[ 100 صفحة من الأسرار.. قضية ترامب وأوكرانيا تكتسب زخما جديدا ]
طبقا لقانون حرية المعلومات، أفرجت وزارة الخارجية الأميركية عن مئة صفحة تكشف تفاصيل إضافية عن دور وزير الخارجية مايك بومبيو والمحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب رودي جولياني، في قضية أوكرانيا.
واضطرت وزارة الخارجية الإفراج عن هذه الوثائق انصياعا لتأييد محكمة أميركية طلبا تقدمت به منظمة أميركان أوفرسيت.
وفي حديث مع الراديو القومي الأميركي، تعهد المدير التنفيذي للمؤسسة أوستن إيفرس بالحصول على المزيد من الوثائق في المستقبل القريب، حيث إن هذه الوثائق "تكشف عن علاقة رودي جولياني بالبيت الأبيض وبمكتب وزير الخارجية من أجل تسهيل مهمته في تشويه السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا ماريا يوفانوفيتش".
وتكشف الوثاق عن اتصالات بين جولياني وبومبيو حول السفيرة قبل إنهاء خدمتها بأوكرانيا في مايو/أيار الماضي.
وقالت خبيرة قانونية للجزيرة نت إن "من شأن الإفصاح عن المزيد من الوثائق كشف تفاصيل هامة تتعلق بفضيحة أوكرانيا من حيث من فعل ماذا ومتى، إلا أن كل ذلك لن يكون له تأثير على سير عملية العزل وسط الاستقطاب السياسي الواسع بين الجمهوريين والديمقراطيين".
ويعد موضوع إنهاء عمل السفيرة إحدى النقاط الأساسية التي تدور حولها التحقيقات الهادفة إلى عزل الرئيس ترامب. كما أن هذه الوثائق تكشف عن دور متزايد لوزير الخارجية بومبيو في فضيحة أوكرانيا.
وكانت جلسات الاستماع العلنية أمام مجلس النواب التي انتهت يوم الخميس الماضي قد شهدت مثول 12 شاهدا ممن أشرفوا على ملف علاقات الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وكشفت الشهادات أن الرئيس ترامب طلب بالفعل أن تفتح أوكرانيا تحقيقات حول تورط هانتر بايدن في قضايا فساد مقابل منحها مساعدات عسكرية قيمتها 391 مليون دولار.
ماذا تضمنت الوثائق؟
تتضمن الوثائق تأكيدات لما جاء في شهادة جوردن سوندلاند السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي، التي ذكر فيها أن "الجميع كان يتعاون لتنفيذ تعليمات الرئيس بخصوص أوكرانيا".
وطبقا للوثائق التي اطلعت عليها الجزيرة نت، فقد تحدث جولياني مع بومبيو مرتين خلال شهر مارس/آذار الماضي، وهو ما يدعم ما ذكره سوندلاند.
ولم ينكر جولياني إجراء هذه المكالمات مع بومبيو، وذكر لصحيفة وول ستريت جورنال أنه نقل لوزير الخارجية تحفظاته على السفيرة يوفانوفيتش، وأنها كانت تنتقد سياسات الرئيس ترامب، ولم تقم بالدور اللازم لمكافحة الفساد في أوكرانيا.
كما تضمنت الوثائق ملفا من تسع صفحات أرسله جولياني إلى بومبيو بتاريخ 28 مارس/آذار الماضي يتضمن اتهامات ضد السفيرة يوفانوفيتش، من ضمنها أنها قريبة جدا من نائب الرئيس السابق جو بايدن.
وخلال شهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب في إطار تحقيقات عزل ترامب، عبرت السفيرة عن استغرابها من دوافع جولياني للهجوم عليها وتشويه صورتها.
وفي رد فعل على التطورات الأخيرة، سارع مكتب وزير الخارجية لإصدار بيان أنكر فيه علاقته بالقضية، كما أنكر أي صلة له بطلب التحقيق في علاقة هانتر بايدن بشركة بوريسما للغاز أو وضع أي شروط على تقديم مساعدات لأوكرانيا.
وينتظر أن يتخذ مجلس الشيوخ القرار النهائي بخصوص عزل ترامب حال تمرير مجلس النواب مشروع قرار العزل كما هو متوقع على نطاق واسع. لكن الجمهوريين يتمتعون بالأغلبية في مجلس الشيوخ مما يرجح إجهاض جهود عزل الرئيس.