كانت الشمس تميل إلى الحُمرة إيذانًا بالغروب، في نهارٍ لأحد أيام الربيع الهادئة، من مايو (أيار) لعام 2004. كان الرجل يتجول برفقة عدد من جنوده في قرية عراقية بحثًا عن مشتبه به، وفي لحظة عابرة ظنّ أن ضالته في عُرس في إحدى ضواحي البلدة، فأمر جنوده بإطلاق النار عشوائيًا.
سقط في هذا الحادث 42 شخصًا، أغلبهم من النساء والأطفال. الحادث بدا مألوفًا في بلد محتل. لكن ما لم يكن مألوفًا، هو الثبات الانفعالي للقائد الذي صرّح بأن إعطاءه الأمر بإطلاق النار، لم يأخذ منه سوى ثلاثين ثانية، وعندما سألته صحافة بلاده عن الضحايا قال ببساطة: «من يعقد عُرسًا في الصحراء؟ دعونا لا نكون ساذجين».
المشهد الثاني
مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خرج الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وكان في جولة دعائية له بولاية أوهايو، ليعلن عن اختياره لصاحب حقيبة الدفاع في فترة ولايته المرتقبة، وكان المنصب حليفًا للقائد الذي تحدثنا عنه في المشهد الأول، إنه «المسعور»، جيمس ماتيس، صاحب الحكمة الشهيرة: «بعضهم يعتقد أن عليك أن تكرهه لكي تطلق النار عليه، أنا لا أعتقد هذا، الأمر برمته (بزنس)»!
في هذا التقرير، سنأخذ جولةً واسعة، مع أبرز الأسماء التي أعلن ترامب عنها، لتولي أدوار متقدمة في الإدارة الأمريكية الجديدة، في محاولة للوقوف على أبرز الملامح التي من المتوقع أن تكون عليها كتيبة ترامب، المثير للجدل.
نائب الرئيس: مايك بنس.. المدافع الأول عن سيادة المسيحيين البيض
يراه البعض الجسر الذي سيعبر من خلاله ترامب (حديث العهد بالسياسة)، إلى أروقة الحزب الجمهوري، بينما يراه آخرون جسرًا تعبر منه اليمينية المتشددة إلى البيت الأبيض، فاليمين المتشدد في الولايات المتحدة، لم يكن ليصل إلى البيت الأبيض إلا من خلاله ورئيسه ترامب.
التوافق بين كلا الرأيين يكمن في كونه جسرًا وخطًا واصلًا بين بعيدين، وهنا تكمن أهميته، التي لم يلتفت إليها أحد، في حين كان الغضب منصبًا على ترامب «المهووس بالميديا»، ومغازلة عناوين الصحف اليومية.
تدرج بنس في المناصب داخل أروقة الحزب وأروقة السياسة المحلية، فظل عضوًا لمجلس النواب بين أعوام 2001-2013، ورئيسًا للمؤتمر الجمهوري بين أعوام 2009-2011، وهو المنصب الثالث من حيث الأهمية في هرم قيادة الحزب، وتقلد بعد ذلك منصب حاكم ولاية «إنديانا».
يُروى أن أحد أبناء ترامب، ذكر أن «بنس هو الذي سيتولى شأن السياسة الداخلية والخارجية في الإدارة المقبلة، بينما سيتفرغ والده لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، وهو التصريح الذي سارعت حملة ترامب الانتخابية لنفيه، لكنه على أي حال يُعبر عن المكانة التي سيحظى بها الرجل، كنائب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يُعرف كذلك عن الرجل شجاعته في إبداء آرائه، فهو يعارض الإجهاض ويكره المثلية الجنسية، ويخطط لملء معتقل جوانتانامو الشهير بالسجناء، ويتوق لعزل إيران اقتصاديًا بدلًا من الدخول معها في حرب عسكرية.
كان كذلك قد أبدى رغبته في حظر حرق العلم الأمريكي، وله موقف متشدد من اللجوء سواء من المكسيكيين أو مؤخرًا من السوريين، ويستنكر حديث النشطاء الحقوقيين عن انتهاكات الشرطة بحق المواطنين السود، إذ يؤيد حملات التفتيش واسعة النطاق بحق أصحاب البشرة الملونة.
