[ رسائل مهمة وحاسمة كتبها أصحابها لشرح أحداث عديدة شهدها التاريخ (غيتي) ]
تحتفظ إدارة الأرشيف الوطني الأميركي بعدد من أهم الرسائل التي كتبت على مر التاريخ، مثل وثيقة مكتوبة تحذّر من مؤامرة البارود، وخطاب مكتوب باليد حول عدم وجود قوارب نجاة كافية على متن سفينة تايتانيك، وغيرها من الرسائل الأخرى.
وفي تقرير لها، أوردت مجلة "بي بي سي هستوري" الأميركية خمسة من أكثر الخطابات المثيرة للاهتمام، من كتاب "بكلماتهم الخاصة.. رسائل من التاريخ"، الذي يحتوي على أكثر من ثمانين خطابًا وبطاقة بريدية وبرقيات كتبها شخصيات تاريخية، من بينها الملكة إليزابيث الأولى وكارل ماركس وونستون تشرشل. وفي ما يلي الرسائل الخمس التي وردت في التقرير:
اكتشاف تابوت توت عنخ آمون
كتب المواطن الأميركي جي دبليو تشانس في السابعغ من يناير/كانون الثاني 1924 رسالة إلى وزارة الخارجية تفيد باكتشاف بقايا تابوت أحد حكام مصر القدامى، غير أن إدارة المنطقة الشرقيّة التابعة لوزارة الخارجية لم توافق على صحة هذه المعلومة.
وأشارت المجلة إلى أن عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر ومموّله اللورد كارنارفون حصلا على تصريح للحفر في وادي الملوك عام 1915، إلى أن اكتشفوا في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1922 مدخل تابوت سليم خاص بالفرعون توت عنخ آمون من الأسرة 18، وذلك بعد عشر سنوات من الحفر.
سفينة تايتانيك
كتب القائد السياسي البريطاني بن تيليت (1860-1943) رسالة انتقد فيها بشدة "الكره الطبقي الوحشي" الذي أدى إلى خسارة أعداد كبيرة من ركاب الدرجة الثالثة، مقارنة بالركاب الأثرياء خلال غرق سفينة تايتانيك.
وكان المهندسون حرصوا عند تصميم السفينة على عدم اختلاط الركاب من مختلف الفئات، وزوّدوا بعض السلالم ببوابات معدنية لا يستطيع فتحها سوى أحد أفراد الطاقم.
ولم يكن الموظفون متواجدين لفتح البوابات في ليلة الكارثة، مما تسبب في محاصرة المئات من الركاب في الأسفل وغرقهم بسبب تدفق المياه بعدما حظوا بأقل فرصة للنجاة بغضّ النظر عن الفروق الطبقية.
وتوضح رسالة تيليت بعض الأسباب الرئيسية وراء عدم إنقاذ المزيد من الأرواح، وتدعو وزارة البحرية إلى تطبيق أنظمة سلامة أكثر صرامة في المستقبل.
واشتكى من إعطاء الأولوية للركاب من الدرجة الأولى أثناء تحميل قوارب النجاة، وأشار إلى أن عدد القوارب لم يكن كافيا لأن المصمّمين فضّلوا الحفاظ على جماليّة سطح السفينة.
التحذير من مؤامرة البارود
تلقى الملك البريطاني لورد مونتيغل في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1605 رسالة تحمل بين طياتها تحذيرا لتجنب حضور الافتتاح الرسمي للبرلمان الإنجليزي، وتحثه على البقاء في منزله حفاظا على سلامته.
وقررت مجموعة من النبلاء الكاثوليك الساخطين بقيادة روبرت كاتسبي عام 1605 تفجير مقر البرلمان الإنجليزي في ظل حضور الملك واللوردات باستخدام براميل من البارود كانت مخبّأة في سراديب البرلمان.
وخططت هذه المجموعة لقيادة انتفاضة شعبية في ميدلاند، وذلك بخطف الأميرة إليزابيث ابنة الملك جيمس في كومب آبي بنية تنصيبها ملكة على عرش البلاد لاستعادة حقوق الكاثوليك، غير أن المؤامرة لم تفلح، وتم القبض على المتآمرين والحكم عليهم بالإعدام.
وكان الكاثوليك يعانون في عهد الملكة إليزابيث الأولى من الاضطهاد بسبب توجّههم الديني، ويُمنعون من ممارسة شعائرهم الدينية، وكانت تُفرض عليهم غرامات مجحفة وكانوا مهدّدين بالسجن.
رسائل جاك السفاح
تلقت وكالة الأنباء المركزية في لندن في 29 سبتمبر/أيلول 1888 رسالة يُزعم أنها من القاتل المتسلسل المعروف باسم "جاك السفاح" المتهم بارتكاب جرائم فظيعة كانت ضحاياها مومسات يقطن في منطقة وايت تشابل والمناطق المحيطة بها في لندن.
وسخر الكاتب في الرسالة من رجال الشرطة، وأكّد أن القاتل المطلوب في هذه القضايا هو رجل آخر يحمل اسم "ذو المئزر الجلدي"، معبّرا عن تباهيه بقدرته على تضليل الشرطة واستعداده لارتكاب المزيد من الجرائم، وقدم شرحا مفصلا لأحد عمليات التشويه التي سينفّذها.
طلب رفات نابليون
أرسلت الحكومة الفرنسية في مايو/أيار 1840 رسالة للحكومة البريطانية، طلبت فيها إعادة رفات نابليون بونابرت إلى الأراضي الفرنسية، بعدما توفي عام 1821 في جزيرة سانت هيلينا النائية في المحيط الأطلسي.
وظلت مسودة رسالة لورد بالمرستون، التي كانت ردا على طلب الفرنسيين "إعادة رفات نابليون بونابرت" من سانت هيلينا إلى فرنسا، محفوظة في سجلات وزارة الخارجية البريطانية.
وأرسلت الحكومة الفرنسية سفينة حربية إلى سانت هيلينا لإعادة رفات نابليون إلى فرنسا، وإعادة دفنه في ليزانفاليد في 15 ديسمبر/كانون الأول 1840.