[ مقاتلون من المعارضة السورية ]
يستعد 50 نائبا من حزب العمال البريطاني، على الأقل، لتقديم طلب في البرلمان لدعم عمل عسكري بريطاني لحماية المدنيين في سوريا، مع تنامي الدعم بين الأحزاب لإنهاء الأزمة، بحسب ما نشرته صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، أمس. وستطلق المبادرة مجموعة حزبية بشأن سوريا في البرلمان في جلسة غد الثلاثاء.
ويمثل هذا التحرك تحديا واضحا لزعيم حزب العمال، ذلك أن المجموعة مستعدة للعمل مع نواب آخرين من حزب المحافظين لتعزيز استراتيجية ذات ثلاثة محاور تبدأ بتدخل عسكري من جانب القوات البريطانية وتستكمل بمبادرات إنسانية ودبلوماسية.
ولطالما أعلن زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، وعدد من النواب العماليين اليساريين، معارضتهم لمبدأ التدخل العسكري البريطاني في سوريا.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن صديق كوربن المقرب وزير الخزانة في حكومة الظل جون ماكدونيل، أشار إلى أن نواب حزب العمال قد يحصلون على تصويت حر بشأن هذه القضية في مجلس العموم البريطاني، فإن المبادرة قد تمثل ضربة قوية لسلطة زعيم العمال، إذا تم تمرير التصويت بدعم من عدد كبير من نواب حزبه.
ونشرت الصحيفة في مكان آخر من الصحيفة نفسها مقالا مشتركا (نادرا بين نائبين من حزبين مختلفين في التوجه)، هما النائب عن حزب المحافظين وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل، والنائبة العمالية جو كوكس، وهي مسؤولة سابقة عن رسم السياسات في منظمة «أوكسفام» (الخيرية)، وتحدثا في المقال عن توحيد جهودهما لدعم الخطة، بما يؤكد زيادة التعاون بين الأحزاب البريطانية بشأن سوريا.
ونشرت كوكس على حسابها في «تويتر» تغريدة تقول إن 75 في المائة من حوادث سقوط المدنيين في سوريا يتسبب بها النظام السوري، وإن الأسد قتل سبعة أضعاف ما قتله «داعش» من مدنيين هذا العام فقط. وقال ميتشل وكوكس إن استجابة المجتمع الدولي للأزمة السورية من خلال الأمم المتحدة لم تكن كافية.
ودعا النائبان الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي إلى مزيد من الدعم الإنساني للاجئين السوريين، وبذل الجهود الدبلوماسية العاجلة لدفع الرئيس بشار الأسد إلى طاولة المفاوضات، بينما يصبح التدخل العسكري لحماية المدنيين «في صميم المهمة الجديدة».
وتدفع المجموعة البرلمانية للضغط باتجاه حلول عملية، من بينها استخدام القوة لفرض مناطق آمنة محمية داخل سوريا، وفرض مناطق «حظر طيران»، أو إيجاد مناطق يمنع فيها القصف لمنع الأسد من شن المزيد من الهجمات ضد المدنيين، إضافة إلى التحركات لضرب تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
إلى ذلك، قالت مصادر رفيعة في حزب العمال، لصحيفة «الأوبزرفر»، إن ما بين 50 إلى 100 نائب، بينهم أعضاء في حكومة الظل (حزب العمال المعارض)، سيكونون على استعداد لدعم عمل عسكري بريطاني ما دام الغرض منه حماية المدنيين الذين يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة، بدلا من مقترح لتمديد الهجمات على «داعش» في سوريا.
وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي فشل في عام 2013 في الحصول على دعم من مجلس العموم للتدخل في سوريا، أشار، أخيرا، إلى أن تصويتا جديدا على العمل العسكري قد يكون وشيكا. وقد بلغه أن عدد النواب المحافظين الذين يعارضون قرارا التدخل سيكون بعدد الأصابع.
وتستعد النائبة العمالية جو كوكس، اليوم، لأن تطرح، في مناظرة مجلس العموم حول سوريا، مطالبتها بألا تعمي تجربة الحرب العراقية حزب العمال عن الحاجة لدعم قرار باستخدام القوة العسكرية لأغراض إنسانية، رغم أن هذه القوة استخدمت في البوسنة وكوسوفو وسيراليون.