[ مقبرة جماعية للمتوفين بفيروس كورونا في "جزيرة الموتى" بمدينة نيويورك (رويترز) ]
باتت الولايات المتحدة الأميركية البلد الأشد تضررا في العالم من وباء كورونا من حيث تعداد الإصابات والوفيات، بينما يواصل المرض انتشاره بما يفوق قدرة الأنظمة الصحية في دول عديدة.
وتجاوز عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد في أرجاء العالم 1.77 مليون، توفي منهم أكثر من 108 آلاف، بينما تعافى أكثر من 402 ألف مصاب، وفقا لأحدث إحصاءات نشرتها فجر اليوم الأحد جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تراقب انتشار الوباء عالميا.
وقالت منظمة الصحة العالمية السبت إنها تتقصى تقارير عن مصابين أظهرت الفحوص إيجابية وجود الفيروس لديهم، بعدما كانوا قد تعافوا وأجروا فحوصا أولية أظهرت خلوهم منه.
وكان مسؤولون في كوريا الجنوبية قد أعلنوا يوم الجمعة أن 91 مصابا كان يعتقد أنهم تعافوا من الفيروس بادئ الأمر، تبين لاحقا أن الفيروس لا يزال في أجسامهم.
وقال مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بكوريا الجنوبية جيونغ إيون كيونغ -في إيجاز صحفي- إن الفيروس ربما نشط مجددا لدى هؤلاء الناس ولم يلتقطوه بعدوى جديدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية لوكالة رويترز ردا على سؤال بشأن تلك الحالات "نحن على علم بهذه التقارير عن أشخاص أظهرت الفحوص من نوع تفاعل البلمرة المتسلسل خلوهم من كوفيد-19، ثم بينت فحوص لاحقة بعد عدة أيام عودة الفيروس مجددا إليهم".
وذكرت المنظمة أنها تسعى لجمع مزيد من المعلومات بشأن تلك الحالات، ونصحت بجمع عينات من المتعافين بشكل منهجي حتى يتسنى فهم ما يجري في المراحل اللاحقة.
بعد 20 ألف وفاة
في غضون ذلك، تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 20 ألفا أمس السبت، وهي أعلى حصيلة يتم تسجيلها في دولة واحدة، رغم أن هناك دلائل على أن الوباء ربما يقترب من ذروته، بعد أن تجاوزت الإصابات نصف مليون في أرجاء البلاد. وتنفرد ولاية نيويورك بـ160 ألف إصابة بالفيروس.
وسجلت إيطاليا ثاني أكبر عدد من الوفيات وبلغ 19,468، وجاءت إسبانيا في المركز الثالث بتعداد 16,606 حالات.
يذكر أن عدد سكان الولايات المتحدة أكبر خمس مرات من عدد سكان إيطاليا، وسبع مرات تقريبا من سكان إسبانيا.
وشهدت الولايات المتحدة أعلى معدل وفيات لها حتى الآن جراء العدوى، وذلك بتسجيل ما يقرب من ألفي حالة يوميا على مدى الأيام الأربعة الأخيرة.
وحذر خبراء الصحة العامة من أن العدد الإجمالي للوفيات في الولايات المتحدة قد يصل إلى 200 ألف خلال الصيف، إذا تم بعد 30 يوما رفع القيود غير المسبوقة للبقاء في المنزل والتي أغلقت الشركات وأبقت معظم الأميركيين داخل منازلهم.
وفي نيويورك -المدينة التي شهدت أكبر انتشار للمرض بالولايات المتحدة- أظهرت صور صادمة التقطتها وسيلة إعلام محلية باستعمال طائرة مسيّرة، عشرات التوابيت بصدد الدفن في قبر جماعي في هارت آيلند، وهي جزيرة تقع شمال شرق حي برونكس ويطلق عليها "جزيرة الموتى"، لاستخدامها منذ القرن التاسع عشر مدفنا للفقراء.
تحذير من الكرملين
وقال الكرملين السبت إن "ضغوطا تفوق طاقة المستشفيات، وتدفقا ضخما" من مرضى فيروس كورونا المستجد، بدأ يشكل ضغوطا هائلة على المستشفيات في موسكو، مع ارتفاع عدد الوفيات في روسيا لما يفوق المئة.
ورأى شاهد من رويترز تكدسا لعشرات من سيارات الإسعاف التي اصطفت خارج مستشفى يتعامل مع حالات كورونا، في منطقة تقع على مشارف موسكو بانتظار إدخال المرضى.
وقال سائق إحدى سيارات الإسعاف إنه ينتظر منذ 15 ساعة خارج المستشفى ليوصل مريضا يشتبه في إصابته بالفيروس.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف -في مقابلة مع التلفزيون الرسمي نقلتها وكالات أنباء روسية- "الوضع في موسكو وفي سان بطرسبورغ -لكن بالأخص في موسكو- متوتر جدا، لأن عدد المرضى يتزايد".
