تعرَّض الرئيس الإيراني لانتقادات شديدة، بسبب استقباله للوفد السويدي الذي يزور طهران، وأغلبيته من النساء، بوفد مقابل جميع أعضائه من الرجال.
توضح صور الاجتماع الذي أقيم بالقصر الرئاسي بطهران الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو يبتسم أثناء جلوسه أمام رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، وبصحبته 6 من النساء السويديات، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2017.
وسأل أحد مستخدمي موقع تويتر الرئيس روحاني باللغة الفارسية "ما شعورك وأنت ترى هذه الصورة؟"
وانتقدت الصحفية الإيرانية جولناز إصفندياري أيضاً الصورة التي تم نشرها على موقع تويتر.
وذكرت الناشطة الحقوقية الإيرانية سوزان طهماسيبي أن حجم التواجد النسائي بالوفد السويدي يبعث رسالة قوية إلى إيران.
وقالت: "تعد حساسية هذه القضية بالغة الأهمية، نظراً لضرورة تمثيل المرأة بالوفد الإيراني".
النساء في إدارة روحاني
وتضم إدارة روحاني عدداً من النساء اللاتي يشغلن منصب نائب الرئيس، ومن بينهن شاهيندوخت مولافيردي، التي طالما كانت تطالب بحقوق المرأة، ومع ذلك، لا توجد امرأة واحدة تشغل منصب وزير. ولم تصحبه امرأة واحدة خلال اجتماع السبت بالوفد السويدي. وقد التقى لوفين بمولافيردي في اجتماع منفصل بطهران يوم الأحد.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد عينت عام 2015 أول سفيرة إيرانية منذ الثورة الإسلامية التي اندلعت عام 1979، بما حقق تقدماً هائلاً للمرأة داخل الحكومة.
وذكرت ليلى علي كرمي، التي تتولى رصد ومتابعة حقوق المرأة في إيران، أن الوفد الإيراني الذي شكله روحاني من الرجال فقط كان محبطاً ومخيباً للآمال، نظراً للوعود التي قدمها خلال حملته الانتخابية.
حقوق المرأة "غائبة"
وقالت علي كرمي، مشيرة إلى نائب الرئيس "مولافيردي تحظى بخبرة كبيرة في شؤون المرأة، ولكنها لا تحظى بالصلاحيات الكافية، وتواجه الكثير من العقبات. فحقوق المرأة ليست ضمن أولويات هذا النظام، ولكنها تظهر خلال فترة الانتخابات فقط".
وذكرت علي كرمي أيضاً، أنه كان يتعين عدم إجبار أعضاء الوفد السويدي من النساء على ارتداء الحجاب. وقالت "لا بد أن تحظى المرأة بحرية الاختيار. وينبغي ألا تواجه التمييز بسبب النوع الاجتماعي".
ويعد ارتداء الحجاب جزءاً لا يتجزأ من سياسة الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، وقد التزمت الزائرات الأجنبيات من رؤساء الوزراء والمشاهير بارتدائه أثناء وجودهن على الأراضي الإيرانية.
وقد واجهت أعضاء الوفد السويدي، وخاصة وزيرة التجارة آن ليند، انتقادات بالسويد لتغطية شعرهن.
ومع ذلك، قالت طهماسيبي، إنه كان من الضروري أن يتم تمثيل المرأة. وأضافت "إذا لم تذهب المرأة السويدية إلى إيران، كان الاجتماع سيتم بدونهن في ظل وجود المسؤولين من الرجال. ومن المهم أن ترتبط إيران بعلاقات طيبة مع السويد، التي تنتهج سياسة خارجية تحترم المرأة وتبجلها".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى في هذا العام التي تلفت الحكومة السويدية الأنظار خلالها إلى سياساتها المتعلقة بالمساواة بين الجنسين. ففي أوائل هذا الشهر، نشرت نائبة الوزراء السويدية إيزابيلا لوفين صورة لها ولزميلاتها بعد توقيع مشروع قانون لحماية البيئة. وقد تم نشر الصورة على نطاق واسع على شبكة الإنترنت للسخرية من صور فريق المكتب البيضاوي لدونالد ترامب، الذي يضم أعضاء من الرجال فقط.