[ كارلوس غصن ]
تعدّدت السيناريوهات المتداولة لفرار رجل الأعمال الفرنسي اللبناني الأصل، كارلوس غصن، قبل أيام، إلى بيروت؛ منها ما تم تداوله حول تهريبه بصندوق موسيقى، أو طائرة خاصة أو عبر صفقة مع أمنيين، فيما كشفت صحيفتي "حرييت" التركية و"وول ستريت" الأميركية، في آخر السيناريوهات المتداولة، تفاصيل ليلة فرار رجل الأعمال، التي يتورط فيها على ما يبدو، عدّة رجال أعمال.
وأوضحت صحيفة حرييت، اليوم الأربعاء، أن رجل الأعمال الفرنسي ــ اللبناني كارلوس غصن، وصل إلى لبنان عبر تركيا بطائرة خاصة، وفق مصدر ملاحي، وذلك ليلة 29-30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن المصدر المختص بالملاحة الجوية أوغور جبجي، تأكيده أنه خلال الأيام العشرين الأخيرة لا توجد أي رحلة مدنية خاصة سجلت للخروج من مطاري صبيحة وأتاتورك الدوليين من إسطنبول مباشرة باتجاه لبنان، ولكن ليلة حادثة الفرار تم تسجيل انطلاق رحلة مدنية خاصة مباشرة إلى بيروت من مطار أتاتورك الدولي.
وتساءلت الصحيفة خلال رحلة بحثها عن الأسباب التي جعلت الطائرة تهبط في إسطنبول التي تبعد مسافة ساعة واحدة عن بيروت، وعن الإجراءات المتبعة عند هبوط أي طائرة في تركيا، والاسم المستخدم في الرحلة من قبل غصن، بخاصة أن الصحيفة اتصلت بوزير الداخلية سليمان صويلو الذي أكد "عدم وجود قيود تحمل اسم غصن بعد التحقق من كافة الرحلات المسجلة".
وواصلت الصحيفة سرد ما حصل تلك الليلة مؤكدة، أن طائرة وصلت من مدينة أوساكا اليابانية الساعة 5:30 صباحا بالتوقيت المحلي لتركيا، وحطت في مطار أتاتورك الدولي المخصص حاليا للرحلات الخاصة والشحن فقط، وتحمل على ذيلها أحرف TC-TSR وتعود ملكيتها لرجل الأعمال التركي تاركان سير.
وبعد أن حطت الطائرة وقبل وصول الموظفين المكلفين بالتسجيل، نزل شخصان منها وسجلا اسميهما. وكان الإسمان هما مايكل تايلور وأنطوني زايك. ولكن غالبا كان هناك شخص ثالث لم ينزل من الطائرة، وبعد فترة قصيرة من نزول الطائرة ودخولها حظيرة الطائرات، خرجت من نفس الحظيرة طائرة خاصة أخرى حلقت باتجاه بيروت.
وبينت الصحيفة أن هذه الطائرة هي من طراز تشالنجر كانت تعود مليكتها لرجل الأعمال الإيراني رضا زراب الذي فرّ من تركيا للولايات المتحدة الأميركية، وصودرت طائرته من قبل تركيا ويعمل على تشغيلها حاليا رجل الأعمال التركي سير، بعدما استولت الحكومة التركية عليها وباعتها.
ولفتت إلى أن الطائرة التي انتقلت إلى بيروت حملت مضيف طيران إلى جانب رئيس شركة تجارية يدعى أوكان كوسمن، وشخص ثالث لم يعرف من هو، والطائرة التي وصلت وأقلت غصن بالأساس غادرت من أوساكا، وهذه الطائرة التي تحمل اسم TC-TSR كانت قد نقلت رجلين أميركيين من دبي إلى أوساكا من أجل حفلة، وعادت بهما إلى إسطنبول، بمعنى أن التمويه تم بهذه الطريقة التي لا تكشف قدوم غصن.
وختمت بالقول إن خروج الطائرة من نفس الحظيرة، ومغادرتها بيروت وعودة الطائرة إلى إسطنبول دون أن يكون فيها مدير الشركة التركية ومضيف الطيران، تظهر بوضوح حقيقة ما حصل، وهو ما يؤكد أن خلف تهريب غصن من اليابان قوة منظمة بشكل كبير.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الأربعاء، إن غصن، هرب من اليابان إلى لبنان بعد أسابيع من التخطيط من قبل رفقائه الراغبين في نقله إلى بلد اعتقدوا أنه سيوفر بيئة قانونية أكثر ودًا لمحاكمته بشأن اتهامات تتعلق بارتكابه مخالفات مالية.
ووفقاً لما ذكرته الصحيفة المالية الأميركية عن مصادر على دراية بالأمر فقد التقى غصن فريقاً خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي لتنفيذ عملية الهروب، بمساعدة شركاء في اليابان، وانتقل من مقر إقامته الخاضع للرقابة في طوكيو على متن طائرة خاصة متجهة إلى تركيا، ومن ثم إلى لبنان.
وأوضحت المصادر أنه وصل إلى لبنان صباح الإثنين والتقى هناك بزوجته "كارول غصن" التي لعبت دورًا رئيسياً في العملية. وقالت زوجته لـ" وول ستريت جورنال" في رسالة إلكترونية " لقائي مع زوجي، أكبر هدية تلقيتها في حياتي".