وتُثار العديد من الشكوك حول علاقته بإريك برنس مؤسس شركة بلاك ووتر، وهي واحدة من أكبر وأقوى منظمات المرتزقة السرية في العالم، وتقدم خدماتها الأمنية لشركات كبرى وأفراد نافذين في الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
من داخل البيت الأبيض: مستشارون برتبة صقور
مستشار الأمن القومي: مايكل فلين
«يجب أن نستعيد قدرتنا على سحق أعدائنا بالفعل» *مايكل فلين
لن يكون من المبالغة وصف فلين بأنه «ترامب» الثاني في الإدارة، وهو بحسب ما وصفه آدم شيف، العضو البارز في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، سريع الاستثارة، وهو يعلن كذلك العداء للمسلمين، ويتقرب لروسيا، حتى أنه كان ضيفًا مميزًا لقناة روسيا اليوم، أثناء تغطية الانتخابات الأمريكية.
ويفوق فلين في تعصبه المسيحي صديقه سالف الذكر، مايك بنس، إذ يرى أن على المسلمين أن يعالجوا من أيديولوجيتهم «المقززة».
وتثار هنا قضية التواصل غير المفهوم بين ترامب والجناح اليميني، فترامب لم يكن أبدًا متدينًا، مما استدعى الكاتب لدى مجلة «ذا إيكونوميست» إيريسماس، للحديث عنه بأنه أول رئيس أمريكي يعاني خللًا في الإيمان أو العقيدة، فهو حتى لا يعرف معنى أن يذهب إلى الكنيسة لطلب المغفرة، هو فقط يذهب لاحتساء قليل من الخمر وبعض المقرمشات، بحسب إيريسماس.
وكان فلين قد شغل منصب مدير الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأقيل من موقعه بعد خلافات نشبت بينه وبين إدارة الرئيس أوباما، واتهمهم فلين بعدم الاكتراث بتقارير الجهاز الذي كان يرأسه فيما يخص الأوضاع في سوريا، مما جعله مؤمنًا بإمكانية أن يكون نهوض جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قرارًا أمريكيًا مدروسًا، غير نابع بالأساس من خطأ عابر أو مصادفة.
وكجزء من العرض للتفكير الذي يسيطر على عقل الرجل، فهو يعتقد أن ظهور «تنظيم الدولة» كان بالأساس نتيجةً لغزو العراق في 2003، ليس بسبب ما ارتكبته بلاده من فظائع في هذا الغزو، لكن فقط لأنها أخلت سبيل البغدادي في 2004.
يرى فلين دعم بلاده للثورة الليبية خطأً فادحًا، لأنها باتت اليوم شبه دولة، ويرى في الرئيس المصري السيسي، قائدًا حكيمًا لمنطقة الشرق الأوسط، لأنه يحارب الإرهاب والتطرف، ويدعو لتجديد الخطاب الإسلامي «المقزز» من وجهة نظر فلين.
مستشار الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب: توماس بوسرت
كان الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، قد دمج موظفي قطاعي الأمن الداخلي والأمن القومي فور توليه رئاسة البيت الأبيض، وكان قطاع الأمن الداخلي قد تأسس بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول) 2001، بأمر من الرئيس بوش الابن، وتولى بوسرت حينها منصبًا رفيعًا فيه، كما عمل أيضًا كزميل بارز في المجلس الأطلسي، باحثًا في شؤون الأمن الإلكتروني.
ويتناثر الحديث عن المهام الموكلة لبوسرت من قبل ترامب، وتتعلق جميعها بتحقيق الأمن الإلكتروني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، على خلفية الحديث الشائع في الشارع الأمريكي والصحافة العالمية، بشأن اختراق حسابات الحزب الديموقراطي وحملة المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.
يعود بوسرت اليوم للواجهة، ويطلب منه الرئيس ترامب إعادة هيكلة قطاع الأمن الداخلي مرة ثانية، بحسب ما ذكره شون سبايسر، المتحدث باسم ترامب، وتشير التسمية المستحدثة للسيد بوسرت إلى العقلية الأمنية التي ترغب بفرضها الإدارة الجديدة.
المرأة التي غيرت مسار الحملة الانتخابية لترامب: كيليان كونواي
يشار إليها على أنها المرأة التي غيّرت مسار الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، ودافعت عنه حتى اقتنص مقعده على المكتب البيضاوي، ولذلك غدت مكافأتها أن تكون رفيقته في الجناح الغربي من البيت الأبيض.