وتابع قائلا "هناك تدفق هائل للمرضى. نشهد مستشفيات تعمل في موسكو في أجواء طوارئ شديدة التوتر وبروح البطولة".
وسجلت روسيا 13,584 إصابة بالفيروس، وقالت السلطات إنها سجلت 12 وفاة جديدة مرتبطة بالمرض في اليوم السابق، مما رفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 106 حالات.
قفزة ببريطانيا وفرنسا
وفي بريطانيا، قال مسؤولون يوم السبت إن البلاد سجلت 917 وفاة جديدة بفيروس كورونا، وهو أكبر عدد من الوفيات بالفيروس خلال يوم واحد فيها، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 9875.
وقال مدير هيئة الخدمة الصحية الوطنية في إنجلترا ستيفان بوييس إن قرار الإغلاق في بلاده للحد من انتشار فيروس كورونا قد يطول أكثر من شهر. وخلال مؤتمر صحفي عقده في لندن وردا على سؤال بشأن تمديد فترة الإغلاق، شبّه بوييس مكافحة بلاده للفيروس بالسباق الطويل الأمد.
وتابع "لا يوجد حل سحري لا يتطلب قرارات صعبة، لن يكون سباقا قصيرا يستغرق بضعة أسابيع، وإنما سيكون أطول، سيكون سباقا طويل الأمد".
وفي فرنسا، تم تسجيل 643 وفاة جديدة بفيروس كورونا السبت، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 13,832 وفاة.
من جهة أخرى، قالت الحكومة الألمانية إنها تشعر بالقلق إزاء تداعيات قيود الاتصال الصارمة بسبب جائحة كورونا.
وفي ورقة إستراتيجية صادرة عن وزارة الداخلية، أعربت السلطات الألمانية عن القلق مما وصفته بتبعات إرهاق حالة العزلة للمجتمع، ومن الآثار النفسية والاجتماعية لأزمة كورونا.
وقالت إنّ تأييد التدابير المشددة سينخفض بشكل كبير، وإن فعالية هذه الإجراءات وتوافقها مع الأسس القانونية سيتعرض للتشكيك.
دعوة أوروبية لتقييد حركة المسنين
وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية -وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- إن اختلاط المسنين مع محيطهم يجب أن يبقى محدودا حتى نهاية العام على الأقل، للوقاية من إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وفي تصريح لصحيفة بيلد الألمانية نُشر اليوم الأحد، أوضحت المسؤولة الأوروبية أنه "في ظل غياب لقاح، يجب الحد قدر الإمكان من تواصل كبار السن مع غيرهم".
وأضافت "سيتمتع الأطفال والشباب بحرية حركة أكثر من المسنين ومن يعانون سوابق مرضيّة"، لكنها عبّرت عن أملها في أن ينتج مختبر طبي أوروبي لقاحا "بحلول نهاية العام".
حظر للتجوال بتركيا
وأعلنت وزارة الصحة التركية -مساء السبت- ارتفاع وفيات فيروس كورونا إلى 1101، إثر تسجيل 95 وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأظهرت معطيات حديثة نشرتها الوزارة في موقعها الرسمي، أن إصابات كورونا بلغت 52,167، عقب تسجيل 5138 حالة جديدة.
وأشارت نفس المعطيات إلى إجراء 33,170 فحصا للكشف عن كورونا في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الفحوص إلى 340,380.
وذكرت أن 2965 مصابا تعافى من الفيروس، بينما يرقد 1626 شخصا في وحدات العناية المركزة.
وفي وقت سابق، فرضت السلطات التركية على مواطنيها البقاء في منازلهم لمدة 48 ساعة في 31 مدينة، بينها إسطنبول وأنقرة. وبدأ الحظر من ليل الجمعة، في إطار إجراءات صارمة جديدة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
شرق آسيا
وفي دول شرق وجنوب شرق آسيا، يواصل فيروس كورونا الانتشار في العديد من الدول، مثل: اليابان وإندونيسيا والفلبين وتايلند، مخلفا وراءه عددا من الضحايا.
فقد بلغت وفيات كورونا في ماليزيا 73، إثر تسجيل 3 حالات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت الإصابات فيها إلى 4530، بعد تسجيل 184 إصابة جديدة، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين 1995.
وفي إندونيسيا، بلغت إصابات كورونا 3842، بعد تسجيل 330 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة.
وأوضح البيان أن عدد الوفيات ارتفع إلى 327، إثر تسجيل 21 وفاة جديدة.
وفي اليابان، ذكرت وكالة الأناضول أن إجمالي الوفيات بلغ 141، والإصابات 7566، وأعلنت الحكومة اليابانية حالة الطوارئ في سبع ولايات.
أما في الفلبين، فسُجلت 26 وفاة، لترتفع الحصيلة إلى 247، كما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 4428، بعد تسجيل 233 إصابة جديدة.