أعلنت وسائل الإعلام الأميركية، الاثنين 31 يوليو/تموز، استقالة المدير الجديد للإعلام في البيت الأبيض أنطوني سكاراموتشي الذي عيّنه الرئيس دونالد ترامب قبل 10 أيام فقط.
وقد أثار سكاراموتشي عاصفة الأسبوع الماضي إثر مقابلة صحفية أهان فيها رئيس الأركان رينس بريبوس الذي ترك عمله الأسبوع الماضي وكبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سكاراموتشي أُرغم على الاستقالة بناءً على طلب كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي الذي أدى القسم في وقت سابق الاثنين.
وتولى جون كيلي مهامه رسمياً بهدف تنظيم صفوف إدارة أنهكتها الإخفاقات المتوالية ومزقتها صراعات على النفوذ، في ختام أسبوع بدا كالكابوس.
وأدى جنرال المارينز (مشاة البحرية) المتقاعد الذي تولى وزارة الأمن القومي في إدارة ترامب حتى الآن، القسم الاثنين في الساعة 09:30 (13:30 ت غ).
وسيكلف كيلي البالغ 67 عاماً الذي أصبح أقرب معاوني الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بمهمة شاقة تقضي بفرض الانضباط على حكومة متزعزعة شلتها سلسلة مدوية من الخيبات السياسية والهفوات الإعلامية حتى الاسبوع الماضي.
ورغم تأكيد ترامب في تغريدة على تويتر صباح الاثنين أن "لا فوضى في البيت الأبيض!"، تعكس التعديلات المتوالية في الدائرة الأقرب إليه، بدءاً بتعيين كيلي عوضاً عن راينس بريبوس، شعور الإدارة الفعلي بالحاجة إلى "إعادة العدادات إلى الصفر"، بحسب عبارتها.
وقال ترامب أثناء مراسم أداء القسم "لا شك لديّ أن الجنرال كيلي سيقوم بعمل مذهل بصفته كبيراً للموظفين، بعدما كسرت إنجازاته في مجال الأمن القومي جميع الأرقام القياسية، والنتائج المذهلة على الحدود".
نهاية التسريبات؟
يترتب على الرئيس الجمهوري محو الأسبوع الماضي من الأذهان، بعدما شهد انكشافاً غير مسبوق للخلافات الداخلية خصوصاً إثر سيل التصريحات الحادة لمدير الإعلام الجديد انطوني سكاراموتشي بشأن زملائه في البيت الأبيض وتخللتها شتائم وتعابير سوقية.
ووصف خبير المال النيويوركي الثري الملقب بـ"موتش"، بريبوس قبل إعلان استقالته بأنه "ملعون يعاني انفصام الشخصية ومريض بالارتياب"، قبل أن ينتقل لمهاجمة المستشار الاستراتيجي لترامب ستيف بانون.
لكن النكسة المهينة لترامب تمثلت في فشل مجلس الشيوخ في إقرار مشروعه للرعاية الصحية الرامي إلى التخلص من برنامج سلفه "أوباماكير"، رغم هيمنة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس.
ففي انعكاس لصعوبات ترامب في مخاطبة هذه الأكثرية، كان رمزها، السيناتور الجمهوري الذي يحظى باحترام كبير جون ماكين، هو من أفشل مشروع ترامب، الذي سقط بفارق صوت واحد.
الاثنين سعى ترامب الى إعادة تعبئة قاعدة معسكره، فنشر صباحاً على تويتر تعليقاً أراده اختصاراً لإنجازات الأشهر الستة لرئاسته. وقال: "أعلى سوق أسهم على الاطلاق، أفضل الارقام الاقتصادية منذ سنوات، البطالة في أدنى مستوياتها منذ 17 عاما، الرواتب ترتفع، الحدود آمنة، تعيين في المحكمة العليا: لا فوضى في البيت الأبيض!"
كما يواجه البيت الأبيض عدة ملفات دبلوماسية شديدة التعقيد، سواء كانت تتعلق بطهران او بيونغ يانغ او موسكو.
وورد آخر مثال على ذلك، أمس الأحد، عند إعلان الرئيس بوتين وجوب مغادرة 755 دبلوماسياً أميركياً الأراضي الروسية، في إجراء غير مسبوق، اعتبرته واشنطن "مؤسفاً وغير مبرّر".
ورغم مساعي ترامب الفعلية الى التقارب لم تنحدر العلاقات بين بلاده وروسيا الى مستواها الحالي منذ الحرب الباردة، فيما ما زالت قضية التدخل الروسي تعكر رئاسته.
من هنا، لا يبدو من قبيل الصدفة اختيار جون كيلي، المسؤول الصارم والسلطوي، للإمساك بزمام البيت الأبيض.