عبرت مركبات عسكرية تركية مسلحة الحدود إلى سوريا يوم الأحد لبدء دوريات مشتركة مع قوات أمريكية بهدف إقامة ”منطقة آمنة“ في منطقة على الحدود تسيطر عليها قوات كردية.
وانضمت مركبات ترفع العلم التركي إلى أخرى في سوريا ترفع العلم الأمريكي على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية بالقرب من تل أبيض في سوريا. وشوهدت طائرتا هليكوبتر عسكريتان تحلقان فوق المنطقة لعدة ساعات قبل عودتها إلى تركيا.
ويمثل بدء تسيير الدوريات البرية، وهو ما نددت به دمشق، أحدث إشارة إلى التعاون بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي شرقي نهر الفرات حتى في ظل تساؤلات شائكة حول مساحة المنطقة الآمنة والإشراف عليها.
وتأكيدا لتراجع الثقة بين البلدين بسبب لعبهما أدوارا متناقضة خلال الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ ثماني سنوات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ”نتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة لكننا نرى في كل خطوة أن ما نريده وما يفكرون فيه ليس هو نفس الشيء“. وأضاف ”يبدو أن حليفنا يبحث عن منطقة آمنة للمنظمة الإرهابية وليس لنا. نرفض مثل هذا الموقف“.
وتهيمن وحدات حماية الشعب الكردية بالأساس على المنطقة الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات. والوحدات حليفة للولايات المتحدة لكن أنقرة تعتبرها جماعة إرهابية وتقول إن لها صلات بمسلحين أكراد في تركيا.
وبعد مفاوضات مكثفة، أقامت تركيا والولايات المتحدة مركزا مشتركا للعمليات لكنهما لم تتفقا حتى الآن على عمق المنطقة الآمنة ولا على هيكل القيادة للقوات التي ستعمل هناك.
وبدعم أمريكي طيلة السنوات الأربع الماضية، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهو ائتلاف جماعات بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية، من انتزاع السيطرة على أغلب شمال شرق سوريا من تنظيم الدولة الإسلامية.
* دمشق غاضبة
قالت قوة المهام المشتركة الأمريكية إن الدوريات المشتركة ”تظهر التزامنا المستمر بالعمل على تبديد المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا لكنها تسمح في الوقت ذاته للتحالف وشركائنا من قوات سوريا الديمقراطية بمواصلة التركيز على تحقيق هدف دحر (الدولة الإسلامية) نهائيا“.
وقالت الحكومة السورية يوم الأحد إن خطوة تسيير الدوريات انتهاك ”لسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية“ مشيرة إلى ما تعتبره محاولات تقوم بها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة لتقسيم سوريا، وهو ما تنفيه هذه الجماعة.
وفر الكثير من سكان المنطقة، التي يغلب على سكانها العرب ومن المتوقع أن تقام فيها المنطقة الآمنة وتشمل تل أبيض ورأس العين وقرى عربية أخرى، إلى تركيا خشية انتقام وحدات حماية الشعب الكردية منهم بناء على اتهامات بأنهم على صلة بالدولة الإسلامية.
ويتهم قادة عشائر وجماعات حقوقية الفصائل الكردية بمنع كثيرين من العرب من العودة إلى منازلهم التي تعرض بعضها للمصادرة والدمار، وتنفي وحدات حماية الشعب ذلك بشدة أيضا.
ويقول قادة أكراد إنهم تعرضوا للتمييز من جانب العرب منذ زمن طويل.
وقال الشيخ مضر الأسعد، وهو أحد الشخصيات العشائرية المعارضة لوجود الفصائل الكردية ويعيش في تركيا، إنه يتوقع أن يعود عشرات الآلاف من العرب النازحين إلى منازلهم بمجرد إقامة المنطقة الآمنة.
وأضاف ”مجرد وجود القوات التركية يرفع الآمال بعودة عشرات الآلاف من العرب الذين هُجّروا قسريا من قراهم و بلداتهم“.