[ ترامب ]
يُخفي الرئيس الأميركي الكثير من الحقائق، أسوة بأي رئيس يتقلد هذا المنصب، إلا أن دونالد ترامب تفوّق على غيره، خصوصاً في ما يتعلق بعدد الأخبار الكاذبة التي يعتمدها في العديد من خطاباته.
فترامب، ومنذ تسلّمه السلطة في يناير/ كانون الثاني 2017 وحتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تفوّه بأكثر من 100 كذبة أو أخفى العديد من الحقائق عن المواطنين، ما يجعله يتخطى عدد التصاريح الكاذبة التي ألقاها الرئيس السابق باراك أوباما بنحو 6 مرات، بحسب ما جاء في مقال نشر في "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي.
وبحسب الخبراء، فإنّ استمرار ترامب بإطلاق التصاريح الكاذبة طوال فترة رئاسته، سيجعله بلا منازع "ملك الأخبار الكاذبة" بين جميع الرؤساء الأميركيين.
أكاذيب لتمرير مشاريع
يُشير مقال "نيويورك تايمز" بعنوان "أكاذيب ترامب مقابل أوباما"، إلى أنّ الأخير تفوّه بنحو 18 أكذوبة خلال تصاريحه أمام الجمهور في فترة رئاسته التي استمرت 8 أعوام، ما يعني أن الرئيس أوباما كذب 9 مرات في كل فترة رئاسية، بمعدل كذبتين في السنة الواحدة.
وبحسب التقرير، فإن أول تصريح أدلى به أوباما بشكل كاذب، كان في شهر فبراير/شباط 2009، حين تحدث عن واردات النفط. وقال حينها إن الولايات المتحدة تستورد حالياً أعلى كمية من النفط على الإطلاق، فيما تشير الحقائق إلى أنه في العام 2005، استوردت الولايات المتحدة أعلى كمية لها على الإطلاق من النفط. وبحسب الخبراء، تعمّد أوباما قول ذلك في الوقت الذي كانت تعاني الولايات المتحدة من الأزمة المالية العالمية.
وبحسب الرصد الذي قام به "العربي الجديد" لعدد التصاريح الكاذبة التي أدلى بها أوباما، تبين أنه في العام 2009 تفوه بـ6 أخباراً كاذبة، فيما أطلق تصريحين كاذبين في كل من العام 2010، و2011، و2012، و2013. أما في العام 2014، فقد قال 3 تصريحات كاذبة، وفي 2016، قال تصريحاً كاذباً واحداً.
تعرّف إلى الرئيس "الأكثر كذباً" في الـ"فيديوغراف" التالي:
الأكثر كذباً
بالمقارنة مع ذلك، فإن ترامب تفوه بنحو 103 كذبات خلال الأشهر العشرة الماضية، أي منذ استلامه الرئاسة.
ومن خلال رصد الأحاديث أو التصاريح الكاذبة، يتبين أن ترامب قال خلال شهر كانون الثاني/ يناير، 13 تصريحاً كاذباً. وفي فبراير، صرح بـ20. ويصل المعدل العام للأخبار الكاذبة التي يقولها ترامب إلى 10 أكاذيب شهرياً.
ووفق أرقام "العربي الجديد"، فإنّه في حال استمرار ترامب على هذا المنوال، في فترة رئاسية تصل إلى 4 سنوات، سيتفوه بنحو 123 كذبة سنوياً، أي نحو 495 كذبة سيطلقها خلال فترة رئاسته، وهي ما تجعله من أكثر الرؤساء الذين يدلون بتصاريح مغلوطة، لا بل يكذبون في قول الحقائق أمام الجمهور.
ومن أبرز الأكاذيب التي قالها ترامب، ولم يتراجع عنها، تلك التي صرّح بها في 18 فبراير/ شباط، قائلاً إنّ "ما حصل من اعتداءات إرهابية في ألمانيا أمر لا يمكن السكوت عنه، كما أن الإرهاب وصل إلى السويد، فهل يمكن تصديق ما حصل (أمس) في السويد من هجمات إرهابية".
ولم تكُن السويد من ضمن المناطق أو المدن التي شهدت أعمال عنف أو حصول أي عملية إرهابية خلال الفترة التي تحدث عنها ترامب، ما استدعى حينها العديد من ردود الفعل الساخرة حول العالم.
وفي الخامس من أيار/ مايو، قال إنّ الأميركيين يدفعون أعلى معدلات ضريبية عالمياً، فيما تشير الحقائق إلى أن هناك دولاً أخرى تدفع ضرائب بشكل أكبر.
وأراد ترامب من خلال هذه العبارة، البدء بتمرير مشروعه المتعلق بخفض الضرائب عن الشركات، ولذا اعتمد صيغة المبالغة والقول إن الأميركيين يدفعون أعلى معدلات ضريبية عالمية، في حين أنهم ليسوا كذلك. وتظهر الإحصاءات أنه في العام 2014 على سبيل المثال جاءت الولايات المتحدة في المركز 31 عالمياً كأعلى دولة تدفع الضرائب، في حين أن الدنمارك وفرنسا وبلجيكا احتلت المراكز الأولى.
وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول قال ترامب إن 30 مليون أميركي من أصحاب المؤسسات الصغيرة يدفعون أكثر من 40 بالمئة من دخلهم على شكل ضرائب، فيما أشار تقرير صادر عن "بيزنس أنسايدر" إلى أن عدد الذين يدفعون ما يقارب 40 بالمئة من دخلهم لا يتعدى 1.8 مليون مواطن.
الاحترام غائب
أظهر تقرير صادر عن شركة Statista أن الرئيس الأميركي لا يحظى باحترام كافٍ مقارنةً بالرؤساء الآخرين. ويرى مواطنو الولايات المتحدة أن رئيسهم فقد الكثير من الاحترام بسبب تصرفاته. فقد رأى 67 بالمئة من مجموع الآراء أن باقي رؤساء العالم لا يحترمون ترامب بالشكل المطلوب، في حين اعتبر 29 بالمئة أن احترام الرئيس ترامب لا يزال قائماً رغم العديد من تصرفاته، في حين رأى 4 بالمئة أنهم غير معنيين بالاستطلاع.