وجدير بالذكر أن كونواي أول امرأة تتزعم حملة انتخابية لمرشح «فائز» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
السيرة الذاتية لـ«كونواي» تزخر بتاريخ حافل من خدمة الحزب الجمهوري وأعضائه البارزين، وأبرزهم ترامب، والحاكم السابق لولاية إنديانا ونائب الرئيس الحالي، سالف الذكر، مايك بنس، كما أنها ترأست شركة (بولينغ)، التي أسستها في العام 1995 لاستمالة أصوات الناخبين من النساء، كذلك شاركت في تأليف الكتاب الشهير «What Women Really Want».
كبير مستشاري الرئيس للسياسات العامة: ستيفن ميلر
عمل مستشار السياسات العامة لدى الحملة الانتخابية، ثم هو الآن قد اختير كبيرًا لمستشاريه للسياسات العامة، وهو منصب مستحدث، للإشراف على موظفي البيت الأبيض المشتغلين بأجندة الرئاسة للسياسات العامة، ناهيك عن المهمة العظيمة التي أسندت إليه بإعداد خطاب التنصيب الذي ألقاه ترامب في العشرين من يناير (كانون الثاني)، بعدما ترأس الفريق الذي أعد لترامب خطاباته إبان الحملة.
كبير المخططين الاستراتيجيين: ستيف بانون
ينحدر من عائلة ديمقراطية كاثوليكية، لكنه بالنسبة لكثير من المتابعين، ينتمي إلى المعسكر اليميني المتطرف، ويُعادي السامية وينتقد الهجرة، ويدعم السيادة للمسيحيين البيض، تمامًا كسالف الذكر، مايك بنس، فبانون أحد أبرز دعاة «اليمين البديل»، وهي حركة تؤمن بتفوق الجنس الأبيض، وتزدري الطبقة الحاكمة السابقة في البلاد، وقد شبهه بعض المحللين الأمريكيين بـ«جوزيف غوبلز» وزير الدعاية لهتلر النازي.
وللرجل فضل كبير في فوز ترامب، خلافًا لكونه رئيسًا لحملته الانتخابية، فقد خاض حربًا ضروسًا مع الطبقة الحاكمة في البلاد من خلال الموقع الإلكتروني «بريتبارت» الذي أداره منذ عام 2012، كذلك انضم لحزب الشاي في حربه على الطبقة السياسية الأمريكية، وكان بانون أيضًا وراء إنشاء معهد محاسبة الحكومة الذي نشر كتابًا يحمل عنوان «ثروة كلينتون»، الذي كشف جانبًا من ثروة المرشحة الديمقراطية (الخاسرة) هيلاري كلينتون.
اللجنة الإعلامية للبيت الأبيض
شخصية بارزة في الحزب الجمهوري، ينحدر من عائلة كاثوليكية متدينة، وتولى منصب مدير الاتصالات للجنة الوطنية في الحزب الجمهوري لخمس سنوات، قبل أن يقع الاختيار عليه ليكون متحدثًا باسم البيت الأبيض، إنه المحافظ الجمهوري شون سبايسر.
يفترض أن تتركز مهامه كما ورد في بيان حملة ترامب، في العلاقات مع الصحافة، ويُنتظر منه التخفيف من وطأة تصريحات رئيسه المثيرة للجدل على طول الخط.
وعيّن ترامب ثلاثة آخرين في الفريق الإعلامي هم جيسون ميلر، المتحدث باسم حملته مديرًا للتواصل، ودان سكافينو مديرًا لشؤون مواقع التواصل الاجتماعي، وهوب هيكس المتحدثة الحالية باسم الفريق الانتقالي مسؤولةً عن استراتيجية التواصل.
طاقم الوزراء الفريد
في النظام السياسي الأمريكي، يشكل الرئيس الحكومة ويرأس القوات المسلحة، ويعين الوزراء والضباط وكبار مسؤولي الدولة المنوطين بتنفيذ السياسات والتشريعات الفيدرالية، وأثارت اختيارات ترامب لمجلس الوزراء انتقادات واسعة، لا تقل في حدتها عن هذه التي يثيرها الرجل منذ ظهر على الساحة السياسية، نتعرض فيما بقي من هذا التقرير لأكثرها إثارة للجدل، وأهمها.
«المسعور» وزيرًا للدفاع!
