[ سكان خاضعون للحجر في غوترسلوه بألمانيا ينقلون مواد غذائية عقب تفش واسع لفيروس كورونا بالمنطقة (غيتي) ]
يدرس الاتحاد الأوروبي منع دخول رعايا الولايات المتحدة ودول أخرى، في وقت يخيّم شبح موجة ثانية من وباء كورونا في بعض أنحاء العالم.
وفي حين حذرت منظمة الصحة العالمية من أن انتشار الفيروس يتسارع، تحدث خبير أميركي بارز عن بلوغ الاختبارات الخاصة بلقاح محتمل لكورونا مراحلها الأخيرة.
فقد قال مراسل الجزيرة عبد الله الشامي إن من المنتظر أن تصدر اليوم الأربعاء بعد اجتماع للمفوضية الأوروبية قائمة بنحو 50 دولة سيسمح لرعاياها بدخول الاتحاد الأوروبي، في حين لن يسمح بدخول رعايا الدول التي لن تكون على القائمة.
وأضاف المراسل أنه تم التداول بشأن القائمة -غير الإلزامية- في اجتماع لوزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 قبل أسبوعين، مشيرا إلى أن كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي حرة في أن تسمح أو تمنع دخول رعايا دول أخرى.
ونقل عن المفوضية الأوروبية أن القائمة سيتم إصدارها بعد التشاور، وأوضح أن وتيرة انتشار فيروس كورونا من بين المحددات الرئيسية في إدراج الدول المشمولة بمنع الدخول.
وأشار إلى أن هناك حديثا عن أن دولا تسجل انتشارا محدودا لفيروس كورونا على غرار دول جنوب الصحراء وكوبا ستكون ضمن القائمة، في حين قد لا تضم دولا أخرى تشهد تفشيا واسع النطاق للوباء على غرار الولايات المتحدة ودول في أميركا اللاتينية مثل البرازيل.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز أفادت الثلاثاء بأن الاتحاد الأوروبي يدرس فرضية منع الأميركيين من دخول أراضيه بسبب ما وصفه بفشل إدارة الرئيس دونالد ترامب في السيطرة على تفشي فيروس كورونا.
وأوضحت الصحيفة أنها اطلعت على مسودة القوائم التي يعدها الاتحاد بشأن المواطنين الذين يمكن لهم دخول دوله بدايةً من الأول من يوليو/تموز المقبل، وقالت إن هذه القوائم لا تتضمن مواطني الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل، في حين تضمنت دولا مثل الصين وفنزويلا وأوغندا وكوبا وفيتنام.
ورأت نيويورك تايمز أن عدم وجود الولايات المتحدة على تلك القائمة ضربة للهيبة الأميركية ورفض للطريقة التي تعامل بها ترامب مع الفيروس الذي أصاب مليونين و424 ألف أميركي وتسبب في وفاة أكثر من 123 ألفا آخرين.
وفي مارس/آذار، عندما كانت الحالات تتصاعد في أوروبا، منع ترامب معظم مواطني الاتحاد الأوروبي من دخول الولايات المتحدة في محاولة للحد من تفشي المرض.
موجة ثانية
في الأثناء، توقع مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي ومسؤولون آخرون بقطاع الصحة الثلاثاء أن تشهد الولايات المتحدة في الخريف والشتاء المقبلين موجة ثانية من وباء كورونا.
وشدد المسؤولون خلال جلسة للجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأميركي على ضرورة الاستعداد لهذه الموجة المحتملة التي قد تحدث خلال الطقس البارد، حيث يتزايد احتمال نقل العدوى بين الناس داخل بيوتهم.
وفي أوروبا التي تشهد رفعا متدرجا لإجراءات العزل، بما في ذلك فتح الحدود واستئناف أغلب الأنشطة الاقتصادية والثقافية، تسود مخاوف من تفش جديد لفيروس كورونا بعد انخفاض حاد للإصابات والوفيات في دول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
ففي ألمانيا، أعيد الثلاثاء فرض الحجر على أكثر من 600 ألف نسمة في ولاية شمال الراين إثر إصابة 1500 شخص وعزل آلاف آخرين عقب انتشار العدوى انطلاقا من معمل للحوم هناك، ويأتي ذلك غداة إعادة فرض قيود جزئية في لشبونة مما أثار مخاوف على الموسم السياحي بالبرتغال.
وفي إيطاليا، تخشى السلطات الصحية حصول موجة ثانية من الإصابات بسبب تراخي الناس بصورة عامة في اتخاذ الاحتياطات الضرورية.
وفي جنوب شرق آسيا، أقرت كوريا الجنوبية الثلاثاء بأنها تواجه منذ منتصف مايو/أيار موجة ثانية من الوباء مع تسجيل 35 إلى 50 حالة يومية جديدة، معظمها في العاصمة سول ومحيطها، في حين سجل الإصابات في الصين، وخاصة في العاصمة بكين، تراجعا جديدا مع تسجيل 12 حالة فقط.
ويتواصل تفشي الفيروس بوتيرة عالية في دول مثل البرازيل، التي سجلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية نحو 40 ألف إصابة وأكثر من 1300 وفاة جديدة مما يرفع إجمالي الإصابات فيها إلى مليون و151 ألف إصابة بينها نحو 53 ألف حالة وفاة، في حين بلغ عدد الوفيات في أميركا اللاتينية 100 ألف حالة وفاة نصفها بالبرازيل.
كما يستمر تفشي الوباء في الولايات المتحدة بنسق مرتفع حيث تجاوز إجمالي الإصابات مليونين و424 ألف إصابة بينها أكثر من 123 ألف حالة وفاة بعد تسجيل 32 ألف إصابة بينها 800 وفاة إضافية خلال أربع وعشرين ساعة.
وقد هوّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا من خطر تفشي الفيروس، معتبرا أن ارتفاع الإصابات يعود إلى توسيع الاختبارات، لكن حكام ولايات مثل تكساس وفلوريدا أقروا بأن ذلك ليس السبب الوحيد.
وعالميا، ارتفع عدد الإصابات حول العالم إلى 9 ملايين و355 ألف إصابة بينها أكثر من 5 ملايين متعاف ونحو 480 ألف وفاة.
أما عربيا، فسجل العراق الثلاثاء أعلى عدد وفيات (84 وفاة)، وسجلت وفيات أقل في كل من الجزائر والكويت واليمن وموريتانيا والسودان، بينما لم تسجل تونس إصابات جديدة بعدما شهدت أخيرا عدة إصابات كلها وافدة.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أكد أن انتشار فيروس كورونا المستجدّ لا يزال يتسارع في العالم، وقال إن "الوباء أكثر بكثير من أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وليس مجرد أزمة صحية"، مضيفا أنه في العديد من البلدان أزمة سياسية، وأن آثاره ستظهر لعقود مقبلة.
من جهته، انتقد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نقص التنسيق على المستوى الدولي في التصدي لوباء كورونا.
لقاح محتمل
وفي واشنطن، قال مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي الثلاثاء إن لقاحا جديدا محتملا لفيروس كورونا سيدخل المرحلة الثالثة من الاختبارات الشهر المقبل.
وأضاف فاوتشي خلال جلسة عقدتها لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي أن اللقاح الجديد أظهر نتائج إيجابية.
وكانت عدة دول بينها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وشركات عالمية أعلنت عن مؤشرات واعدة على إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، وذلك بعد إجراء تجارب سريرية.