[ علم أمريكا ]
لم تكن تركيا هي أول دولة تحذر رعاياها من السفر للولايات المتحدة الأمريكية، فقد سبقها دول كثيرة خلال الأعوام القليلة الماضية ولأسباب متعددة.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، حذرت الخارجية التركية مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة بسبب تزايد الإرهاب والعنف والاعتقالات العشوائية.
- روسيا
في 17 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، حذرت روسيا رعاياها من احتمال وقوع هجمات إرهابية بالمدن الكبرى في الولايات المتحدة خلال عطل أعياد الميلاد ورأس السنة.
- نيجيريا
كذلك حذرت نيجيريا، في 6 مارس/ آذار الماضي، مواطني بلادها من السفر إلى الولايات المتحدة، إثر رفض الأخيرة استقبال عدد منهم رغم حصولهم على تأشيرات دخول سارية المفعول.
وجاء هذا التحذير بالتزامن مع توقيع البيت الأبيض أمراً تنفيذياً جديداً يحظر دخول القادمين من 6 دول، ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، مستثنياً العراقيين، والحاصلين على تأشيرات دخول مسبقة، خلافاً للقرار السابق الذي أوقفته محكمة فيدرالية.
إلا أن نيجيريا لم تكن من الدول الستة التي ينطبق عليها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع ذلك أصدرت تحذيرا لمواطنيها.
- ثلاث دول في الشرق الأوسط ومنطقة الكاريبي
ولقي قرار ترامب انتقادات داخلية وخارجية وواسعة كما أعقبه سلسلة اجراءات تحذيرية من السفر للولايات المتحدة من عدة دول.
أول تلك البلدان، "البحرين"، حيث كتبت سفارتها لدى واشنطن العام الماضي في صفحتها على تويتر "يرجى الابتعاد عن مناطق المظاهرات في الولايات المتحدة".
وثانيها، "البهاما"، التي حذرت مواطنيها، وغالبيتهم من أصل أفريقي، من زيارة المدن الأمريكية التي وقعت فيها حالات "إطلاق نار على شبان أفارقة من جانب ضباط الشرطة".
وقالت وزارة خارجية البهاما في إرشاد بشأن السفر "الشبان خصوصاً مطالبون بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر في المدن التي شهدت أعمال عنف أثناء تعاملهم مع الشرطة".
وثالثها، دولة الإمارات التي حثت طلابها المبعوثين وغيرهم من مواطنيها الموجودين في الأراضي الأمريكية على توخي الحذر، واستخدمت ذات اللغة التي تستخدمها الخارجية الأمريكية في تحذير رعاياها في بلدان أخرى وقعت ضحية لهجمات المتطرفين.
- تحذيرات أخرى تعكس خلافات مع واشنطن
وفي تقرير نشره موقع " Mental Floss" الأمريكي بتاريخ 6 أبريل/ نيسان 2016، فقد رضدت تحذير 25 دولة رعاياها من السفر إلى الولايات المتحدة، وذلك استناداً إلى اختلافات ثقافية وسياسية وأمنية كبيرة بينها وبين هذه البلدان.
وتحذر معظم تلك البلدان مواطنيها من ارتفاع معدلات امتلاك الأسلحة النارية والجريمة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مخاوف تخص الحرية الزائفة وعدم شمول الزوار بتأمين صحي وطني حال تعرضهم لوعكة صحية مفاجئة وغيرها من النقاط.
ومن بين تلك الدول، "روسيا" التي أرجعت تحذيرها إلى عدة عوامل، وفي مقدمتها، ارتفاع معدلات الجريمة، لاسيما في الأحياء المهجورة داخل المدن الكبرى.
وكذلك نصحت موسكو شبانها أن الحلم الأمريكي ليس حقيقياً، حيث أن الطابع الديمقراطي للمجتمع الأمريكي عبارة عن "حرية زائفة".
وأوضحت لرعاياها في إطار رسالتها التحذيرية أن تشكل "الطبقة الأرستقراطية الشابة" في القرن العشرين، يعكس حقيقة هامة جداً، وهي أن عدم المساواة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة لا يقل عن أي بلد آخر في العالم.
وأخيراً، تطرقت روسيا لأحد القضايا الساخنة في العلاقات المشتركة مع واشنطن وهي "تسليم المجرمين"، حيث حذرت مواطنيها من عدم زيارة الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى ليس لديها معاهدة لتسليم المجرمين مع بلادها.
وبالمقارنة مع العديد من الدول الصناعية الأخرى، فإن الولايات المتحدة لديها نظام طبي باهظ التكلفة، ولا تشمل خطة الرعاية الصحية الخاصة به المسافرين الأجانب على أراضيها.
هذا ما تطرقت إليه "أستراليا" في نبرة تحذيرية لرعاياها الذين قد يواجهون هذه المشكلة، حال تعرضوا لحادث أو وعكة صحية أثناء زيارتهم لأمريكا، بحسب التقرير.
فيما تعتبر "كندا" أن سياسات السلامة الجوية الأمريكية غير آمنة بشكل كاف كما هو الحال في بلادها، وبناء عليه تبدي قلقها على سلامة مواطنيها خلال زيارتهم للجارة الأمريكية.
وتوصي "الحكومة المكسيكية" بالتطعيم ضد الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية قبل زيارة الولايات المتحدة.
واليوم الجمعة، فإن بيان الخارجية التركية التحذيري إلى المواطنين من السفر للولايات المتحدة، أشار إلى تصاعد حدة الأعمال الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك الهجمات المسلحة وعمليات دهس المدنيين بالسيارات، التي قد تقع في مراكز المدن والفعاليات الثقافية ومحطات مترو الأنفاق، والأبنية العامة، ومراكز العبادة، وحتى سكن طلاب الجامعات.
وشدد البيان على تحذيره من الاعتقالات العشوائية التي يتعرض لها مواطنون أتراك يؤدون مهام رسمية أو غير ذلك في أمريكا، استنادا إلى شهادات جهات غير موثوقة.
وأكد البيان صدور أوامر قضائية في الولايات المتحدة الأمريكية، تستند إلى شهادات ملفقة لا أصل لها، من أشخاص ينتسبون إلى تنظيم "غولن" الإرهابي أو متعاطفين معه.