[ ستستأنف إثيوبيا استخدام ميناء إريتريا ]
قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الأحد، بعد محادثات استمرت يوما مع الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إن البلدين اتفقا على إعادة فتح سفارة كل منهما في عاصمة الأخرى.
وقال آبي، في تصريحات بثتها قنوات التلفزيون الرسمي في كلا البلدين: "بعد النقاش، اتفقنا على إعادة فتح سفارتينا".
وبثت القنوات التلفزيونية صورا للزعيمين خلال عشاء رسمي أقامة أفورقي وشوهد فيه الزعيمان يتحادثان.
وأضاف رئيس الوزاء الإثيوبي أن بلاده التي ليست لها منافذ بحرية ستبدأ في استخدام ميناء إريتريا. وتابع: "ستستأنف إثيوبيا استخدام ميناء إريتريا".
والاجتماع هو الأول من نوعه خلال عشرين عاما بين زعيمي البلدين.
في السياق، قال مسؤول إثيوبي، الأحد، إن الاتصالات الهاتفية الدولية المباشرة بين إثيوبيا وإريتريا استُعيدت اليوم، "للمرة الأولى بعد عقدين".
وكتب رئيس مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي ذلك في بيان نشره على "تويتر"، بعد عقد قمة بين أبي أحمد وأسياس أفورقي.
وكان رئيس وزراء إثيوبيا قد وصل اليوم إلى العاصمة الإريترية أسمرة، في زيارة تاريخية، كونها الأولى منذ قرابة عقدين.
وبحسب التلفزيون الإريتري، كان في استقبال أحمد في مطار أسمرة، الرئيس أسياس أفورقي، وسط حضور شعبي حافل، امتد على جنبات الشوارع المؤدية إلى المطار.
ويرافق أحمد في الزيارة التي لم تحدد مدتها، وفد رفيع المستوى، وتأتي في إطار الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات، وإجراء محادثات سلام بين البلدين، بعد قطيعة امتدت إلى أكثر من 17 عاماً.
وفي 27 يونيو/حزيران الماضي، أعلن وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جبيو، أنّ رئيس وزراء بلاده "سيلتقي في أقرب وقت"، رئيس إريتريا.
وجاء إعلان جبيو في ختام زيارة وفد إريتري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية عثمان صالح، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
واستقلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1993 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود، لكنّ صراعاً حدودياً حول بلدة بادمي اندلع مجدداً بينهما عام 1998، حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية منذ ذلك الحين.
وشهدت الجزائر، في ديسمبر/كانون الأول 2000، توقيع اتفاقية سلام بين البلدين، أنهت الحرب الحدودية.
والشهر الماضي، أعلنت إثيوبيا التزامها بتنفيذ كامل الاتفاقية وترسيم الحدود مع إريتريا.
ويسعى البلدان إلى إنهاء حرب اندلعت منذ عام 1998 إلى عام 2000.
وشبّه بعضهم هذا النزاع بالحرب العالمية الأولى، مع إجبار دفعات من المجندين على السير عبر حقول ألغام نحو خنادق إريترية، حيث حصدتهم نيران الرشاشات الآلية.
ومن المعتقد أنّ ما يصل إلى 80 ألفاً سقطوا قتلى في هذه الحرب. وحتى بعد انتهاء الحرب، بقيت التحصينات العسكرية على الحدود المتنازع عليها، بخاصة عند بلدة بادمي التي أفاد تحكيم دولي في 2002 بأنّها جزء من إريتريا.
ومنذ ذلك الحين، تجاهلت أديس أبابا الحكم، ورفضت سحب القوات أو المسؤولين، ما أثار غضب أسمرة.
لكن أحمد (41 عاماً) الذي تولّى رئاسة الوزراء في مارس/آذار الماضي فاجأ الإثيوبيين، الشهر الماضي، بقوله إنّ أديس أبابا ستحترم جميع شروط التسوية بين البلدين، ملمّحاً إلى استعداده للتنازل عن بادمي.