[ أردوغان وترامب ]
يزدحم جدول لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب في العاصمة الفرنسية باريس بالعناوين الساخنة التي حقق البلدان تقاربا في بعضها، وما زال البعض الآخر شائكا ويتطلب الكثير من المعالجات.
لكن ملف الصحفي السعودي جمال خاشقجي -الذي قتل في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي- يبدو على رأس الأولويات في قضايا النقاش.
وتوجه أردوغان السبت إلى باريس لحضور احتفالات الذكرى المئوية لانتهاء الحرب الكونية الأولى، وينتظر أن يقابل على هامشها عددا من قادة العالم أبرزهم الرئيس الأميركي ونظيراه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون.
وخلال العام الجاري، سبق لأردوغان وترامب أن التقيا بقمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل يوم 11 يوليو/تموز وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
ملف خاشقجي
اللقاء مؤهل للخروج بقرارات هامة بشأن هذا الملف من جانب ترامب تجاه المملكة السعودية وفقا لعدد من المراقبين للأسباب التالية:
- سبق للرئيس الأميركي أن صرح بأنه سيتخذ "قرارا قويا" بعد إطلاعه على كافة المعلومات، وقد فهم منه أن ترامب يريد ترحيل الملف لما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، حيث سعى لعدم الإخلال بتوازنات حزبه فيها عبر الإضرار بشريك أقرب لصفة "الممول" هو السعودية.
- يمتلك أردوغان ورقة المعلومات التي يمكنه توظيفها في الضغط على ترامب بعدما ثبتت صحة أقواله بأن خاشقجي لم يغادر القنصلية وأنه لا يوجد متعهد محلي تسلم جثته.
- تشهد العلاقات التركية الأميركية انفراجات متسارعة قد تقتضي من ترامب أن يظهر تفهما أكبر لحرص أردوغان على الحقيقة الكاملة وتحمل السعوديين للمسؤولية عن الجريمة التي ارتكبوها على أرض بلاده.
- المجتمع الدولي يزداد عزوفا عن الرياض وابتعادا عنها، وسط إلغاء العديد من الصفقات والمشاريع الخارجية التي تزيد من عزلة المملكة.
- المطالب التركية تُحيد السعودية كدولة وتركز على المسؤولين عن الجريمة بعدما باتت مطالب أنقرة تتلخص في الإجابة عن "ماذا جرى لخاشقجي؟ وما هي عقوبة من قتله وفقا للقوانين الدولية؟".
- اعتراف الرياض بالجريمة بروايات مختلفة يضعف قدرة ترامب على المناورة في الدفاع عنها.
الأولويات:
- وفقا للكاتب والإعلامي التركي أورهان صالي، فإن أهم ما سيناقشه الرئيسان هو "الخطوات المقبلة" سواء كانت ستتخذها السعودية أو المنظمات الدولية ومنها المحاكم الدولية.
- لكن هناك تحديا مهما أمام أردوغان وهو أن ترامب يريد المزيد من الأموال من الرياض من بوابة بيع الأسلحة وغيرها من الاستثمارات.
- قدرة الرئيس الأميركي تتضاءل في الدفاع عن السعودية بعدما أصبحت القضية متعلقة بجريمة دولية.
أوجه التحسن بعلاقات البلدين:
- هناك مناورات عسكرية مشتركة في منبج.
- واشنطن عرضت مكافآت على من يقودها لمعلومات عن قادة مهمين من حزب العمال الكردستاني.
- رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن تركيا.
- واشنطن قدمت لأنقرة استثناءات من العقوبات على إيران.
- أنقرة أفرجت عن القس الأميركي أندرو برونسون.
أوجه الخلاف:
- تركيا تعارض العقوبات الأميركية على إيران.
- واشنطن ترفض تسليم فتح الله غولن لأنقرة.
- الولايات المتحدة تتمسك بتحالفها مع امتدادات حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق.
- أميركا لم تطلق سراح رئيس بنك "خلق" التركي.
المباحثات التركية الأميركية تتناول طبيعة الرد على السعودية (رويترز)
ماذا قالت الصحافة التركية؟
صحيفة آكشام:
اللقاء سيتناول قضية خاشقجي بعد أن أطلقت تركيا سراح القس الأميركي.
صحيفة يني شفق:
هناك إشارات لعهد جديد أكثر سلاسة بالعلاقات التركية الأميركية بعد فترة هي الأكثر توترا بينهما، ويظهر في إطلاق برونسون الذي كان محتجزا لدى أنقرة على ذمة قضيتي تجسس وإرهاب، والإشارات الإيجابية الواردة من واشنطن حول قضية رئيس بنك "خلق" التركي محمد هاكان أتيلا المحتجز لدى الولايات المتحدة بتهمة التحايل على العقوبات المفروضة على إيران.
ملف أحمر على طاولة لقاء باريس، وأردوغان سيناقش حتما مع ترامب اعتراض تركيا على العقوبات ضد إيران رغم استثناء أنقرة منها، وسيكون على طاولة اللقاء ملف جماعة الخدمة التي يقودها غولن المقيم بالولايات المتحدة، وكذلك منبج السورية وعموم منطقة شرق الفرات وعلاقات واشنطن بوحدات الحماية الشعبية وقوات سورية الديمقراطية الكردية.
موقع خبر سول:
اللقاء سيركز على إطلاق رئيس بنك "خلق" الذي طلب أردوغان من نظيره الأميركي الإفراج عنه في اتصالهما الأخير مطلع الشهر الجاري.