«أهم ستة إنشات في أرض المعركة، هي هذه التي بين أذنيك» *جيمس ماتيس
جيمس ماتيس، وزير الدفاع في وزارة ترامب، عسكري له سجل ممتلئ بالمشاركات الميدانية، منذ التحق بالمارينز، وقاد القوات القتالية في حرب الخليج 1991، وحارب في أفغانستان، حتى شارك في معركة الفلوجة في وجه المقاومة العراقية عام 2004، وتم تعيينه في منصب القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ثم صار المسؤول عن القيادة المركزية الأمريكية، المكلفة بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
جدير بالذكر أنه لا ينبغي النظر لماتيس كرجل عسكري يجيد استخدام السلاح ووضع خطط الاقتحام والدفاع فحسب، فهو قارئ جيد، ومدرك للأرض التي بين قدميه، وله أفكار معادية لإيران، وهو واحدٌ من أشرس معارضي الاتفاق النووي، وتمت إحالته للتقاعد كنتيجة للصداع الذي سببه على خلفية الصفقة.
الإشكاليات التي يثيرها اختيار ماتيس، أحدها إجرائية، إذ ينص القانون على أنه لترشيح عسكري سابق لمنصب وزير الدفاع، يجب أن تكون قد مرت سبع سنوات على إحالته للتقاعد؛ وهذا ما لا يتوفر في ماتيس، حيث مضت أربع سنوات فقط على تقاعده، والثانية، أن له تطلعات خارجية تحت مسمى الأمن القومي الأمريكي والهيمنة الأمريكية، ومعاداة روسيا، وهو ما يتعارض مع السياسة الانعزالية التي يروّج لها ترامب.
بخصوص الإشكالية الإجرائية، فيمكن أن تُحل بإقرار الكونجرس – ذي الأغلبية الجمهورية – لاختيار الرئيس ترامب، لا سيما وأن هناك سابقة مررها الكونجرس في عهد الرئيس روزفلت باختياره العسكري المتقاعد حديثًا كذلك، جورج مارشال.
ريكس تيلرسون: وزيرًا للخارجية
عبّر ترامب منذ اللحظات الأولى لظهوره عن البيئة التي خرج لتوه منها: بيئة رجال الأعمال؛ بيئة المكسب والخسارة، ولم يمتلك ترامب خطةً يجعل من خلالها المكسب أمرًا محتملًا للشركاء جميعهم، وليس لأمريكا وفقط، (هي إذًا السياسة التقليدية لرجال الأعمال).
1- «سننشئ مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، سنجعل دول الخليج تسدد تكاليف هذه المنطقة، دول الخليج هذه هي الأغنى في العالم، وسنجعلها تفتح كيسها».
2- «لماذا يتعين علينا (نحن الولايات المتحدة) الالتزام بسياسة (الصين الواحدة)، إلا إذا كان علينا إبرام اتفاق مع الصين له علاقة بأمور أخرى بما في ذلك التجارة». *دونالد ترامب
ريكس تيلرسون، هو المدير التنفيذي لـ«إكسون موبيل» واحدة من أكبر شركات النفط في العالم، حائز من صديقه في الكرملين، فلاديمير بوتين، في 2013 على وسام الصداقة، ويثني عليه ترامب، بوصفه واحدًا من أبرع مبرمي الصفقات في العالم، آملًا أن يغير تريلسون مسار سنوات من السير في الاتجاه الخطأ، الذي أضعف أمريكا من وجهة نظره، وتشير صحف متعددة إلى إمكانية الحول بينه وبين المنصب من قبل مجلس الشيوخ، لحميمية العلاقة بينه وبينه الساسة في الكرملين.
أندرو بوزدر: وزيرًا للعمل
الثري صاحب سلسلة مطاعم الوجبات الجاهزة الشهيرة، هارديز، يختاره ترامب فقط لأنه رجل ناجح، ويوفر الآلاف من فرص العمل للأمريكيين من خلال مشاريعه، بحسب رأيه.
منتقدو الرئيس يرون في الرجل مقوضًا لحقوق العمال، ويقولون أن بوزدر لطالما عُرف بدفع أجور منخفضة، والالتفاف على شروط الصحة والسلامة المهنية للعمال، ويُنقل أن أندرو في 2009 دافع عن سلسلة من الإعلانات له اتُهمت بتشييء المرأة، قائلًأ: «أعتقد أنه من المنطقي وضع حسناوات في إعلاناتنا، فالقبيحات لن يزدن المبيعات».
ويلبر روس: «ملك الإفلاس» وزيرًا للتجارة!
