في الوقت الذي يجوب فيه قادة الاحتلال الإسرائيلي العديد من الدول العربية، تقوم الطائرات الحربية الإسرائيلية بقتل الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين تحاول "تل أبيب" الهروب من جريمتها عبر التستر خلف روايات "كاذبة".
"دم الطفولة"
واستهدفت طائرة حربية إسرائيلية مساء الأحد، مجموعة من الأطفال الفلسطينيين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال هم؛ الطفل خالد بسام محمود أبو سعيد (14 عاما)، والطفل عبد الحميد عبد العزيز أبو ظاهر (13 عاما)، والطفل محمد إبراهيم عبدالله السطري (13 عاما).
كما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن "طائرة عسكرية أغارت على خلية مكونة من ثلاثة مخربين على السياج الأمني"، زاعما أنهم "حاولوا العبث بالسياج، وكما يبدو زرع عبوة ناسفة جنوب القطاع".
وفي تعليقه على "اغتيال" قوات الاحتلال للأطفال الثلاثة، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، صلاح البردويل، "الإعلام الصهيوني - كالعادة - يسارع بروايته التي تقول: إنهم إرهابيون كانوا يزرعون الألغام على الحدود كي لا تعبرها الدبابات الصائلة".
وأضاف في منشور له على "فيسبوك": "ترى نصدقه أم نصدق دم الطفولة النازف الذي كان يبحث في ركام الموت عن بارقة أمل، بينما ذوو القربى سادرون في تجويعهم له و تطبيعهم مع قاتليه".
وبشأن تستر الاحتلال خلف روايات "مضللة وكاذبة"، أوضح الخبير الإعلامي محسن الإفرنجي، أن "صور الأطفال الثلاثة الدامية، الذين قتلهم الاحتلال بدم بارد، أصدق أنباء من رواياتهم الكاذبة التي يصدرونها عبر الإعلام في محاولة لتمريرها؛ سواء أنهم تارة يحاولون زرع ألغام أو يقتربون من السياج أو غير ذلك".
"دعاية حمراء"
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أنه "لا مبرر للقتل سوى أنهم يقتلون بلا عقاب ولا رادع، ويتجولون في عواصم العالم العربي بكل عنجهية وغطرسة، ليغسلوا أيديهم من دماء شهدائنا هناك".
وحول كيفية مواجهة روايات الاحتلال "الكاذبة"، قال الإفرنجي: "قرأنا ودرسنا الدعاية البيضاء والسوداء والرمادية، لكن الاحتلال اخترع دعاية من نوع جديد يمكن أن أسميها "الدعاية الحمراء"، المغلفة بأياد بيضاء تصافح عاصمة عربية هنا وترتمي في أحضان أخرى، وتتحدث عن السلام بناعم الكلام وتجيد لغة القتل على أنغام السلام"، مؤكدا أن الاحتلال يعمل على "توظيف جرائم القتل البشعة ضد الإنسانية لمصالح سياسية قذرة".
ورأى أن "المواجهة الأساسية تكون بالحقيقة والمعلومة الصادقة والتحقق، وعدم الاعتماد على المصادر الإسرائيلية التي استباحت الكثير من وسائل إعلامنا".
ونوه الخبير الإعلامي إلى أن "الاحتلال يمارس دعايته علينا بكل سهولة، طالما نردد رواياته الكاذبة والمزعومة حتى لو عدنا لتصحيحها أو نفيها"، مشددا على أن "الوعي والتحقق والمسؤولية المهنية والوطنية والأخلاقية، مهمة ودعائم أساسية في مواجهتنا مع الاحتلال ورواياته الكاذبة".
"جريمة جديدة"
من جانبه، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف؛ أنها "دليل جديد وحلقة جديدة من تعمد الاحتلال قتل المدنيين؛ سواء أكانوا أطفالا أو نساء أو شيوخا، وأيا كانت طبيعة أعمالهم؛ صحفيين، رجال إسعاف، فجميعهم لم يشكلوا خطرا عليه".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذه الجريمة الجديدة ضد الإنسانية تستوجب كسر حالة الصمت من الدول والمؤسسات الدولية المختلفة كافة، من أجل وضع حد لتغول قوات الاحتلال على الدم الفلسطيني".
وحول مزاعم الاحتلال، أنه قتل هؤلاء الأطفال لقيامهم "على ما يبدو بزرع عبوة"، قال معروف: "قوات الاحتلال تمتلك أكثر التجهيزات تقدما، وتستطيع التمييز جيدا وفي مختلف الأوقات، وما قامت به هو قتل متعمد لأطفال"، مؤكدا أن "دماء هؤلاء الشهداء الأطفال، تدحض روايته المفبركة".
يذكر أن جريمة مقتل الأطفال الثلاثة على يد قوات الاحتلال، تأتي في ظل استضافة العاصمة الإمارتية أبو ظبي، مجموعة من اللاعبين الإسرائيليين، حيث قامت بعزف النشيد الإسرائيلي، وسبقها استضافة الدوحة لفريق رياضي آخر، واستقبال عُمان لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما تأتي الجريمة الإسرائيلية، بالتزامن مع تهديد وتوعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، باتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة وحركة "حماس".