[ الكتاب يستوحي عنوانه من تصريح ترامب "القوة الحقيقية: الخوف ]
"الخوف: ترامب في البيت الأبيض" عنوان كتاب جديد، من المقرر أن يصدر في سبتمبر/أيلول المقبل، يعرض تفاصيل "الخلل الوظيفي" للبيت الأبيض بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الثلاثاء.
وذكرت الصحيفة، في تقرير، أنّ دار نشر "سايمون آند شوستر" أعلنت، في بيان، تلّقت "واشنطن بوست"، نسخة منه، أنّها ستنشر كتاب "الخوف: ترامب في البيت الأبيض" في 11 سبتمبر/أيلول المقبل، من تأليف الصحافي المخضرم بوب وودوارد الذي اشتهر بعد نشره سلسلة تقارير ساهمت في كشف "فضيحة ووترغيت" إبان فترة إدارة الرئيس السابق ريتشارد نيسكون.
في كتابه، وهو التاسع عشر له، يكشف وودوارد، الصحافي والمؤلف البالغ من العمر 75 عاماً، "تفاصيل غير مسبوقة عن الحياة داخل البيت الأبيض للرئيس دونالد ترامب، وعلى وجه التحديد كيف يتخذ قرارات بشأن السياسات الخارجية والداخلية الرئيسية"، حسبما جاء في البيان.
الغموض الذي يحاول الكتاب كشفه، يعكسه غلافه المبهم، وهو عبارة عن صورة مقربة لوجه ترامب يغطيها توشيح أحمر اللون.
الكتاب الذي بقي طي الكتمان خلاله إعداده على مدى 19 شهراً، يستوحي عنوانه من تصريحات ارتجالية أدلى بها ترامب حينما كان لا يزال مرشحاً، في مقابلة مع وودوارد، والمراسل السياسي لـ"واشنطن بوست" روبرت كوستا، في إبريل/نيسان 2016.
آنذاك، سأل كوستا ترامب ما إذا كان يتفق مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في تصريحه لمجلة "أتلانتيك"، عندما قال إنّ "القوة الحقيقية تعني أنّه يمكنك الحصول على ما تريد دون الاضطرار إلى ممارسة العنف".
في البداية، بدا ترامب موافقاً، قائلاً: "حسناً، أعتقد أنّ هناك حقيقة معينة لذلك... القوة الحقيقية هي من خلال الاحترام". غير أنّه أضاف بعد ذلك لمسته الشخصية قائلاً: "القوة الحقيقية، لا أريد حتى استخدام الكلمة هي: الخوف".
وقد وصف وودوارد، الذي رفض التعليق على تقرير الصحيفة، بشكل غير معلن سابقاً، تصريح ترامب بأنّه "جانب شكسبيري تقريباً".
ويُعتبر وودوارد، المحرر المساعد في صحيفة "واشنطن بوست"، "أحد المتجذرين بعمق في النسيج الثقافي للصحافة الأميركية"، وفق تقرير الصحيفة ذاتها.
يُعرف وودوارد، بفوزه بجائزة "بوليتزر" عن تقريره لصحيفة "واشنطن بوست"، مع كارل بيرنشتاين، حول الاحتيالات والإساءات التي ارتكبها الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينيات، وعُرفت بـ"فضيحة ووترغيت"، وأدت في النهاية إلى استقالة الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة.
تم تخليد عمل الصحافيين، في فيلم "كل رجال الرئيس"، الذي لعب فيه الممثل روبرت ريدفورد، دور وودوارد، وداستن هوفمان دور برنشتاين.
من جهته، ظهر برنشتاين بشكل منتظم، أخيراً، على شاشات التلفزيون الأميركية، بعد أن شارك في كتابة "سكووب" لشبكة "سي إن إن"، كشف أنّ محامي ترامب مايكل كوهين على استعداد للإدلاء بشهادته بأنّ ترامب كان على علم باجتماع "سيئ الصيت" بين نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور والروس، عرض خلاله معلومات تضر بالمنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
في أحدث أعماله، "آخر رجال الرئيس"، قام وودوارد بتأريخ قصة ألكسندر بترفيلد، مساعد نيكسون الذي كشف وجود نظام تنصت داخل المكتب البيضاوي. ولكن في كتابه الجديد "الخوف"، سيعود وودوارد إلى هذا النوع من التقصي الذي اشتهر به خلال مسيرته الطويلة، ألا وهو التقارير عن السلطة والرئاسة الأميركية في وقتها الفعلي.
في أعماله السابقة عن الرؤساء الأميركيين، بما في ذلك كتبه عن جورج دبليو بوش، وأوباما، كان وودوارد يميل إلى التركيز في المقام الأول على قرارات فردية هامة، مثل ما إذا كان يجب الانخراط في حروب خارجية، بينما من المتوقع أن يشكّل كتابه "الخوف" فحصاً أوسع نطاقاً للرئاسة ككل.
يعتمد كتاب وودوارد الجديد، بحسب ما تذكر "واشنطن بوست"، على السمات المميزة لنهجه في إعداد التقارير الاستقصائية، وسحب التفاصيل من "مقابلات لمئات الساعات مع مصادر مباشرة، ومذكرات الاجتماعات المتزامنة، والملفات، والمستندات، ومذكرات اليوميات الشخصية"، وفقًا لناشره.
كما يسلّط كتاب "الخوف"، الضوء على "المناظرات المتفجرة" التي تقود صنع القرار في المكتب البيضاوي، وغرفة تقييم الحالة، وطائرة الرئاسة الأولى، ومقر البيت الأبيض.
أثناء العمل على الكتاب، اعتمد وودوارد على ظهور أقل من المعتاد، على الشبكات الأميركية، محاولاً البقاء بعيداً من الرأي العام. وبدلاً من ذلك، أخبر المؤلف أصدقاءه، بأنّه عاد إلى بعض "الحركات" المعروفة عنه أيام الشباب.
وسينضم "الخوف" إلى سيل الكتب التي ركّزت على رئاسة ترامب، أو القضايا المتعلّقة بولايته في المنصب، وأولئك الذين تصدروا عناوين الأخبار، مثل كتاب المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" جيمس كومي "ولاء أعلى"، و"نار وغضب: داخل البيت الأبيض لترامب" لمؤلفه مايكل وولف، والكتاب الذي صدر أخيراً للسكرتير الصحافي السابق لترامب شون سبايسر "الإحاطة: السياسة، الصحافة والرئيس".
ووصف جوناثان كارب رئيس دار النشر "سيمون آند شوستر"، كتاب "الخوف"، بأنّه "الصورة الأكثر حدة واختراقاً لرئيس خلال ولايته، ويتم نشره خلال السنوات الأولى للإدارة".