[ ترمب يلقي خطابا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا - رويترز ]
ربما يُستخدم الفعل قاد أو يقود عادة للتعبير عن السير إلى الأمام، لكن الأمر قد يبدو مختلفا عند الحديث عن نهج القيادات لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة على المستوى الدولي، فالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان موصوفا بأنه ينظر إلى القيادة بوصفها عملا جماعيا وتحفيزا للآخرين على المضي قدما إلى الأمام، بينما يصر بعض النقاد على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقود العالم إلى الوراء.
لكن لماذا إصرار هؤلاء النقاد على هذا الوصف؟ وما الذي يفعله ترمب حتى يشير الكاتب نيكولاس كريستوف إلى أنه يتسبب للولايات المتحدة والعالم في التراجع؟
ففي مقالة نشرتها له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، يقول كريستوف -ساخرا على ما يبدو- إن ترمب الذي شارك قادة العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية قبل أيام، لم يصف أي بلاد في هذه المناسبة بأنها "بؤرة قذرة" ولم يهدد أي أمة أخرى "بالتدمير الكامل"، بل إنه لم يتفاخر هذه المرة بأن "زره النووي" هو "أكبر" من أزرار آخرين.
ويمضي كريستوف ليشير إلى أن هذه المناسبة التي عقدت الأسبوع الماضي كشفت عن مدى حاجة العالم لقيادة أميركية، وعن مدى عجز ترمب عن أن يكون قائدا إلا في الاتجاه الخاطئ، فهو يعيد العالم حقا إلى الوراء.
والنتيجة أن هناك الآن فراغا عالميا للقيادة العملية والأخلاقية، وما أكثر التحديات على المستوى العالمي بدءا من كوريا الشمالية إلى اليمن، ومن المناخ إلى اللاجئين، بالإضافة إلى الفظائع في ميانمار التي ربما ترقى إلى كونها تشكل إبادة جماعية.
ثم إن جنوب السودان آخذة في الانهيار، وأما في سوريا فإن 16 مستشفى أو عيادة طبية قد تعرضت للقصف منذ عيد الميلاد الماضي، بينما بالكاد تحرّك في العالم ساكنا.
بل إن الكاتب يرى أن ترمب يعتبر هدية لطغاة العالم بطريقتين هامتين، فهو عادة لا يقوم بالوقوف في وجوههم أو مجابهتهم، كما أن تغريداته وحالات غضبه ما انفكت تخنق القضايا الهامة الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وفي حين تمضي الولايات المتحدة في الطريق إلى المزيد من التراجع، فإنه لا يوجد من يمكنه ملء هذا الفراغ.
وأشار الكاتب للعديد من القرارات التي اتخذها ترمب في إطار السياسة الخارجية، والتي يشكل بعضها انتكاسات، والتي من بينها تهديداته المتواصلة لكوريا الشمالية وانسحابه من بعض الاتفاقات الدولية الحيوية.
وأما وعده بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فإنه تسبب في جعل الحال في هذا السياق تتحول إلى ما هو أسوأ.