[ محمد زبير أحد ناجيين اثنين فقط من كارثة الطائرة الباكستانية ]
روى أحد ناجيين اثنين فقط من حادثة تحطم الطائرة الباكستانية تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت سقوط الطائرة المنكوبة وكيف تمكن من الهرب وسط النيران وصراخ الركاب.
وقال محمد زبير، وهو مهندس يبلغ من العمر 24 عاما، "كان هناك صراخ في كل مكان"، مضيفا "عندما اصطدمت الطائرة بالأرض استعدت وعيي، ورأيت النار في كل مكان. لم يكن من الممكن رؤية أي شخص".
وتابع في المقابلة التي استغرقت 53 ثانية من سريره في المستشفى وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي "كان هناك صراخ أطفال وكبار ومسنين، صراخ في كل مكان. كان الجميع يحاولون النجاة".
وأوضح الشاب بصوت واضح وبدا وجهه سليما بعد الكارثة "تخلصت من حزام الأمان ورأيت ضوءا وحاولت السير في هذا الاتجاه وكان ذلك مجديا. من هناك قفزت" من الطائرة.
وتابع "كان علي أن أقفز حوالي 10 أقدام (مترين) للوصول إلى بر الأمان. "
وقال مسؤول في وزارة الصحة في ولاية السند وعاصمتها كراتشي إن محمد زبير أُصيب بحروق لكن حالته مستقرة.
وكانت الطائرة القادمة من لاهور تحطمت فوق حي سكني بعيد ظهر الجمعة خلال اقترابها من مطار كراتشي بسبب عطل تقني. وكانت تقل 99 شخصا هم 91 مسافرا وأفراد الطاقم الثمانية، حسبما ذكر ناطق باسم الشركة مصححا بذلك أرقاما أولى تحدثت عن 98 راكبا.
ولم يعرف ما إذا كانت الكارثة أسفرت عن سقوط ضحايا على الأرض، بعد معلومات أولية تحدثت عن ذلك.
وقال متحدث باسم حكومة مقاطعة السند إن راكبا آخر نجا من الحادث يدعى ظفر مسعود ويعمل رئيسا لبنك البنجاب. وقال البنك إن مسعود يعاني من كسور لكنه "واعٍ ويستجيب بشكل جيد".
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن شاهد عيان يدعى شكيل أحمد قوله إن "الطائرة أصابت أولا برج اتصالات ثم تحطمت فوق المنازل".
وقال شاهد آخر يدعى رجا أحمد "رأيت راكبا يقفز من الطائرة، كان على قيد الحياة ويتكلم. طلب مني مساعدته لكن ساقيه كانتا عالقتين في مخرج النجاة". كما تحدث الشاهد عن جثة رآها "تسقط فوق سيارته".
وقال رجل الإطفاء سرفراز أحمد لوكالة فرانس برس إن العديد من الضحايا كانت أحزمتهم ما زالت مربوطة.
وتم التعرف على هويات 19 شخصا على الأقل حتى الآن، بينما تجري فحوص الحمض النووي في جامعة كراتشي لمعرفة هويات الضحايا الآخرين.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام فقط على السماح باستئناف الرحلات الداخلية التي علقت منذ أكثر من شهر لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد. وأبقي على عدد قليل جدا من الرحلات الداخلية.
ويعود آخر تحطم لطائرة مدنية كبيرة في باكستان إلى ديسمبر 2016 حين تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية خلال رحلة داخلية في منطقة جبلية شمال البلاد ما أسفر عن مصرع 47 شخصا.
وبقيت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية واحدة من أكبر شركات الطيران العالمية حتى سبعينات القرن الماضي، لكن سمعتها تضررت بسبب خسائر مالية وسوء إدارة وتأخر في الرحلات.