يبدو أنّ "رجل الصاروخ"، كما يصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بات قادراً على إقلاق راحة رجل البيت الأبيض، بعد إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأربعاء، اختبار صاروخ جديد عابر للقارات، يمكنه استهداف "القارة الأميركية برمتها"، ما يعني أن "صاروخ كيم" الجديد بات قادراً على إصابة ترامب في غرفة نومه (شاهد الـ فيديو غراف أدناه).
والصاروخ الجديد، "هواسونغ – 15" البالستي، هو صاروخ عابر للقارات، مزوّد برأس حربي كبير جداً، قالت بيونغ يانغ إنّه "قادر على ضرب القارة الأميركية برمتها".
و"هواسونغ -15" هو أحدث نسخة من "هواسونغ -14"، ومعناه (المريخ -14)، معروف أيضاً في الولايات المتحدة بتسمية بديلة هي "كي إن-20"، وهو أحد الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي وضعتها كوريا الشمالية.
كوريا الشمالية هي المشغل الوحيد المعروف لهذا الصاروخ، والذي تمّ تحديثه لنسخة "هواسونغ -15"، من نسخة "هواسونغ-14" والتي بدورها تعتبر ثمرة مرحلتين من "هواسونغ -12".
ويبدو أنّ سمة هذه المرحلة الثانية كان توسعة النطاق الذي يمكن بلوغه، فمحرّك المرحلة الأولى بدا مشابهاً لـ"هواسونغ -12"، لكن مع إضافة محرّك واحد من الوقود السائل، لتحقيق الاستقرار والتوجيه.
جرى اختبار "هواسونغ -14"، لأول مرة في مايو/أيار الماضي، أما رحلته الأولى فقد تمّت في يوليو/تموز الماضي، والتي تزامنت مع عيد الاستقلال في الولايات المتحدة. ويمكن القول إنّ سمة هذا الصاروخ هو المسافة التي يبلغها.
وأعلنت كوريا الشمالية، في 4 يوليو/تموز الماضي، أنّ أراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخ بيونغ يانغ، بعدما أطلقت آنذاك صاروخاً من نوع "هواسونغ -14"، قطع مسافة نحو ألف كيلومتر، وبلغ بدقة مدى 933 كيلومتراً (580 ميلاً) شرقاً إلى بحر اليابان، ووصل إلى ارتفاع 2802 كيلومتر، خلال رحلة استمرت 39 دقيقة.
وقد أعطت التنبؤات للنطاق المحتمل لـ"هواسونغ -14"، في تجربته الأولى، استناداً إلى المسار الأمثل، مسافة 6700 كيلومتر (4200 ميل)، أو ما يصل إلى 10400 كيلومتر (6500 ميل)، ما يعني أنّ الولايات المتحدة من ألاسكا وهاواي ضمن نطاق الصاروخ.
وفي 28 تموز/ يوليو، أطلق صاروخ من نوع "هواسونغ -14"، في الساعة 11:41 مساء بالتوقيت المحلي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاقه ليلاً، وبلغ بدقة مدى 933 كيلومتراً (620 ميلاً) على مسار علوي تجاوز 3700 كيلومتر (2300 ميل)، وقد حلّق لمدة بلغت حوالي 47 دقيقة.
وقد أعطت التنبؤات للنطاق المحتمل لـ"هواسونغ -14"، في تجريته الثانية، منطقة تغطية تشمل الساحل الغربي الأميركي، من ضمنها شيكاغو، وربما حتى نيويورك، ولكن فقط مع انخفاض كبير في حمولة الصاروخ.
وصاروخ كوريا الشمالية هذا "هواسونغ -15"، قادر على إصابة البيت الأبيض، بما أنّ المسافة التي تفصل بيونغ يانغ عن واشنطن العاصمة تبلغ 10.861 كيلومتراً، بحسب ما تشير مواقع قياس المسافات على "غوغل". أما المسافة بين بيونغ يانغ والبيت الأبيض تحديداً، فتبلغ حوالى 10631 كيلومتراً، أي تقريباً المسافة نفسها التي أعلن أن الصاروخ قادر على اجتيازها، فهل تكون غرفة نوم ترامب في مرمى "رجل الصاروخ"؟
غير أنّ سمة الصاروخ الجديد "هواسونغ –15" هو الارتفاع، فقد أثبتت تجربة اختباره التي تمّت بنجاح، اليوم الأربعاء، أنّه وصل أيضاً إلى أعلى ارتفاع مقارنة بكل الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية في السابق، بحسب ما قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، والذي سارع إلى التحذير من أنّ ذلك يمثّل "خطراً على العالم أجمع".
وقد حلّق الصاروخ الجديد، "هواسونغ –15"، لمسافة 950 كيلومتراً لمدة 53 دقيقة، في حين وصل إلى ارتفاع أكثر من أربعة آلاف كيلومتر، وبلغ بدقة 4475 كيلومتراً (2781 ميلاً)، وفقاً لبيان تلاه مذيع تلفزيوني بكوريا الشمالية، واصفاً الصاروخ بأنّه "الأقوى على الإطلاق لكوريا الشمالية".
ووصل "هواسونغ -15"، اليوم الأربعاء، إلى ارتفاع بلغ 4475 كيلومتراً، بينما وصل "هواسونغ -14" في تجربة 28 يوليو/تموز الماضي، إلى ارتفاع بلغ 3725 كيلومتراً، في حين وصل "هواسونغ -14" في تجربة 4 يوليو الماضي، إلى 2802 كيلومتر.
وأُطلِق الصاروخ "هواسونغ -15" في وقت باكر، اليوم الأربعاء، بتوقيت كوريا الشمالية، من موقع سان-ني قرب بيونغ يانغ، وتحطم في البحر قبالة اليابان.
وبعد إشرافه على إطلاق صاروخ "هواسونغ-15"، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إنّه يشعر "بالفخر لأنّنا تمكّنا في نهاية المطاف من تحقيق هدفنا التاريخي الكبير وهو استكمال القوة النووية للدولة".
وشددت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، على أنّ تطوير هذا الصاروخ سيحمي كوريا الشمالية من "سياسة الابتزاز والتهديد النووي للإمبرياليين الأميركيين"، بحسب وصفها.