هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوِّت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة يدعو إلى سحب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2017: "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا! حسناً، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيراً ولا نعبأ بذلك".
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة نادرة الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بناءً على طلب دول عربية وإسلامية؛ للتصويت على مشروع القرار الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضواً، يوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول.
وصوَّت الأعضاء الـ14 الآخرون في المجلس، بتأييد مشروع القرار الذي قدمته مصر والذي لم يذكر واشنطن ولا ترامب بالاسم، لكنه أبدى "الأسف الشديد إزاء القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلق بوضع القدس".
وفي رسالة إلى عشرات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء، اطلعت عليها "رويترز"، حذرت السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية، نيكي هيلي، من أن ترامب طلب منها إبلاغه "الدول التي تصوت ضد" الولايات المتحدة.
وكررت السفيرة ذلك في تغريدة على "تويتر"، قائلةً: "الولايات المتحدة ستسجل الأسماء".
وقال عدد من كبار الدبلوماسيين إن من المستبعد أن يغير تحذير هيلي مواقف دول كثيرة بالجمعية العامة، حيث يندر إطلاق تهديدات مباشرة علنية كهذه.
ورفض ميروسلاف لايتشاك، رئيس الجمعية العامة، التعليق على تصريحات ترامب، لكنه قال: "من حق ومسؤولية الدول الأعضاء التعبير عن آرائها".
ورفض متحدث باسم الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، التعليق أيضاً على تصريحات ترامب التي أدلى بها الأربعاء.
وقال ترامب: "تروق لي الرسالة التي بعثتْ بها نيكي أمس (الثلاثاء) في الأمم المتحدة إلى كل هذه الدول التي تأخذ منا المال ثم تصوت ضدنا في مجلس الأمن، أو يُحتمل أن تصوت ضدنا بالجمعية العامة".
تخويف
يمثل القرار الذي أعلنه ترامب، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، بشأن القدس حياداً عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود، وأثار غضب الفلسطينيين والعالم العربي ومخاوف بين حلفاء واشنطن الغربيين.
كما يعتزم ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وتدعو مسودة القرار كل الدول إلى الإحجام عن تأسيس بعثات دبلوماسية في القدس.
وقال دبلوماسي كبير من دولة مسلمة، طلب عدم نشر اسمه، تعليقاً على رسالة هيلي: "تلجأ دول إلى هذا الترهيب السافر، فقط عندما تعرف أنها لا تملك حجة أخلاقية أو قانونية لإقناع الآخرين".
ووصف دبلوماسي غربي، طلب أيضاً عدم نشر اسمه، رسالة هيلي بأنها "تكتيكات سيئة" في الأمم المتحدة، "لكنها جيدة جداً بالنسبة لهيلي 2020 أو هيلي 2024"، في إشارة إلى احتمال خوضها انتخابات الرئاسة الأميركية.
وأوضح الدبلوماسي الغربي: "لن تفوز بأي أصوات في الجمعية العامة ولا بمجلس الأمن، لكنها ستفوز ببعض الأصوات بين الأميركيين".