[ إستمرار الاحتجاجات المنددة برفع اسعار الوقود في إيران ]
أعلنت مصادر إعلامية إيرانية أن "مثيري شغب" قَتلوا أمس ثلاثة من عناصر قوات حفظ النظام بالسلاح الأبيض غرب العاصمة طهران، ليرتفع بذلك عدد من لقوا مصرعهم منذ بدء الاحتجاجات الجمعة الماضي تنديدا بقرار الحكومة رفع أسعار الوقود، إلى عشرة قتلى.
وقد وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تصريحات أميركية وأوروبية داعمة للمظاهرات الجارية في بلاده بـ"الكذبة المخجلة".
وذكرت وكالتا الأنباء الإيرانيتان فارس و"إسنا" -نقلا عن بيان للحرس الثوري- أن أحد القتلى الثلاثة يدعى مرتضى إبراهيمي وكان ضابطا في الحرس الثوري، فيما ينتمي القتيلان الآخران، وهما مجيد شيخي ومصطفى رضائي، إلى قوات التعبئة العامة (الباسيج).
وأوضحت الوكالتان أن "مثيري شغب" قتلوا الرجال الثلاثة بسلاح أبيض بعد تطويقهم في كمين نصب في محافظة طهران غرب العاصمة. وسيتم تشييع القتلى الثلاثة غدا الأربعاء.
في غضون ذلك قال متحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية اليوم الثلاثاء إن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بسبب رفع أسعار الوقود الأسبوع الماضي انحسرت بعد يوم من تحذير الحرس الثوري من إجراء "حاسم" إذا لم تتوقف الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
كذبة مخجلة
من ناحية أخرى، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التصريحات الأميركية والأوروبية الداعمة للمظاهرات الجارية في إيران بسبب رفع أسعار الوقود بـ"الكذبة المخجلة".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أعلن في وقت سابق دعم بلاده للمتظاهرين الإيرانيين. كما دعت دول عدة في الاتحاد الأوروبي، طهران إلى احترام حق الشعب الإيراني في التظاهر.
وأوضح ظريف أن الولايات المتحدة تمارس "إرهابا اقتصاديا" بحق إيران، وتمنع وصول الدواء والغذاء للمرضى والمسنين، مشددا على أن من يقوم بهذه الممارسات لا يمكنه أن يدّعي الدفاع عن الشعب الإيراني.
كما انتقد ظريف دعوات أوروبية للحكومة الإيرانية لاحترام حق التظاهر قائلا "حق التظاهر مذكور في الدستور الإيراني، لذا لا داعي لأنظمة تتبع سياسة ازدواجية المعايير، أن تذكّرنا بذلك".
تدخل الباسيج
وكان ممثل المرشد الإيراني في ولاية فارس، آية الله لطف الله ديجكام، قد أكد أمس أن قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري ستتدخل ضد الاحتجاجات في مدينة شيراز إذا لم تتوقف بحلول الثلاثاء.
كما نقلت وكالة مهر عن الحرس الثوري قوله إنه يعتبر أن من "مسؤوليته الشرعية والقانونية الحفاظ على أمن البلاد وهدوئها واستقرارها، بالتعاون مع سائر القوات المسلحة والأمنية والشرطية".
وجاء في بيان للحرس الثوري أنه سيتصدى "عند الضرورة بكل حزم وثورية لأي إخلال بالأمن وراحة وهدوء المواطنين".
يشار إلى أن موجة الاحتجاجات الحالية في إيران اندلعت الجمعة الماضي، بعدما رفعت الشركة الوطنية للنفط أسعار البنزين بنسبة 50% حتى حصة ستين لترا في الشهر، وبنسبة 300% لمن يتجاوز هذه الحصة الشهرية التي تدعمها الدولة.
وقالت الحكومة إنها حصلت على موافقة السلطتين التشريعية والقضائية والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، قبل اتخاذ هذا القرار.