ويلبر روس، واحد من رجال الأعمال الأثرياء في حكومة ترامب المرتقبة، وأحد مؤيدي الصناعات التقليدية، كالمناجم والتي كان ترامب قد تعهد بإنعاشها بعد التخلص من القيود البيئية المفروضة عليها. لُقب بملك الإفلاس لأنه اشتهر بشراء الشركات المنهارة – المفلسة وشبه المفلسة – وإعادة هيكلتها وتحويلها تدريجيًا إلى ربحية.
ويعرف عن الرجل ثقافته، حتى انضم في عام 2013 لمجلس أمناء معهد بروكنجز، وبحسب تصريحات لرئيس المعهد ستروب تالبوت، فإن روس يقرأ أغلب التقارير والتحليلات الاقتصادية التي تخرج عن المعهد بحرص -حد الإعجاب – وأحيانًا ما يتصل بالمعهد ويناقش معديها حول استنتاجاتهم.
ويقال عنه إنه رجل عملي، لا يحكم على العلاقات بمضامين أيديولوجية، وهو ما سيدعم عمله الجديد كوزير للتجارة في حكومة ترامب.
بن كارسون: وزيرًا للإسكان وتنمية المدن
«إذا كان هناك كلب مسعور يركض في منطقتكم، فمن المحتمل أن تبعدوا أولادكم عن طريقه، هذا لا يعني أنكم تكرهون الكلاب، بل تفكرون في طريقة حماية أطفالكم منها» *بن كارسون، واصفًا اللاجئين السوريين
للوهلة الأولى تتحسس من بشرته السمراء، وهدوئه أنه سياسي متزن، لكن ما تلبث أن تدرك كون ذلك الفارق الظاهري هو الذي يُعرّفه إذا ما جالس ترامب. كلاهما معادٍ للإسلام والمهاجرين، ويحمل النبرة العدائية ذاتها، حتى أن بن كارسون كان قد طرح نفسه في الانتخابات التمهيدية، آملًا في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
ورغم أن بن كارسون ليست لديه خبرة كبيرة بالشأن الذي اختاره لأجله ترامب، إلا أنه كجراح كانت لديه حياة مهنية مليئة بالنجاح، ويكفي ذكر أنه قاد أول فريق جراحي قام بفصل توأم ملتصق، ليعيشا بعد ذلك حياة طبيعية.
بيتسي ديفوس: وزيرةً للتعليم
كانت بيتسي وزوجها مرموقين في الحزب الجمهوري، وكانت أحد أبرز المتبرعين في ديترويت، أكبر مدن ولاية ميشيجان، كونها كانت صاحبة أموال تُقدر بالمليارات، وكانت لها ولزوجها خطة لإصلاح التعليم في المدينة، وأنفقوا عليها ملايين الدولارات لكنها مع الوقت أثبتت قلة نجاعتها، واليوم هي وزيرة للتعليم باختيار دونالد ترامب.
توم برايس: عدو «أوباماكير» وزيرًا للصحة
مثّل ولاية جورجيا في مجلس النواب عام 2004، وكان جراح عظام طوال 20 عامًا، يضمر العداء الشديد لبرنامج التأمين الصحي الذي يتباهى أوباما بإدخاله حيز التنفيذ والمعروف بأوباماكير، وكلمحة سريعة؛ يقضي مشروع أوباماكير بفرض الرعاية الصحية على ملايين المحرومين، وبعضهم لضيق المعيشة يعانون أوضاعًا صحية متدهورة، مما يضاعف تكاليف علاجهم، وتُوجه الانتقادات النيوليبرالية للمشروع باعتباره هدرًا لرأس المال الحكومي.
إيلين تشاو: وزيرةً للنقل
وزيرة العمل في عهد جورج بوش الأب، ونائبة وزير النقل في إدارة الابن، الآسيوية الأصل تعود للواجهة من جديد ويختارها دونالد ترامب وزيرًة للنقل.
ستيفين منشوينا (ممول الحملة السابق): وزيرًا للخزانة
قبل أن نسلط الضوء على المفارقة التي مثلها تنصيب منشوينا وزيرًا للخزانة في حكومة ترامب، نستعرض أبرز محطات الرجل في عالم المال: ققد كان واحدًا من أبرز الشركاء السابقين لـ«جولدمان ساكس»، أحد أكبر الشركات المالية في الولايات المتحدة، والتي عمل بها لما يقارب 17 عامًا، قبل أن يؤسس شركته المالية الخاصة، التي كانت حاضرةً في مشاريع متعددة بالبلاد، واقتطعت من استثمارها جزءًا خصصته للإنتاج السينمائي. وجدير بالذكر أن منشوينا هو الممول السابق لحملة ترامب الانتخابية.
