداوية ومتشائمة، في الهجوم على الديمقراطيين، ورسم صورة قاتمة لما يمكن أن تصير إليه البلاد إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة.
تأييد من إسرائيل
ومن أبرز المتحدثين الذين يتوقع أن يشاركوا في المؤتمر -وفق تقارير صحفية- وزير الخارجية مايك بومبيو الذي يزور منطقة الشرق الأوسط حاليا. وتوقعت مصادر إعلامية أن يلقي كلمته من إسرائيل، وهو عمل آخر غير مسبوق يثير انتقادات واسعة.
وفي مسعى لإبراز دور إدارة ترامب في إطلاق سراح معتقلين أميركيين بالخارج، عرض خلال المؤتمر تسجيل مصور يظهر فيه ترامب في لقاء مع 6 سجناء ورهائن سابقين، حيث أخذ يتلقى إشادة بكل عملية إفراج.
وعلى عكس مؤتمر الحزب الديمقراطي، الذي ضم جميع الأحياء من الرؤساء الديمقراطيين السابقين والمرشحين السابقين، لن يتضمن المؤتمر الجمهوري كلمات للرئيس الجمهوري السابق الذي ما زال على قيد الحياة أو للمرشحين السابقين للحزب.
فمن غير المقرر أن يتحدث في المؤتمر الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ولا المرشح الرئاسي السابق عن الحزب الجمهوري بانتخابات 2012 السيناتور ميت رومني الذي صوت لصالح إدانة ترامب خلال محاكمته في الكونغرس.
وفي وقت تظهر استطلاعات الرأي على المستوى الوطني منذ أسابيع أن المرشح الديمقراطي يتقدم في العديد من الولايات الأساسية، يأمل ترامب تحقيق قفزة كبرى وفوز مفاجئ كما حدث عام 2016.
جمهوريون مع بايدن
في غضون ذلك، قالت شبكة فوكس نيوز FOX NEWS إن أكثر من 20 عضوا جمهوريا سابقا بالكونغرس أعلنوا دعمهم لبايدن.
وأوضحت الشبكة أنها حصلت على رسالة من حملة بايدن تفيد بأن الأعضاء السابقين بالكونغرس غير راضين عما وصفوه بفساد ترامب وتدميره للديمقراطية وتجاهله الصارخ للأخلاق.
وأضافت رسالة حملة المرشح الديمقراطي أن هؤلاء الأعضاء يدعمون بايدن لأنهم يريدون إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح.