[ قوة الزلزال بلغت 5.2 درجات وبعمق عشرة كيلومترات (رويترز) ]
تتواصل عمليات الإنقاذ بصعوبة في منطقة بشرق باكستان، بعد أن ضربها زلزال شدته 5.2 درجات أمس الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وأضرار مادية جسيمة.
وأعلنت السلطات الباكستانية اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 37 قتيلًا، وأكثر من خمسمئة جريح، حسب تلفزيون محلي.
وهطلت أمطار غزيرة في المنطقة الليلة الماضية، مما عقد تنقلات فرق الإنقاذ على الطرق التي أصبحت وحلية، وزادت الصعوبات التي يواجهها السكان، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأمطار في الأيام المقبلة.
وتجمع مئات الأشخاص الأربعاء للمشاركة في جنازة بالقرب من "ميربور"، المدينة الكبيرة في كشمير الباكستانية التي أغلقت فيها المدارس.
وقال محمد عزام، الذي يشارك في الجنازة، "إنه أشبه بيوم القيامة بالنسبة لنا". وأضاف "الأعزاء الذين رحلوا لن يعودوا أبدا".
وقال المسؤول في السلطة الوطنية لإدارة الكوارث الفريق محمد أفضل إن مئات المنازل تضررت، وبينها 136 منزلا دُمرت بالكامل.
وتحدثت وزيرة الإعلام فردوس عاشق أعوان عن خمسمئة جريح، مؤكدة أنه سيتم دفع تعويضات للناجين.
حالة طوارئ
وتدفق الضحايا على المستشفيات المحلية التي وضعت في حالة طوارئ.
وقال التلميذ علي بادشاش ميذ -الذي كان يعالج من كسر في ساقه- "هز دوي كبير المنطقة بأكملها، وانهار عليّ جدار، وعندما استعدت وعي وجدت نفسي على هذا السرير".
وفي قرية جاتلان المجاورة -التي منيت بخسائر كبيرة- كان السكان يبحثون بين الأنقاض عن أغراضهم، في حين دقق آخرون تشققات ظهرت على جدران منازلهم.
وقال عبد الله خان -الذي يعيش في جاتلان ودمر منزله بالكامل- "خسرت بيتي، خسرت كل شيء".
واشتكى شمريز "لا نملك حتى الخيام، ونحن مجبرون على البقاء في الخارج. كل الغذاء الذي كنا نملكه تلف"، مشيرا إلى تشققات كبيرة في جدران منزله.
وبالقرب من ميربور، دُمر عدد من الطرق وانتشرت حفر هائلة، وانقلبت آليات وأصيبت جسور وأعمدة بأضرار كبيرة.
وشاهد صحفيون عسكريين ينقلون خياما عديدة مرسلة إلى ضحايا الزلزال.
وأعلن الجيش الباكستاني أنه نشر كتيبة هندسية لإصلاحات فورية.
وقال شودري روخسار العضو في مجلس كشمير إن "خمسين ألف شخص على الأقل تضرروا، والبنى التحتية أصيبت بأضرار جسيمة". وأضاف أن التيار الكهربائي وشبكات الاتصال قُطعا في بعض المناطق.
مركز الزلزال
وحسب معهد الدراسات الجيولوجية الأميركي، فإن مركز الهزة الأرضية كان على بعد نحو عشرين كيلومترا إلى الشمال من مدينة جيلوم على الحدود بين ولاية البنجاب وكشمير الباكستانية، ووقعت على عمق عشرة كيلومترات.
وشعر سكان أكبر مدينتين في باكستان لاهور وإسلام آباد بالهزة الثلاثاء، وخرج عدد من سكانهما بسرعة من بيوتهم، وكذلك شعر سكان العاصمة الهندية نيودلهي بالزلزال.
يشار إلى أن باكستان تقع على الحدود بين الصفائح التكتونية للهند وأوراسيا، ولذلك تظل معرضة للزلازل.
وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2005، قُتل أكثر من 73 ألف شخص، وخسر نحو 3.5 ملايين آخرين بيوتهم بعد زلزال بلغت شدته 7.6 درجات ووقع على الحدود بين كشمير الباكستانية وولاية خيبر بختونخوا المجاورة.