تحدّى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة زعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربن بالقبول بانتخابات مبكرة، بينما أرجأ سفراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى منتصف الأسبوع الحالي قرارا حول مدة التأجيل الجديدة للبريكست، رغم موافقتهم على طلب لندن تمديد مهلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقررة في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويأتي هذا التطور في وقت تراجع فيه الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، بعدما دفع رئيس الوزراء البريطاني باتّجاه تنفيذ بريكست بأي ثمن عبر إجراء انتخابات مبكرة، حيث تراجع الجنيه إلى 1.2841 دولار بعدما ارتفع هذا الأسبوع إلى 1.30 دولار للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، على خلفية التفاؤل بإمكانية تفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
ويدفع جونسون للدعوة لانتخابات مبكرة يأمل في أنّ تمنحه أغلبية لتمرير اتفاق البريكست الذي توصل إليه مع قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الفائت، لكنّ المعارضة البريطانية تود أن تعرف إذا كانت بروكسل ستوافق على تأجيل مغادرة بريطانيا التكتل قبل موافقتهم على انتخابات مبكرة.
ووصف كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست ميشال بارنييه المحادثات التي جرت الجمعة بأنها "ممتازة"، وقالت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية "العمل سيستمر في الأيام المقبلة".
وبحسب مصادر أوروبية عديدة، سيعقد اجتماع جديد للسفراء الاثنين أو الثلاثاء لوضع اللمسات الأخيرة على قرار حول مهلة الإرجاء الإضافية.
وداخل الاتحاد الأوروبي، تدعو بعض الدول -مثل ألمانيا وإيرلندا- إلى إرجاء لثلاثة أشهر حتى 31 يناير/كانون الثاني 2020، وهي مهلة اضطر رئيس الوزراء البريطاني لطلبها، لكن آخرين -مثل فرنسا- يطالبون بوضوح أكثر حول نوايا البريطانيين قبل إصدار قرار.
والجمعة أكدت الرئاسة الفرنسية أن موقف باريس لا يزال على حاله بـ"ضرورة وجود سبب وجيه لتمديد المهلة، وأن هذا الأمر لا يمكن أن يتم بصورة آلية، وأن المباحثات مستمرة".
وقال دبلوماسي بارز في بروكسل لوكالة الصحافة الفرنسية "من الواضح أنه إذا تم اتخاذ قرار في بريطانيا حول إجراء انتخابات من عدمه... فإن موعد الانتخابات سيؤثر على المشاورات".
لكنّ قرار بروكسل لم يصدر رسميا بعد وبات على النواب البريطانيين التصويت الاثنين حول إجراء انتخابات مبكرة هذا العام اقترحها جونسون.
شد وجذب
وعلّق جونسون مساعيه للتصديق على اتفاق بريكست، بعد أن رفض النواب اقتراحه لتسريع عملية اتخاذ القرار بشأنه في غضون ثلاثة أيام، مما ترك البريكست برمته في مأزق.
وقال زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن "اسحب بريكست (من دون اتفاق) من الطاولة وحزب العمال سيدعم بكل تأكيد إجراء انتخابات"، مشيرا إلى أنّه يجب ضمان تأجيل طويل قبل التوجه لصناديق الاقتراع.
وأقر جونسون بأنه لن يفي بالمهلة المحددة في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، وطالب بإجراء تصويت في البرلمان يوم الاثنين فيما يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ولا يزال مستقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي غير واضح بعد أكثر من ثلاث سنوات من تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد بنسبة 52% مقابل اعتراض 48%، لتكون أول دولة ذات سيادة تغادر التكتل.
وكان من المفترض في البداية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار الماضي، لكن تيريزا ماي رئيسة الوزراء السابقة لجونسون، اضطرت للتأجيل مرتين بعد أن رفض البرلمان اتفاقها للخروج في وقت سابق من هذا العام، ودفعت ثمن هذا الفشل منصبها.