قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، يوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب "يكذب على الشعب"، معتبراً أن "الشعب الأميركي أكثر ذكاء من هذا الرئيس بكثير".
وجاء كلام كيري في كلمة خلال مشاركته في القمة العالمية للعمل المناخي، في مدينة سان فرانسيسكو، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً كبيرة لإقناع دول ذات تأثير كبير على المناخ، مثل الصين، بالانضمام إلى اتفاق باريس، المبرم في عام 2015، بخصوص مكافحة التغير المناخي، قبل أن يصف انسحاب واشنطن في عهد ترامب من الاتفاق بـ"الخطأ الكبير"، وفق ما نقلت "الأناضول".
وأضاف "كل مشكلة نواجهها حالياً في تغير المناخ والاحتباس الحراري قابلة للحل.. لا أريد أن أكون متشائماً، إلا أن هناك رئيساً ليس لديه أي معلومة حول هذا الموضوع، يكذب على الشعب الأميركي"، مضيفاً أن "الشعب الأميركي أكثر ذكاء من هذا الرئيس بكثير".
وتابع "جميعنا نعيش في نظام بيئي واحد، لكن أعتقد أن الرئيس لا يعي ذلك".
وفي سياق آخر، أثار كيري غضب الرئيس ترامب، حين أقرّ هذا الأسبوع بأنه استمرّ في لقاء وزير الخارجية الإيراني.
وكتب الرئيس الأميركي على "تويتر"، ليل الخميس/ الجمعة، أن "جون كيري أجرى لقاءات غير قانونية مع النظام الإيراني المعادي، هذا لن يؤدي سوى إلى تقويض عملنا الجيد على حساب الشعب الأميركي"، مضيفاً "لقد طلب منهم (كيري) الانتظار حتى نهاية إدارة ترامب، هذا سيئ"، ملمحاً إلى أن هذه الاجتماعات عقدت من دون معرفة الدبلوماسية الأميركية.
من جهته، وجّه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الجمعة، انتقادات حادّة إلى سلفه كيري، بسبب لقائه مسؤولين إيرانيين في "محادثات عبر قنوات خلفية"، واتهمه بـ"محاولة تقويض سياسة" إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال طهران.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي "ما فعله الوزير كيري غير لائق وغير مسبوق... ما كان يجب عليه أن يشارك في هذا النوع من السلوك. الأمر لا يتسق مع طبيعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة كما أمر بها هذا الرئيس. الأمر تخطى كونه غير لائق"، بحسب "رويترز".
وفي إطار حملته للترويج لمذكراته، أقرّ كيري، الذي كان وزيراً للخارجية إبان ولاية الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وتولّى التفاوض في شأن الاتفاق النووي مع إيران الذي وقّع في عام 2015، وصولاً إلى إقامة علاقة شخصية مع نظيره الإيراني، بأنه التقى جواد ظريف "ثلاث أو أربع مرات"، منذ مغادرته الحكومة وتولّي ترامب الرئاسة.
وسرعان ما اعتبر المعلقون المحافظون أن ما قام به كيري هو بمثابة "خيانة"، حتى إن بعضهم رأى أنه يستحقّ "السجن".
وخلال جلسة استماع برلمانية يوم الخميس، سئلت مساعدة وزير الخارجية، مانيشا سينغ، عن هذا الأمر، فاعتبرت أنه "من المحزن أن يحاول أشخاص من الإدارة السابقة تقويض التقدّم الذي نحاول إحرازه". وأضافت "إذا تأكد حصول هذه اللقاءات، فإنها غير ملائمة".
بدورها، سخرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، من كيري الذي يجول على وسائل الإعلام "للتباهي بأنه عقد اجتماعات مع الحكومة الإيرانية". وأضافت أمام الصحافيين "اطلعت أيضاً على معلومات مفادها بأنه يقدّم نصائح إلى الحكومة الإيرانية. إن أفضل نصيحة يمكن أن يسديها لها هي وقف دعم المجموعات الإرهابية في أنحاء العالم"، وفق "فرانس برس".