قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن مسؤولين إسرائيليين يشعرون بقلق متزايد إزاء احتمال عدم قدرة نظام عبدالفتاح السيسي على البقاء لفترة طويلة في ضوء المكاسب التي حققها الإسلاميون خلال تمردهم.
 
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن وكالة «بلومبرج» نقلت عن نائب جمهوري أميركي سابق قوله يوم الجمعة الماضي: إن شخصيات في الحكومة الإسرائيلية بدؤوا يتساءلون عما إذا كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، يمكنه التغلب على التهديدات التي يتعرض لها حكمه من قبل مسلحين ألهمهم تنظيم «الدولة الإسلامية».
 
وقالت الصحيفة إن صناعة السياحة في مصر- التي تشكل مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة لدولة كبيرة تعاني من ضائقة مالية - من المتوقع أنها تلقت ضربة أكبر في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء السبت، والذي أسفر عن مصرع 224 راكبا كانوا على متنها، فيما تقول الاستخبارات الغربية إنه ربما كان بسبب قنبلة زرعها إرهابيون.
 
وقال فين ويبر، العضو الجمهوري السابق في الكونجرس لبلومبرج: «هناك كثير من الناس في إسرائيل وغيرها لا يعتقدون أن السيسي سوف يصمد خلال فترة ولايته».
 
ويبر هو الرئيس المشارك الحالي لفريق العمل المعني بسياسة مصر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز بحثي أصدر تقريرا شارك ويبر في إعداده ويشير فيه إلى أن فريقه التقى عددا من محللي الدفاع والأمن المحللين الإسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة.
ووفقا للتقرير، رسم المحاورون صورة قاتمة لموقف السيسي الحالي في القاهرة.
 
وقال ويبر لبلومبرج: «السيسي معرض لتهديد مستمر بالقتل. كثير من الناس يقولون نحن لسنا متأكدين أين ينام كل ليلة، وأنا أعتقد أن هناك علامة استفهام في أذهان الإسرائيليين حول ما إذا كانت حكومته تستطيع أن تنجح».
 
وأشارت الصحيفة إلى أن تمردا مقره في سيناء شنته جماعة مصرية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» قتل مئات من جنود الجيش والشرطة. وفي الأشهر الأخيرة، اتسع التمرد ليشمل أهدافاً غربية في مصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن حركة التمرد الإسلامية زادت وتيرتها بعد قيام الجيش المصري، تحت قيادة السيسي، بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي في منتصف عام 2013.
 
ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وله وجود في ليبيا ويدعم متشددين في مصر يسعون للإطاحة بحكومة القاهرة.
 
ووصف السيسي التشدد الإسلامي بأنه تهديد وجودي لمصر، الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان والحليف الوثيق للولايات المتحدة.
الرئيس المشارك لويبر في فرقة العمل، جريج كريج، قال لبلومبرج: «في حين أن التعاون الأمني المصري الإسرائيلي في سيناء لم يكن أبداً في وضع أفضل من ذلك -خاصة منذ الهجوم العسكري الإسرائيلي عام 2014 ضد حماس في قطاع غزة– إلا أن الحكومة الإسرائيلية أعطت الجنرال السابق درجات ضعيفة، في الطريقة التي اتبعها لسحق التمرد الإسلامي».
 
وأضاف كريج، وهو مسؤول سابق في إدارة أوباما: «أمضينا بعض الوقت مع أشخاص في الأمن القومي الإسرائيلي. واحد من أذكى الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي من ناحية القدرة التحليلية، كان يتحدث عن الميل المصري للقيام بكل الأشياء الخاطئة عندما يتعلق الأمر بمكافحة التمرد».
 
وبحسب تقارير، اعترف السيسي بأن الإسلاميين حاولوا اغتياله في مناسبتين على الأقل، رغم ذلك، هناك قلق الآن من أن الرئيس المصري لديه أعداء داخل صفوف الجيش.
 
في أغسطس الماضي، حكم على 26 من رجال الأمن المصريين بالسجن من قبل محكمة عسكرية بتهمة التآمر لقلب نظام السيسي.