[ من أكبر أكاذيب ترامب أن عشرات الآلاف اصطفوا بالشوارع للسلام عليه بعد عودته من فيتنام ]
ما انفك الرئيس الأميركي المنحدر من الحزب الجمهوري دونالد ترامب يلقي بالتصريحات تلو الأخرى ويطلق التغريدات تباعا، وكثيرا ما يلقي من خلالها باللائمة على الآخرين كوسائل الإعلام أو الديمقراطيين أو غيرهم، لدرجة أن بعض الجهات ذهبت إلى حد نعته بأوصاف شتى، حتى أن كاتبا أميركيا قال إن ترامب ليس مجرد كذاب بل إنه مجنون.
في هذا الإطار، يشير الكاتب دانا ميلبانك إلى يوم الذكرى (ميموريال داي) في الولايات المتحدة الذي يوافق الاثنين الأخير من مايو/أيار والذي يحتفي فيه الأميركيون بالمحاربين القدامى ويحيون ذكرى أرواح الجنود الذين قضوا في الحروب التي تخوضها البلاد.
بيد أن الكاتب يقول -في مقاله التحليلي في صحيفة واشنطن بوست- إن هذا اليوم كان حافلا بحجم كبير من الهراء والكلام الفارغ الذي يتدفق من لدن ساكن البيت الأبيض في أوقات شتى.
ويوضح أن الرئيس سبق أن وصف صحيفة نيويورك تايمز "بالفشل والفساد" بدعوى أنها نقلت عن مسؤول كبير بالبيت الأبيض، لكن ترامب يقول إن هذه الشخصية "لا وجود لها". كما نبه الرئيس نيويورك تايمز إلى ضرورة استخدام أسماء أشخاص حقيقيين وليس "مصادر زائفة".
لكن الكاتب يقول إنه تبين أن هذا المصدر مسؤول كبير كان قد تحدث بالفعل خلال إيجاز رتبه مساعدو ترامب داخل البيت الأبيض، وأنه تحدث أمام عشرات الصحفيين.
ويشير أيضا إلى انتقاد ترامب للمحقق الخاص روبرت مولر وغضبه الذي أطلقه بتغريدة في مارس/آذار الماضي عندما تساءل: لماذا يضم فريق مولر 13 ديمقراطيا متشددين بعضهم من كبار داعمي هيلاري كلينتون ولا أحد فيها من الجمهوريين؟
بيد أن الكاتب يتساءل ما إذا كان ترامب قد نسي أن مولر نفسه جمهوري، وأن من عينه أيضا جمهوري وهو وزير العدل جيف سيشنز الذي اختاره (الجمهوري) ترامب نفسه.
ويضيف أن الرئيس أيضا دعا إلى الضغط على الديمقراطيين لإنهاء القانون الرهيب الذي يفصل الأطفال عن الوالدين عندما يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة.
لكن الكاتب يقول إنه لا وجود لمثل هذا القانون، مضيفا أن المدعي العام جيف سيشنز اعترف بأن ما يتعلق بالانفصال الأسري ما هو إلا نتيجة حتمية لسياسة عدم التسامح أو "زيرو توليرانس" التي يتبعها ترامب نفسه.
معاناة ومشاعر
ويمضي المقال بسرد الكثير من الوقائع المتعلقة بتصريحات ترامب وتغريداته التي شكل الكثير منها تناقضا غريبا، لدرجة أنه يصف الرئيس بأنه يعاني مما يشبه الجنون أكثر من كونه يطلق الكلام جزافا أو على شكل أكاذيب.
ويشير إلى الملابسات التي أحاطت بادعاء ترامب بشأن الحرب على العراق حيث سبق أن عارضها، لكنه تورط فيها من جديد، كما يشير الكاتب إلى ادعائه بأن يوم مراسم تنصيبه الماطر كان "مشمسا" ويتساءل إزاء مدى قدرة ترامب على إقناع نفسه بأن كل ما يقوله في أي مناسبة يعتبر صحيحا.
ويقول الكاتب إنه سبق لترامب أن صرح بأن صافي ثروته يتقلب ويرتفع وينخفض مع الأسواق والمواقف والمشاعر وحتى مع مشاعره الخاصة، مضيفا أن المتوسط اليومي لعدد أكاذيب ترامب آخذ في التزايد منذ توليه منصبه.
ويختتم بأن روايات ترامب تعبر في كثير من الأحيان عن هراء عديم القيمة، وأن المضي قدما بالقول إنه يكذب لا يعبر عن التشخيص الدقيق، فالذي يعانيه ترامب يعتبر أعراضا للجنون أكثر من كونها مجرد كذب وأكاذيب.