نشرت صحيفة تلغراف البريطانية مقتطفات جديدة من كتاب المستشار السابق للأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون، يعرض فيها لمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وآرائه في عدد من القضايا، ولا سيما علاقته بالحلفاء الأوروبيين.
ويسجل الكتاب -الذي يحمل عنوان "الغرفة التي وقع فيها الحدث"- أحداثا يقول المؤلف إنها وقعت في الكواليس أثناء توليه منصب مستشار الأمن القومي بين عامي 2018 و2019، وقد وزع الكتاب فعلا على عدد كبير من المكتبات ليبدأ بيعه الأسبوع المقبل.
ووفقا لصحيفة تلغراف، فقد تطرق بولتون إلى مشاركة ترامب في اجتماع قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في يوليو/تموز 2018، وقال إن الرئيس كان يدلي بمعلومات ليست صحيحة عن مساهمة أميركا في ميزانية الحلف، إذ يقول أحيانا إنها أكثر من 90%.
عداء للناتو
وأضاف بولتون أنه كان لديه ولدى كثير من المسؤولين الأميركيين الرأي نفسه عن ضآلة المساهمة المالية للدول الأوروبية -وخاصة ألمانيا- في ميزانية الحلف، وأنهم لم يترددوا في طرح ذلك مباشرة مع شركائهم في الناتو، إلا أن ترامب كان يستبطن عداء لوجود الحلف نفسه، وهو الأمر الذي أزعج أعضاء الناتو الآخرين ومستشاريه.
ويستمر بولتون ليقول إن ترامب كان يوافق أحيانا دون جدال على ما يطرحه أعضاء الناتو الآخرون، وأحيانا ينفجر فجأة في ثورة من الغضب على ما يُطرح، مشيرا إلى أن ترامب سأله مرة: لماذا لا ننسحب من الناتو تماما؟
ولم ينجُ الاتحاد الأوروبي من ثورات غضب ترامب، كما يقول بولتون، حيث انتقد مرة رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك جان كلود يونكر، واصفا إياه بالرجل الشرير، قائلا من دون أي تردد إن يونكر هو الذي يحدد ميزانية الناتو، ولم يشرح ترامب كيف يتم ذلك.
تهمة ماكرون
وكذلك كان ترامب لا يتحفظ في انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ اتهمه مرة بأنه دائما ما يسرّب تفاصيل محادثاتهما، ونفى ماكرون ذلك بابتسامة عريضة على وجهه، وفقا للكتاب.
وفي إشارة قوية إلى "جهل" ترامب بالمعلومات الأساسية عن دول العالم، يقول الكتاب إنه لم يكن يدري أن بريطانيا دولة نووية، ولم يتردد في أن يسأل رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك تيريزا ماي بجدية: "أوه، هل أنتم قوة نووية؟".
ويذكر الكتاب أيضا أن الرئيس الأميركي كان يعتقد أن فنلندا -التي انعقد فيها اجتماع قمة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يوليو/تموز 2018- تابعة لروسيا أو جزء منها.
وفي شأن آخر، قال بولتون إنه يعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "ضحك بشدة" على الرئيس الأميركي بسبب تصور ترامب لعلاقتهما، إذ كان ترامب يعتقد أن كيم يحبه ومعجب به.
ويرى بولتون أن ترامب لم يكن يتبع أي إستراتيجية دولية كبرى، أو أي مسار سياسي ثابت، وأن تفكيره مثل أرخبيل من النقاط أو مثل صفقات العقارات الفردية.