هناك عدد قليل من الناس المحظوظين لديهم القدرة على التحدث بطلاقة دون تردد. أما بالنسبة للكثيرين، فإن كلمات مثل "ممم" و"إيه" و"أعني" هي جزء شائع من كلامنا.
كونك أقل بلاغةً لا يعني أنك لست ذكياً، لذا قال اللغويون إن أولئك الذين يستخدمون ما يسمى عبارات "الحشو" بكثرة ربما يكونون أكثر وعياً من البقية.
قال مايكل هاند فورد، أستاذ اللغويات التطبيقية واللغة الإنكليزية في جامعة كارديف، إن الأشخاص المستقلين غالباً ما يستخدمون هذه الكلمات ليكونوا أكثر تهذيباً.
إذا دعوت شخصاً ما إلى حفلة ورفض من دون استخدام أي من هذه العلامات سيبدو فظاً على الأرجح، أما إذا قال "ممم.. حسناً، كما تعلمون.. أنا آسف"، فسيجعلها تبدو أكثر تهذيباً، فهي تؤدي دوراً مهماً في الشكل التهذيبي حقاً.
استخدام آخر لكلمات الحشو ينفع أيضاً عندما نتحدث عن شيء عميق ومعقَّد، ونحن ندرك أن المستمع قد يحتاج إلى مزيد من الوقت لاستيعابه.
وقال هاند فورد لصحيفة The Independent، إننا كمتحدثين، غالباً ما نُدرك في كثير من الأحيان أنه إذا تكلمنا بشكل أكثر تعقيداً، فقد لا يفهم المستمع. وأوضح أننا نستخدم هذه العناصر دون وعي، لمساعدة الشخص على معالجة ما نقوله.
في بعض الأحيان قد تكون تبحث في دماغك عن الكلمات الصحيحة، لأنك تعاني من حيرة عقلية، أو تم طرح سؤال صعب أو فني بشكل خاص. وبالمثل، قد يكون مجرد صنع ضوضاء للإشارة أن لديك شيئاً لتقوله، وعقلك لم يستلهمه حتى الآن.
كلمات الحشو يمكن أن تشير إلى كذب
قال الدكتور جون شافر، الأستاذ في جامعة ويسترن إلينوي، ووكيل خاص متقاعد لمكتب التحقيقات الفيدرالي، في مقالة على Psychology Today، إن هذه الكلمات الصغيرة يمكن أن تشير أيضاً إلى الخداع.
وأشار أن كلمات مثل "تعرف"، "أعني" و"تمام" تستخدم للتأكيد على المستمع أو إقناعه. معتبراً أن الصادقين ينقلون المعلومات ويلتمسون تأكيداً من المستمعين، فيما يحاول الكاذب إقناع الآخرين بأن ما يقوله صحيح، فكلمة "مثل" تشير إلى أن ما يقال مختلف عما يعنيه المتكلم فعلاً، يقول شافر.
وتُؤخر كل من كلمة "ممم" و"آه" الكلام، فتمنح للشخص الوقت لتقييم الإجابات وضمان تصديق ما يقولونه.
بالطبع هذا لا يعني أن كل من يتردد كذاب. يشير شافو إلى أن القليل من الكلمات يمكن أيضاً أن تكون خارج هذه العادة، وتستخدم إلى حد كبير تلقائياً خلال مُحادثاتنا. لذلك فإنها تعتمد حقاً على الموقف.
تختلف مع العمر والجنس والشخصية
في عام 2014، قام الدكتور تشارلين لاسيرنا وزملاؤه بتحليل تسجيلات الكلام اليومي، التي تم جمعها من مئات المشاركين من الدراسات بين عامي 2003 و2013.
وأرادوا معرفة ما إذا كان هناك أي اختلاف في استخدام كلمات الحشو حسب العمر أو الجنس أو الشخصية. ونُشرت نتائجها في مجلة اللغة وعلم النفس الاجتماعي Journal of Language and Social Psychology.
أظهرت النتائج أن الشباب يستخدمون تلك الكلمات بمعدل أقل، بينما تستخدمها النساء أكثر من الرجال. ومع ذلك، كان هذا ظاهراً فقط في المراهقين والطلاب، ويختفى الفرق بين الجنسين بعد سن 23.
وخلص الباحثون إلى أن أصحاب الضمير يستخدمون كلمات الحشو أكثر من الآخرين في كثير من الأحيان.
ويقول الباحثون إن أصحاب الضمير يكونون أكثر عمقاً ووعياً لأنفسهم ومحيطهم، وهذا يدل على الرغبة في المشاركة أو إعادة صياغة الآراء إلى المُتلقين.
إنه ليس علماً دقيقاً، أليس كذلك؟ ولكن هناك عدة أسباب يمكن أن يتردد الناس بسببها، لذا فإن الأمر يتعلق بتحديد ما إذا ?نت تعتقد أن?م یقومون ب?ذا الغرض لخداعك، أو ما إذا ?ان مجرد جزء من شخصیت?م.
يمكن أن يكون مجرد علامة أنه مستمع جيد، كما تعلمون.