أوضح موقع "المونيتور" الأميركي أن تركيا تمضي قدماً في خططها، لبناء قناة تنافس قناتي السويس وبنما، الأمر الذي يهدّد دخل قناة السويس، إلا أنها قد تشكل تهديداً بيئياً وتكبّل عاتق الاقتصاد التركي، فيما يرى مؤيدو المشروع أنها ستساعد في تيسير حركة السفن التي تقف في مضيق البوسفور.
وألمح الموقع إلى أنه من المخطط أن تقطع القناة، التي يصل عمقها لـ43 كيلومتراً، الغابات والأراضي الزراعية؛ لتصل البحر الأسود ببحر مرمرة، ويعد المشروع جزءاً من مشروع البنية التحتية بتكلفة 250 بليون دولار؛ من أجل تعزيز النمو الاقتصادي.
وفي السياق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن شاء الله سنضع أساس القناة الجديدة، موازياً للبوسفور، وسنطلق عليه قناة إسطنبول، في نهاية هذا العام أو في بداية عام 2018"، مضيفاً: "هناك قناة السويس وقناة بنما، وستكون هناك قناة إسطنبول".
ويعول مؤيدو المشروع على أنها ستحول تركيا لمركز عالمي للتجارة والطاقة، وستقلل المخاطر التي تسببها المحملة بالمواد الخطرة، والتي يصل عددها إلى 53 ألف سفينة، والتي تمر كل عام من مضيق البوسفور، الذي يحيط بتركيا، ومُحاط على جانبيه بفيلات وقصور لا تقدر بثمن.
وأشار الموقع إلى أن اتفاقية "مونترو" لعام 1936 تكفل حرية مرور السفن المدنية، التي تمر عبر البوسفور والدردنيل للمرور إلى الطرف الآخر، وحتى الآن ليس من المعروف كيف ستُجبر تركيا السفن على المرور عبر القناة الجديدة مقابل دفع رسوم.
وتابع الموقع الأميركي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حدّد الآفاق المستقبلية لإسطنبول ذات الـ8 آلاف عام، بحفر سكك الأنفاق، وتمهيد أنفاق سيارات تربط أوروبا بآسيا تحت مضيق البوسفور، فضلاً عن تشييد مسجد بتكلفة 100 مليون دولار، ويتم الآن إنشاء أكبر مطار في العالم بالقرب من فم قناة إسطنبول المزمع حفرها، فضلاً عن إقامة جسر وطريق سريع، قال عنهما المسؤولون إنه تمت إزالة قرابة 400 ألف شجرة، لربط المطار.
وفي السياق قال أتيلا يسيلادا، المحلل في جلوبال سورس بارتنرز، لـ"المونيتور" إن الحكومة التركية مثل الفراعنة، فإنها تشيد الأهرامات، بتشييدها تلك المشروعات الضخمة، لكن الكثير من مشروعات البنية التحتية دون وجود موارد بشرية كافية، مضيعة للمال".
بينما يرى خبراء البيئة أن القناة ستسهم في تدفق التلوث من دول البحر الأسود الساحلية إلى البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تغير القناة من التيارات البحرية ودرجات الحرارة في كلا الجانبين، ومن الممكن أن تدمر المياه التي تتدفق من البحر الأسود، التي هي أقل ملوحة من مياه بحر المرمرة، الحياة البحرية هناك.