[ جونسون وصديقته كاري سيموندز أصيبا مؤخرا بفيروس كورونا المستجد (رويترز) ]
بشكل يتوافق مع شخصيته الغريبة، لم يتردد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الاستخفاف بفيروس كورونا المستجد، عندما قال إنه لا يزال يواصل "مصافحة الجميع".
وإذا كان جونسون سيدخل التاريخ بوصفه المهندس الرئيسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن التاريخ سيكتب أيضا أنه فشل في إدارة أزمة كورونا ولم يتمكن حتى من حماية نفسه من الوباء.
وقد قوبل تعامله مع الأزمة بانتقاد شديد بسبب التأخر في اتخاذ قرار فرض العزل على مواطنيه، ولم يتمكن من الوصول إلى المكانة التي كان يحظى بها مثله الأعلى ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
جونسون ذو الشخصية المثيرة للانقسام نجح في قيادة الحملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي قرره البريطانيون بنسبة 52% في استفتاء عام 2016.
وتمكن جونسون من حصد ثمار ذلك بشكل مذهل وتبوأ السلطة في يوليو/تموز الماضي، واضعا حدا للمماطلة التي ميزت الحكومة السابقة برئاسة تيريزا ماي ومحققا حلم حياته.
كما رسخ مواقعه بعد بضعة أشهر، حين فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول، بأغلبية غير مسبوقة منذ فوز السيدة الحديدية مارغريت تاتشر في الثمانينيات.
ملك العالم
بالنسبة لرجل أراد في طفولته أن يصير "ملك العالم" حسب ما قالت شقيقته راتشيل لكاتب سيرته أندرو غيمسون، فقد انتظر طويلا لحظة الانتصار هذه.
ولد ألكسندر بوريس دي فيفل جونسون في نيويورك عام 1964 لدى عائلة منفتحة تخوض المعترك السياسي.
وأمضى سنواته الأولى في بروكسل، حيث عمل والده في الاتحاد الأوروبي، ثم التحق بمدرسة إيتون للنخبة في بريطانيا قبل دراسة الحضارات القديمة في جامعة أوكسفورد.
عمل صحفيا في صحيفة التايمز التي فصلته بسبب فبركة تصريحات، وانتقل ليصبح مراسلا في بروكسل لصحيفة ديلي تلغراف اليمينية. وهناك اشتُهر من خلال كتابة "خرافات أوروبية" عبر المبالغة في تصوير ما يحدث في الاتحاد الأوروبي.
وعُرف على المستوى الشعبي في التسعينيات لدى استضافته كخبير في برنامج تلفزيوني ساخر، حيث ساهمت فطنته وعدم تردده في انتقاد نقاط ضعفه في جعله شخصية وطنية عُرفت باسم "بوريس".
لم تمر سنواته الأولى في السياسة بسلاسة، إذ أقيل في عام 2004 من منصب وزير الخزانة في حكومة الظل لدى المحافظين بسبب الكذب بشأن علاقة أقامها خارج إطار الزواج.
وفي عام 2008، انتُخب رئيسا لبلدية لندن، وهي مدينة متعددة الثقافات تصوت عادة لصالح حزب العمال، وعزا المراقبون فوزه إلى أسلوبه غير التقليدي.
وفي الفترة من عام 2016 إلى 2018، شغل منصب وزير الخارجية وكانت الأسئلة الأكثر وقعا بالنسبة له تتعلق بمدى كفاءته حيث اعتبر أداؤه محبطا.
وبعد أن صار رئيسا للوزراء في يوليو/تموز 2019، تحدى منتقديه من خلال إعادة التفاوض بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي رفضها النواب ثلاث مرات.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ذلك الوقت "أولئك الذين لم يأخذوه على محمل الجد كانوا على خطأ".
الجدل والنساء
يختلف جونسون عن السياسيين الآخرين، بشعره الأشقر غير الأنيق وأسلوبه الفريد ورغبته في جعل نفسه يبدو سخيفا.
كما يختلف عن العديد من زملائه المحافظين بوجهات نظره المؤيدة للهجرة ومواقفه الليبرالية الاجتماعية التي لقيت صدى في لندن.
ومع ذلك، فقد واجه اتهامات بالتحامل في مقالاته التي كتبها على مر السنين، سواء من خلال تهجمه على الرجال المثليين والمواطنين الأفارقة السود في دول الكومنولث.
وحتى قبل وقت قريب في عام 2018، وجهت إليه انتقادات لأنه كتب أن النساء المسلمات المنقبات يشبهن "صناديق البريد"، رغم أنه قال إنه بإمكانهن أن يرتدين ما يحلو لهن.
لكن جونسون يرفض اتهامه بالعنصرية، في حين يقول مؤيدوه إنه ببساطة يحب الإثارة بعض الشيء.
كما يُعرف جونسون بحياته الخاصة غير المستقرة. إذ تزوج مرتين، ويعتقد أن لديه خمسة أطفال، أحدهم من علاقة غرامية.
لكن مكانته الشهيرة سمحت له بتجاهل الفضائح التي كان يمكن أن تدمر كثيرين غيره، وهو في علاقة حاليا مع كاري سيموندز ويعيشان معا.
وأعلنت صديقته الحامل كاري سيموندز أنها عانت أيضا من عوارض المرض لمدة أسبوع لكنها بدأت تتماثل للشفاء.