[ مظاهرات في غزة رفضا لقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ]
تتواصل رسائل التنديد والاستنكار من دول كثيرة من مختلف قارات العالم لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، خلافا للقانون الدولي الذي يعتبرها مدينة محتلة.
ووصفت دول عديدة قرار ترمب بأنه انحياز فاضح للاحتلال الإسرائيلي، وانتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية. وبينما اعتبر الفلسطينيون أن واشنطن لم تعد جديرة بتأدية دور الوسيط في حل الأزمة، أشاد الإسرائيليون بالقرار ووصفوه بأنه تاريخي.
وبدأ الاستنكار من فلسطين التي أعلنت ثلاثة أيام غضب وعبر كل الطيف فيها عن رفض القرار واعتباره باطلا ولا يغير شيئا في حقيقة أن القدس مدينة عربية وعاصمة لفلسطين.
ولئن اعتبرت السلطة الفلسطينية أن قرار ترمب يدمر أي فرصة لحل الدولتين، فقد رأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي أنه "قبر عملية السلام كلها".
عربيا
وفي الجوار العربي القريب، تباينت ردود الفعل من حيث قوة العبارة، وإن اشتركت كلها في عدم الرضا عن القرار الذي استنكرته الجامعة العربية واعتبرته "استفزازا غير مباشر".
وقد نددت كل الدول العربية بالقرار، إما ببيانات كما فعلت معظم الدول بما فيها السودان ومصر والسعودية والعراق، أو اتصالات وخطابات ومشاورات مثل ما فعلت قطر والأردن، كما عبرت باقي الدول بطرق قريبة من الأولى.
وقد دعت الحكومة العراقية الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها "المجحف" وإيقاف أي تصعيد خطير يودي إلى التطرّف وخلق أجواء تساعد على الإرهاب.
وقال المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني إن قرار ترمب "مدان ومستنكر وقد أساء إلى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين".
كما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جميع فصائل المقاومة إلى اجتماع طارئ لتدارس موضوع القدس وبحث مدى إمكانية تنفيذ عمل عسكري مسلح ضد إسرائيل، على حد تعبيره.
وقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها التام واستنكارها "لهذا القرار الذي هو والعدم سواء" وأكدت موقفها الثابت من القضية الفلسطينية.
إسلاميا
وكما جاءت ردود الفعل العربية، كان رد الفعل الإسلامي على المستوى نفسه، إذ استنكرت معظم الدول الإسلامية القرار، فجاءت تركيا في مقدمتها، واعتبرت أن قرار ترمب لا يهدف إلا إلى رمي هذه المنطقة في النار.
وشجبت إيران بقوة قرار ترمب، واعتبرت أنه ينذر "بانتفاضة جديدة"، ويؤدي إلى "تصاعد التطرف وتصرفات غاضبة وعنيفة".
ودعت إندونيسيا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في القرار". ورأت أنه "يمكن أن يهز الأمن والاستقرار العالمي"، في حين دعت ماليزيا المسلمين في أنحاء العالم إلى التصدي بكل قوة لأي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ومن ناحيتها، استنكرت الخارجية السنغافورية قرار الرئيس الأميركي وقالت إن أحادية الجانب حول القدس ستمنع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وستزيد مشاكل الشرق الأوسط.
وشدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن القدس خط أحمر، ورأى في القرار اعتداء صارخا على المسلمين واستهانة بمقدساتهم.
دوليا
وفي حين كانت الردود في العالمين العربي والإسلامي مناهضة لقرار ترمب، فإن ردود الفعل الدولية لم تكن مساندة له، بل تراوحت بين الاستنكار والرفض أو الصمت في أحسن الأحوال ما عدا إسرائيل التي أبدت فرحها به.
فقد أقر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة صباح الجمعة بشأن الاعتراف الأحادي لترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشأن القرار.
كما عبر الاتحاد الأفريقي عن قلقه لقرار ترمب، وقال إن هذا القرار سيهدد السلام في الشرق الأوسط وزعزعة الاستقرار وسيقلل من فرص السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين.
وجاء الرد الروسي قويا، إذ أكدت موسكو أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، كما أن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وأبدت قلقها من قرار ترمب وقالت إن أحادية الجانب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا تخدم التقدم في المفاوضات الفلسطينية.
وعبرت ألمانيا بصراحة عن عدم دعمها للقرار، وعن خشيتها من أن يؤدي قرار ترمب إلى "تصعيد جديد في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين".
وبالصراحة نفسها، قالت فرنسا إنها لا تؤيد قرار ترمب، ورأت أنه يتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، ووصفته بالمؤسف والأحادي.
وفي السياق ذاته ذهبت بريطانيا والنرويج وكندا، إذ لا توافق جميعها على قرار ترمب قبل التوصل إلى اتفاق نهائي، معتبرة أن هذا القرار "لا يساعد في شيء".