أول الرافضين لهذا الاختيار، المرشح في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية، بيرني ساندرز، واصفًا ترامب بالنفاق، فترامب الذي ركز في حملته الانتخابية على انتقاد رجال وول ستريت، ووعد بتجفيف المستنقع الذي يعيشون فيه، والعمل على جعل أمريكا تصنّع من جديد، بعد أن هيمن عليها اقتصاد الخدمة، جاء بوزير خزانة على علاقة جيدة بهم.
ريك بيري: اقترح إلغاء وزارة الطاقة فاختاره ترامب وزيرًا للطاقة
رجل التناقضات، البراغماتي ذو الوجهين، هكذا يمكن وصف بيري الذي درج خطواته الأولى داخل الحزب الديمقراطي، حتى انتُخب بمجلس نواب ولاية تكساس، مسقط رأسه.
في العام 1988 دعم ترشح آل جور، للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وكان منسقًا لحملته في تكساس. بعد ذلك بعام، خرج من صفوف الحزب وانضم إلى صفوف معارضيه الجمهوريين، وما لبث بعدها أن خلف بوش الابن حاكمًا للولاية.
أعلن نيته في الترشح للانتخابات التمهيدية الرئاسية في الحزب الجمهوري في 2015، ووصف آنذاك ترامب بالسرطان داخل البنية المحافظة، وله تصريح مثير للجدل، طرحه عام 2011، بقوله أنه ينتوي إذا حاز ترشيح الجمهوريين للرئاسة إلغاء وزارة الطاقة، ثم هو اليوم ينضم لفريق ترامب، شاغلًا أعلى مناصب الوزارة، وكأن ترامب تعمد تعرية السياسي، ريك بيري!
جيف سيشنز (المتهم بالعنصرية): وزيرًا للعدل
كان الرئيس ريجان قد رشحه عام 1981 لتولي منصب المدعي العام في المقاطعة الجنوبية لولاية ألاباما (مسقط رأسه)، لكن عندما أعاد تسميته عام 1986، عارض مجلس الشيوخ ترشيحه بسبب اتهامات موجهة له بالعنصرية.
ويقال بشأنه أنه أول من صوت داخل الكونجرس تأييدًا للرئيس ترامب.
يشارك سيشنز ترامب في أحلامه حول بناء سياج فاصل ما بين الولايات المتحدة والمكسيك، انتقامًا من الهجرة، وهو المطلب الذي نادى به الرجل قبل 11 عامًا. كما يرفض المثلية الجنسية ويحرم الإجهاض ويعتبر نفسه ذا آراء يمينية محافظة.
جون كيلي (وزير الأمن الوطني): عصا ترامب للقضاء على الإرهاب
الجنرال المتقاعد جون كيلي، اختاره ترامب لتولي وزارة الأمن الداخلي، ومن المتوقع أن يكون الرجل في إدارة ترامب المسؤول عن تحقيق الأمن الداخلي وإنفاذ وعود الرئيس ترامب، في مواجهة المتطرفين الإسلاميين وموجات الهجرة غير الشرعية، وبناء الجدار المزعوم بطول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية مع المكسيك.
رايان زينك: وزيرًا للداخلية
رايان الذي كان قياديًا سابقًا في القوات الخاصة (SEAL)، والمسؤولة عن مقتل بن لادن، اختاره ترامب وزيرًا للداخلية. ومعروفٌ أن للرجل سجل عسكري حافل، إذ شارك في الحرب العراقية قياديًا بارزًا ضمن فرق العمليات الخاصة.
وعود ترامب اليمينية في طريقها للتحقق
جاء ترامب إلى السلطة بتصريحات مثيرة للجدل، لكنه على ما يبدو مصمم على استكمال طريقه بالقدر الذي جعله لا يتراجع عن المواقف اليمينية الشعبوية التي تبناها، بل ودعمها بخيارات وزارية مثيرة للجدل هي الأخرى، لكنها وعلى أي حال تؤكد إصرار الرجل على إنفاذ ما وعد به جمهوره، لتصطف خلف ترامب كتيبة من المحاربين.