حقق الرئيس دونالد ترامب انتصاره في انتخابات الرئاسة عام 2016 اعتمادا على طريق حساب أصوات المجمع الانتخابي. فقد فاز بأصوات 304 مندوبين مقابل 227 لمنافسته هيلاري كلينتون، وهو ما ضمن له الانتصار في الانتخابات رغم تصويت 48.2% من الناخبين أو 65.9 مليون ناخب لكلينتون، في حين لم يحقق ترامب إلا 46.1% من الأصوات أو 64 مليون ناخب.
ومع عودة ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا المستجد ووصولها لمستويات قياسية، خاصة في عدة ولايات متأرجحة صوتت لترامب عام 2016، تثار الكثير من التساؤلات عن حظوظه في الانتخابات القادمة.
وبنهاية أمس 30 يونيو/ حزيران تخطت أعداد الإصابات 2.7 مليون شخص، ووفاة ما يقرب من 129 ألف شخص في الولايات المتحدة. وتُظهر هذه الأرقام ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة والوفاة بعد توقع الكثير من الخبراء بدء السيطرة على انتشار الفيروس.
وفي حين تُضاعف إدارة الرئيس من ضغوطها لإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد قبل انتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، تُقدم الكثير من الولايات -التي صوتت لترامب بالجنوب مثل فلوريدا وتكساس، والغرب مثل أريزونا- إلى إعادة غلق الأنشطة التجارية والاقتصادية بسبب عودة انتشار فيروس كورونا، وزيادة أعداد الإصابات والوفيات بهذه الولايات.
وتتضاعف المخاوف بين خبراء الصحة العامة مع حلول عطلة عيد الاستقلال السبت القادم 4 يوليو/تموز، وهي المناسبة التي تشهد تجمعات ضخمة للاحتفال في مختلف المدن، وهو ما قد يؤدي لزيادة انتشار الفيروس على نطاق واسع.
وخلال جلسة استماع حول الفيروس بمجلس الشيوخ، عبر أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة عن تشاؤمه حيال تطور أرقام ونسب الإصابة، وأكد أنه رغم تفاؤل الكثير من مسؤولي قطاع الصحة فيما يتعلق باللقاح، فإنه "لا يوجد ضمان بأن الولايات المتحدة ستتوصل للقاح آمن وفعال لفيروس كورونا".
ولايات صوتت لترامب
تتجه الأوضاع من سيئ إلى أسوأ في ولايات صوتت للرئيس ترامب، وعلى رأسها فلوريدا وتكساس وأريزونا.
فلوريدا
فرصيد فلوريدا من أصوات المجمع الانتخابي 29 صوتا، ويستحيل أن يفوز ترامب بالرئاسة حال خسارته هذه الولاية التي تأرجحت بين الحزبين خلال السنوات الأخيرة.
وتشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بنسبة كبيرة على ترامب. ويعد استطلاع لشبكة فوكس الإخبارية قبل نهاية الشهر الماضي الأحدث، وقد أظهر تفوق بايدن بنسبة 49% مقابل 40% لترامب.
وكانت فلوريدا قد صوتت عام 2016 لصالح ترامب بنسبة 49.1% مقابل 47.8% لكلينتون. ويتوقع تأثر تصويت سكان الولاية بأزمة كورونا حيث بلغت أعداد الوفيات فيها أكثر من 3500 شخص في حين أُصيب ما يقرب من 153 ألف شخص.
تكساس
تعد ولاية جمهورية تقليدية مضمونة، إذ صوتت للمرشحين الجمهوريين منذ عام 1980 وحتى الآن، وكان التصويت لصالح جيمي كارتر عام 1976 هو المرة الأخيرة التي يذهب فيها صوت الولاية للديمقراطيين.
وتحظى تكساس بـ 38 مندوبا ضمن أصوات المجمع الانتخابي مما يجعلها الولاية الأولى من حيث عدد المندوبين الجمهوريين.
وأشار استطلاع لجامعة كوين بيانك إلى فوز ترامب على بايدن، لكن بنقطة واحدة، وطبقا للاستطلاع الذي أُجرى منتصف يونيو/حزيران الماضي، فقد حقق ترامب 44% مقابل 43% لبايدن، وهذا فارق لا يطمئن الجمهوريين، بل يزيد من حماس الديمقراطيين لاقتناص أهم الولايات الجمهورية وأكبرها. وكان ترامب قد فاز عام 2016 في تكساس بنسبة 52.2% مقابل 43.2% لصالح كلينتون.
وفي جائحة كورونا توفي ما يقرب من 2500 من مواطني الولاية، وبلغ عدد الإصابات 160 ألف إصابة مع توقع زيادة الأعداد بصورة تصاعدية كبيرة خلال الأيام المقبلة.
أريزونا
تعد أريزونا من الولايات المتأرجحة الذي توزع صوتها وولاؤها بين مرشحين جمهوريين وديمقراطيين خلال السنوات الأخيرة.
وللولاية الواقعة بالغرب 11 مندوبا في الانتخابات الرئاسية، وصوتت عام 2016 لترامب بنسبة 48% مقابل 45% لكلينتون، ويأمل الديمقراطيون استعادة أريزونا خاصة مع زيادة أعداد سكان من الهيسبانيك اللاتينيين القريبين من الحزب الديمقراطي بسبب سياسات ترامب المعادية للمهاجرين.
وأشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بداية الشهر الماضي بولاية أريزونا إلى فوز جو بايدن بنسبة 48% مقابل 41% من الأصوات لصالح ترامب.
ولا يتوقع أن يظفر ترامب بأصوات ولايات متأرجحة صوتت له قبل أربعة أعوام، خاصة مع عدم توقع الخبراء وجود أي مؤشرات لتحسن الأوضاع المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا المستجد في أي وقت قريب.